تركيا, الدول العربية

تركيا وقطر.. 12 قمة في 30 شهرا تعزز الشراكة الإستراتيجية

يصل الرئيس التركي اليوم إلى الدوحة في ختام جولة خليجية، بدأها الأحد بزيارة البحرين، ثم الإثنين بزيارة الرياض.

14.02.2017 - محدث : 15.02.2017
تركيا وقطر.. 12 قمة في 30 شهرا تعزز الشراكة الإستراتيجية

Istanbul

أحمد المصري- الأناضول

12 قمة تركية قطرية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ تولي أردوغان الرئاسة في 28 أغسطس/ آب 2014.

12 قمة على مدار 30 شهرا ، بمتوسط قمة كل شهرين ونصف الشهر، فيما يعد رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين تركيا ودول الخليج، وربما يكون في تاريخ العلاقات الدولية، أن يعقد فيها زعيمان قمم بوتيرة دورية وشبة ثابتة على مدار فترة طويلة.

وفي أعقاب تولي أردوغان الرئاسة، تم عقد قمتان في الشهور المتبقية من عام 2014، ثم 4 قمم في 2015، ثم 5 قمم في 2016، ومن المقرر أن تعقد غدا الأربعاء القمة الثانية عشر بين الزعيمين، وأول قمم عام 2017.

وتم خلال تلك القمم بلورة التطور المتواصل في العلاقات في مجالات شتى، سياسياً، وتأطيره مؤسساتياً، بإنشاء لجنة عليا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، في قمة ديسمبر 2014، عقدت أول اجتماعاتها في الدوحة بقمة ديسمبر 2015، وثاني اجتماعاتها بتركيا في قمة ديسمبر 2016، برئاسة مشتركة بين زعيمي البلدين.

كما تم خلال تلك القمم توقيع أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات شتى.

ويصل الرئيس التركي اليوم إلى الدوحة في ختام جولة خليجية، بدأها الأحد بزيارة البحرين، ثم الإثنين بزيارة الرياض.

وسيبحث أمير قطر والرئيس التركي، غدا الأربعاء بالديوان الأميري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتعد القمة المرتقبة بين الزعيمين هي الثانية خلال شهرين بعد تلك التي جمعتهما في تركيا يوم 18 ديسمبر الماضي، والسادسة خلال 12 شهرا، كما تعد زيارة أردوغان لقطر هي الثالثة له منذ توليه الرئاسة.

وفيما تعكس تلك القمم المتتالية والزيارات المتبادلة، في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود باستمرار، فإنها تعد في الوقت نفسه أحد مظاهر قوة الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.

وتُوجت تلك الشراكة بتقدم كبير في العلاقات خلال الفترة القليلة الماضية، كان من أبرز مظاهره، دخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز النفاذ منذ 28 مايو/آيار الماضي، وتوقيع اتفاقية أمنية في الشهر الذي سبقه، واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة في أغسطس/ آب من العام نفسه، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات.


أيضا ظهرت تلك الشراكة المثالية جلية خلال موقف قطر الداعم للشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز المنصرم.

وفي ظل هذا التعاون المتنامي والتناغم السياسي، والتطابق في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يعول إقليمياً ودولياً على القمم التي تعقد بين الزعيمين التركي والقطري في بلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، وخصوصا بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة 20 يناير الماضي ، وقرب انطلاق محاثات السلام السورية بمدينة جنيف السويسرية، في 23 من شهر فبراير/ شباط الجاري.

وترصد "الأناضول" أبرز ملامح العلاقات الاستراتيجية بين قطر وتركيا خلال الفترة الماضية.

**12 قمة في 30 شهرا
تحمل القمة التركية القطرية المقررة غدا الأربعاء رقم 12 في تاريخ القمم بين الزعيمين على مدار الـ 30 شهرا الماضية.

وتأتي تلك القمة – التي تعد الأولى في 2017- بعد شهرين من قمة طرابزون ، التي عقد خلالها الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية التركية القطرية العليا، برئاسة زعيمي البلدين، في مدينة طرابزون شمالي تركيا يوم 18 ديسمبر2016، تم في أعقابه توقيع 14 اتفاقية تعاون بمختلف المجالات.

وقمة طرابزون هي إحدى 5 قمم تركية قطرية تم عقدها بين زعيمي البلدين خلال عام 2016.

أولى تلك القمم كانت بتاريخ 12 فبراير/ شباط في قصر يلدز بإسطنبول)، والثانية بتاريخ 19 يونيو/ حزيران في قصر هوبر بإسطنبول)، والثالثة في نيويورك يوم 19 سبتمبر)، وجرى خلالها بحث تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في سوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين.

أما الرابعة فجرت في قصر هوبر بمدينة إسطنبول يوم 23 أكتوبر/ تشرين أول، وبحث خلالها الزعيمان سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة.
كما سبق أن زار أمير قطر تركيا في أبريل/ نيسان للمشاركة في القمة الإسلامية بإسطنبول.

واستبقت قمم 2016، 4 قمم عام 2015، توجت بانعقاد الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، خلال الزيارة قام بها أردوغان، لقطر يوم 1 ديسمبر/كانون أول 2015 .

وفي العام نفسه (2015)، قام أمير قطر بثلاث زيارات إلى تركيا، عُقدت خلالها 3 قمم، إحداها بتاريخ 12 مارس/ أذار (بالقصر الرئاسي في أنقرة) ، والثانية بتاريخ 13 يوليو/ تموز (في قصر هوبر باسطنبول) ، والثالثة في 25 سبتمبر/ أيلول (في قصر هوبر)، جرى خلالها بحث تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في سوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين.
وكان العام 2014 شهد قمتين بين الجانبين، أحدها تم خلاله توقيع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن تشكيل تأسيس لجنة للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى خلال زيارة أمير قطر لأنقرة، يوم 19 ديسمبر/ كانون أول 2014 ، واستبقها قمة عقدت خلال زيارة قام بها الرئيس التركي لقطر يومي 14 و15 سبتمبر/أيلول 2014، وكانت الزيارة الأولى لدولة عربية منذ تسلمه رئاسة الجمهورية.

ووفق نتائجها، سارت تلك القمم بخطى ثابتة وسريعة نحو تعزيز العلاقات المشتركة، إذ جرى خلال قمم 2014 وضع أسس وقواعد لشراكة إستراتيجية بين الجانبين، بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين البلدين في قمة ديسمبر 2014، عقدت أول اجتماعاتها في الدوحة بقمة ديسمبر 2015، وثاني اجتماعاتها بتركيا في قمة ديسمبر 2016، برئاسة مشتركة بين زعيمي البلدين.

** تعاون عسكري وأمني متنامي
تلك القمم صاحبها وأعقبها تعاون متنامي على مختلف الأصعدة، وخصوصا على الصعيدين الأمني والعسكري، وتم ترجمة ذلك عبر اتفاقيات ومناورات مشتركة، حيث تم في 28 أبريل/ نيسان الماضي، توقيع اتفاقية بين الجانبين لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتتعلق بتمركز القوات التركية في قطر.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، صادقت في 5 مارس/آذار 2015، على اتفاق تعاونٍ عسكري بين تركيا وقطر، يتيح تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة.

كما شاركت القوات المسلحة القطرية في مايو/ آيار الماضي في تمرين "افيس 2016" متعدد الجنسيات الذي أقيم في تركيا.

كذلك وقعت شركة "يونجا أونوك" التركية نهاية مارس/ آذار الماضي، اتفاقية مع قيادة القوات البحرية القطرية، بقيمة 41 مليون يورو، تشتري الأخيرة بموجبها 6 زوارق من طراز "MRTP 20"، عالية السرعة، مختصة بإجراء دوريات بحرية.

وفي نوفمبر/ تشرين ثان الماضي وقعت وزارة الداخلية القطرية صفقة مع شركة "اريس بيسكتاس" التركية بقيمة 38 مليون دولار تتضمن إضافة معدات وأسلحة وأجهزة توازن ورؤية إلكترونية لعدد من زوارق أمن السواحل والحدود التي تم التعاقد عليها مع الشركة في وقت سابق.

** تعاون ثقافي واقتصادي متواصل
وفي إطار تعزيز أواصر التعاون والإخاء بين البلدين ، تم في 24 أغسطس / آب الماضي، جرى التوقيع على اتفاقية توأمة بين بلديتي الدوحة وأنقرة.

وجاءت الاتفاقية بعد يوم من توقيع البلدين على عقد مشروع إنشاء خط الخور السريع ( شمال شرقي قطر) بتكلفة تبلغ نحو مليارين و80 مليون دولار.

اقتصاديا، بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر مليار و300 مليون دولار في العام الماضي، في ظل توقعات بتصاعد هذا الحجم، في ظل التعاون المتنامي بين البلدين.

ويبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 14 مليار دولار، فيما تعد تركيا وجهة اقتصادية مهمة للدوحة، حيث تحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية من حيث حجمها حيث تبلغ نحو 20 مليار دولار، وتتركز تلك الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة والعقار والبنوك.

وعلى الصعيد المالي والمصرفي ، تعد قطر من أكبر المشترين للأصول المالية في السوق التركية مؤخراً، فقد استحوذ "بنك قطر الوطني" في ديسمبر 2015 على حصة بنك اليونان الوطني "فينانس بنك" في تركيا والبالغة 99.81% مقابل 2.94 مليار دولار.

كما يمتلك البنك التجاري القطري حصة قدرها 75% من (ألترناتيف بنك) التركي ، واستحوذ بنك الاستثمار "كيو إنفست" على كامل أسهم "إرغو بورتفوي"، إحدى أضخم شركات إدارة الأصول الإسلامية وأسرعها نمواً في تركيا.

وفي مجال القطاع الخاص، فقد استضافت الدوحة أعمال الدورة السادسة للجنة القطرية التركية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في نوفمبر من العام الماضي كأحد أشكال التعاون والتنسيق بين القطاع الخاص في البلدين.

وذكرت الأرقام الواردة خلال اجتماعات اللجنة أن عدد الشركات التركية العاملة في قطر برأس مال قطري تركي بلغ 242 شركة، كما بلغ عدد الشركات التركية العاملة في دولة قطر برأس مال تركي بنسبة 100% حوالي 26 شركة.

وتضاعف عدد القطريين الذين يزورون تركيا، من 600 فقط قبل عدة أعوام، إلى 36 ألف قطري يزورون تركيا سنوياً.

ونتيجة لزيادة حركة السفر والنشاط التجاري والسياحي بين قطر وتركيا، فقد أعلنت الهيئة العامة للسياحة القطرية في يوليو / تموز الماضي عن افتتاح مكتب تمثيلي لها في تركيا لكي يشكل دعما للتعاون السياحي بين البلدين، وخصوا بعد دخول اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية لمواطني الدولتين حيز التنفيذ مايو / آيار الماضي.


**مركز ومدرسة وعام ثقافي
على الصعيد التعليمي ، اُفتتحت في 16 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أول مدرسة تركية في قطر، في خطوة من شأنها تشجيع العائلات التركية للإقامة في قطر، واستقطاب قطريين للتعليم بها في مرحلة لاحقة.


وعلى الصعيد الثقافي تم تدشين العام الثقافي القطري التركي 2015، وفي العام نفسه تم اختيار تركيا ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب ، وافتتاح المركز الثقافي التركي يونس أمره في العاصمة القطرية تعزيزا لعلاقات قطر وتركيا الثقافية .


كما شهد عام 2016 عشرات العروض الفنية والفعاليات الثقافية والمعارض القطرية التي تشارك فيها فرق وفنانون من تركيا وتؤصل لفكرة الحفاظ على الهوية الإسلامية المشتركة بين قطر وتركيا.


** تعاون متنامي في 2017
الشراكة الإستراتيجية بين تركيا وقطر واصلت تقدمها خلال عام 2017، حيث استضافت الدوحة، يومي 17 و 18 يناير الماضي، فعاليات "مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة"، الذي نظمته "الغرفة" بالتعاون مع اتحاد الغرف والبورصات التركية، بهدف الاستفادة من التجربة التركية في هذا المجال، بما يصب في صالح تعزيز دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد القطري، تنفيذا لرؤية قطر الوطنية 2030.

ووقعت قطر وتركيا خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اتفاقية تعاون بين غرفة قطر واتحاد الغرف التركية في المجال الاقتصادي.

أيضا في اطار تدعيم العلاقات التركية القطرية في المجال الصحي، تم في 17 يناير الماضي، افتتاح أول مستشفى تركي في الدولة الخليجية باستثمار تصل قيمته إلى 82 مليون دولار.
يأتي هذا فيما يتواصل الاستعداد لتنظيم معرض "إكسبو تركيا"، المقرر تنظيمه في 18 إبريل المقبل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

ويهدف المعرض المقرر أن تعرض فيه أفضل 300 شركة تركية منتجاتها، إلى زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة بين تركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

** تناغم سياسي .. وتنسيق إغاثي
سياسيا، تشهد العلاقات الثنائية "تجانسًا وتناغمًا" في رؤية القضايا الإقليمية مثل ثورات "الربيع العربي"، والأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، والوضع بالعراق، وتعد تلك العلاقات نموذجا تسعى تركيا لتكراره مع دول الخليج الأخرى .

وقد أشار أردوغان ، خلال مؤتمر صحفي عقده بمطار "أتاتورك" الدولي بمدينة إسطنبول، الأحد الماضي، قبيل بدء جولته الخليجية أن زيارته لقطر ستتناول قضايا استراتيجية عديدة في المجالات العسكرية والصناعات الدفاعية والاستثمارات، فضلًا عن ملفات سوريا والعراق واليمن وغيرها.

وفي ظل هذا التعاون المتنامي والتناغم السياسي، والتطابق في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يعول إقليمياً ودولياً على القمم التي تعقد بين الزعيمين التركي والقطري في بلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية.

والتنسيق المشترك بين الجانبين، لا يقتصر على تلك الجوانب آنفة الذكر، بل يمتد ليشمل الجوانب الإنسانية، وتم في يناير الماضي تقديم منحتين تركية وقطرية، لدعم وتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة، وذلك بعد تفاقم أزمة الكهرباء في القطاع المحاصر إسرائيليا، ووصلت ساعات قطع التيار الكهربائي إلى أكثر من 12 ساعة يوميا.

كما يظهر جليا في تسيير قوافل إغاثية مشتركة لصالح اللاجئين السوريين، وفي هذا الصدد، وقعت منظمة الهلال الأحمر التركي وجمعية "قطر الخيرية" (غير حكومية)، في شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، مذكرة تفاهم تقضي بتقديم مساعدات للسوريين بقيمة 10 ملايين دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın