طرابلس/ جهاد نصر/ الأناضول

أحدثت مداهمة وحدات تابعة للقوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، لمنزل أحد الضباط الكبار في مدينة البيضاء، ردود فعل متباينة بين أفراد القبيلة التي ينتمي إليها الأخير.

وأمس الاثنين، اقتحمت "فرقة التحري والقبض" استراحة بمدينة البيضاء (شرق) يملكها العقيد فرج البرعصي، الآمر السابق للمنطقة العسكرية في الجبل الأخضر إبان عهد الرئيس السابق معمر القذافي.

البرعصي، الذي كان قائدا لأحد محاور القتال في بنغازي قبل أن يفصل من قبل خليفة حفتر قائد قوات "برلمان طبرق" لأسباب غير معلنة، قال في تصريحات صحفية إن "القوات داهمت المزرعة وسط إطلاق نار كثيف وقامت بالعبث بمحتويات المنزل والسطو على ثلاث سيارات وأموال".

وتعليقا على ذلك، طالب أعيان من قبيلة البراعصة، التي ينتمي إليها الضابط، السلطات ذات الاختصاص بمَن فيهم حفتر باتخاذ "موقف حاسم ورادع ضد كل مَن ساهم في حادثة اقتحام مقر إقامة العقيد فرج".

وجاءت المطالبة في بيان مصور لهم هددوا خلاله "باتخاذ رد فعل لا تحمد عقباه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم"، واصفين ما جرى بـ"العمل الإرهابي"، على حد وصفهم.

وأضاف مصدرو البيان أن "الإرهاب كان سببا مباشرًا لإطلاق عملية الكرامة (يقودها حفتر ضد جماعات مسلحة مناهضة)، وهو ما دفعهم جميعًا إلى دعمها، وعليه نطالب السلطات ذات الاختصاص باتخاذ موقف حاسم ورادع ضد كل مَن ساهم في العملية الإرهابية المشار إليها".

في المقابل، نفى امراجع بولعبيد البرعصي، رئيس حكماء ومشائخ الجبل الأخضر (شرق ليبيا)، أن "يكون البيان الصادر أمس يمثل قبيلة البراعصة رغم وجود بعض ممن ينتمي للقبيلة وقت إلقائه".

وقال رئيس حكماء ومشائخ الجبل الأخضر، في بيان مصور اليوم اطلعت الأناضول عليه، إن "قبيلة البراعصة موقفها ثابت من انطلاق العمليات العسكرية ضد الإرهاب وهي تدعم قيادة الجيش الليبي وبايعت المشير خليفة حفتر من أول أيام عملية الكرامة".

وتابع: "نحن مع الشرعية والجيش بقيادة حفتر وضد الإرهاب وضد الخائنين، ورفعنا الغطاء الاجتماعي عن كل من خرج عن الصف سابقا ونرفعه الآن عن كل من يخرج عن وحدة الصف".

واستطرد بالقول: "لبناء الدولة لابد من وجود ضبط وربط ونحن مع الدولة ومن يخطئ لابد أن يحاسب".

ومعلقا على من ألقي القبض عليهم وقت المداهمة، قال بولعبيد: "أبناؤنا الذين قبض عليهم، في عهدة القوات المسلحة وبأيدي أمينة وسيحقق معهم ويخلي سبيلهم إن كانوا غير مذنبين".

وفي ذات السياق، أصدرت قبيلة "البراعصة" بيانا مصورا، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إنه "درءا للفتن وما تم تناقله في وسائل الإعلام المعادية فإن القبيلة تعلن أنها بايعت عملية الكرامة وهي مستمرة في ذلك".

ولم يعرف على الفور أسباب مداهمة منزل الضابط الليبي، كما لم يصدر تعقيب من قبل قوات حفتر على تلك الواقعة حتى مساء اليوم الثلاثاء.

وفي 16 مايو/ أيار 2014، دشن حفتر الذي كان وقتها لواء متقاعدا عملية عسكرية تسمي "الكرامة" ضد كتائب الثوار وتنظيم "أنصار الشريعة" متهما إياهم بأنهم "من يقف وراء تردي الوضع الأمني" في مدينة بنغازي وسلسلة الاغتيالات التي كانت تتصاعد بالمدينة.