إبل "برقاش".. زينة الأضاحي في مصر (تقرير)
يضم السوق أنواعًا كثيرة من الجمال أكثرها السوداني والبلدي، ثم يأتي بعد ذلك الصومالي والاريتري والمغربي..

Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
- السوق هو الأقدم والأكبر في مصر ويقع بالجيزة-لكل جمل قبيلة ينتمي إليها ويحمل الخاتم على رقبته
-الأكثر بيعًا هذا العام هو القاعود "السوداني" ويصل سعره 1150 دولارًا
- الإبل المحلية الأغلى وسعرها يصل إلى 1500 دولار
طريق ترابي طويل يحيط به الأراضي الزراعية من ناحية، وجبل من الرمال في الجهة الأخرى، تتزاحم عليه سيارات محملة بأشكال وأنواع مختلفة من الإبل متجهة إلى "برقاش" أقدم وأكبر أسواق الجمال بمصر.
ويقع السوق شمالي مدينة الجيزة، المتاخمة للقاهرة، ويغطي مساحة 25 فدانًا.
ما أن تدخل السوق يأسرك ذلك الجمل الصغير، الذي لم يمر على ولادته أكثر من 48 ساعة، يرضع الحليب من الناقة ثم يقبل وجهها وكأنه يشكرها على رعايتها له، ويعتذر لها على ألم المخاض.
ووسط ذلك المشهد الذي يأتي في أجواء شراء الأضاحي بمصر، تصدح أغان "فلكورية" يستمع إليها تجار الجمال الذين يأتون من محافظات الصعيد المختلفة، أملا في أن تكون "سفينة الصحراء"، سلعة أكثر شراءً خلال تلك الأيام.
ويضم السوق أنواعًا كثيرة من الجمال أكثرها السوداني والبلدي، ثم يأتي بعد ذلك الصومالي والاريتري والمغربي..
ووفق تجار، ليس فقط الدولة ما تميز الإبل ولكن كل جمل ينتمي إلى قبيلة ويحمل ختم قبيلته على رقبته وهي التي تحدد نسله وشجرة عائلته وبالتالي سعره، وأبرز قبائل الإبل المنتشرة بالسوق هي الهواري، والأشراف، والعبادي، والكاهلي، والإماري.
وقُبيل عيد الأضحى يتزين "برقاش" بأشكال وأنواع مختلفة من الإبل التي يُقبل عليها الكثيرون كذبحها أضحية بدلًا من الخراف والعجول بفضل رخص أسعارها ولحومها الكثيف.
حيث تكون ذات أوزان ضخمة ويخرج منها كمية كبيرة من اللحوم تتراوح بين 300 إلى 700 كيلو لحم بخلاف الأرجل والرأس والأحشاء.
** رزق واسع
وقال الأمير أيمن المرمي، أحد التجار بالسوق، إنّ الإبل "سلعة تجارية كلها رزق" وسبب في أكل عيش الكثيرين، حيث يستفيد منها الجزار والراعي والسائق والتاجر حتى حارس باب السوق.
وأوضح أنّ يومي الإثنين والجمعة بالنسبة لهم الأفضل حيث تكون حركة البيع والشراء خلالهما عالية جدًا بخلاف باقي الأيام.
وأشار إلى أنّ السوق يبدأ عمله الفعلي لبيع الأضاحي عقب انتهاء شهر رمضان، فهناك من يشتري جمل بمفرده، وأحيانًا يشترك عدد من الأفراد، يتراوح بين شخصين إلى 7 أشخاص، في الجمل الواحد.
ولفت "المرمي" إلى أنّ الأكثر بيعًا هذا العام، هو القاعود "السوداني" ويتراوح سعره بين 10 آلاف إلى 19 ألف (من 600 إلى 1150 دولارًا)، أمّا البلدي (المحلي) فتتراوح أسعاره من 20 إلى 25 ألف جنيه (من 1200 إلى 1500 دولار).
وأوضح أنّ الأسعار لم ترتفع كثيرًا عن العام الماضي، فزاد سعر الجمل الواحد 2000 جنيهًا عن العام الماضي، مُعللًا ذلك بسبب ارتفاع سعر البنزين الأمر الذي أدى إلى زيادة تكلفة نقل الجمل الواحد من أبو سمبل (جنوب) إلى القاهرة إلى 1500 جنيه بعدما كانت 500 جنيهً فقط.
** مميزات
وكشف "المرمي" أنّ لحوم الإبل أفضل بكثير من لحوم الأبقار والخراف، نظرًا لتميزها بالنظافة الشديدة ولا تأكل أي شئ بخلاف العشب والأعلاف، بالإضافة إلى أنها تحافظ على نظافة مكانها بخلاف الخراف والعجول، ورائحته دائمًا مقبولة.
وبين أن الإبل الخيار الأفضل للمشتري فسعره رخيص ويُنتج كمية كبيرة من اللحوم تصل إلى ضعفي الماشية، كما أنّ لحم الإبل، خاصة الصغار، سريع الطهي ولا يحتاج إلى البقاء على النار كثيرًا مثل لحوم الماشية.
وأشار إلى أنّ الجمل لا يحتوي على دهون إلا بنسبة قليلة وليست ضارة، كما أنّ الجمل إذا مرض يموت فورًا فمن المستحيل شراء جمل مريض بخلاف الماشية التي تباع وهي مريضة ولا يعرفها الزبون.