يوم الصحافة العالمي.. قصة مصور لبناني قتلته إسرائيل لحجب المشهد (تقرير)
في اليوم العالمي لحرية الصحافة عائلة المصور اللبناني عصام عبد الله تستذكر مناقبه بعد أن قتلته إسرائيل

Lebanon
لبنان/وسيم سيف الدين/الاناضول
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة عائلة المصور اللبناني عصام عبد الله تستذكر مناقبه بعد أن قتلته إسرائيل- ميريام فياض ابنة خالة عصام: اسمه سيبقى يتردد كرمز للشجاعة لأنه كان ينقل الحقيقة بالصوت والصورة وكان يحمي زملائه الصحفيين
- ليلى عبد الله عمة عصام: قتلته إسرائيل لأن سلاحه كان الكاميرا لنقل ما يجري في جنوب لبنان أحب الأماكن إلى قلبه
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو/ أيار من كل عام تستذكر عائلة المصور اللبناني عصام عبد الله (37عاما) الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في بداية المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" جنوب لبنان شجاعته في نقل الحقيقة للعالم دون خوف رغم المخاطر.
ووفي 13 أكتوبر 2023 استهدفت ضربتان متتاليتان 7 صحفيين أثناء تغطيتهم التصعيد العسكري عند أطراف بلدة علما الشعب ما أسفر عن مقتل عبد الله وإصابة مصورين اثنين من وكالة "فرانس برس" هما كريستينا عاصي التي بترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج وديلان كولنز.
كما أصيب في الهجوم الإسرائيلي حينها مصوري وكالة "رويترز" ماهر نزيه وثائر السوداني، وكذلك مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا بجروح بالغة.
وأظهر تحقيق أجرته وكالة "فرانس برس" ونشرت نتائجه في ديسمبر/ كانون الأول 2023، أنّ الضربتين نجمتا عن قذيفتين أطلقتهما دبابة إسرائيلية، وخلص تحقيق مماثل أجرته وكالة "رويترز" في الشهر ذاته إلى إصابة الصحفيين بنيران دبابة إسرائيلية.
ونشرت "المفكرة القانونية" وهي منظمة حقوقية غير حكومية في لبنان، على حسابها على منصة إكس: "سنة على استشهاد المصوّر عصام عبدالله والإفلات الإسرائيلي من العقاب مستمرّ".
كما كشف مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" اللبناني (غير حكومي)، أن أعداد الصحفيين اللبنانيين الذي قتلتهم اسرائيل منذ بدء الحرب في العام الماضي، "بلغ 12 شخصا في ظل القيود التي فرضتها إسرائيل بالنار على التغطية الإعلامية"، مشيرا إلى أن الرقم "مهول بالنسبة لمساحة الانتشار، وجغرافيا التغطية".
** الصحفيون صوت الحقيقة
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وجهت ميريام فياض ابنة خالة عصام التحية لجميع الصحفيين المتواجدين في المناطق التي تشهد نزاعات لأنهم "صوت الحقيقة وهم قدوة لكل الشعوب ليعرفوا حقيقة ما يحدث".
وقالت فياض للأناضول، إن "الصحفيين وخاصة المصورين الذي يحملون كاميراتهم يشكلون خط دفاع الأول لنقل حقيقة ما يحصل للكثير من البشر الذي يذهبون ضحايا لتلك النزاعات".
وأضافت "في اليوم العالمي لحرية الصحافة سنتذكر شجاعة عصام الذي كان يذهب إلى مناطق النزاعات الخطرة دون خوف لنقل الصورة والصوت".
ولفتت فياض، إلى أن عصام "شارك في تغطية الكثير من الحروب منها في سوريا وأوكرانيا ولبنان حيث كان سبّاقا بالذهاب إلى المناطق المحفوفة بالمخاطر".
وقالت: "صحيح أن عصام اليوم، ليس معنا ولكن هناك الكثير من أمثاله لآن (..) كل يوم يولد صحافي جديد ولن يخفت أو يختفي صوتهم بقتلهم، ولا يستطيع أحد اسكاتهم لأن عملهم نابع من إنسانيتهم".
وأعربت فياض، عن "فخرها ابن خالتها عصام الذي قتله إسرائيل عن عمر ناهز 37 عاما لما قدمه في نقل الحقيقة"، مشيرة إلى أن "زملائه مستمرون بإيصالها".
** الشجاعة في نقل الصورة
وشددت فياض، على أن "اسم عصام سيبقى يتردد كرمز للشجاعة لأنه كان ينقل حقيقة جرائم إسرائيل بالصوت والصورة كما أنه كان يحمي زملائه الصحافيين وكان السبّاق للتحقق من أمان المكان الذي يقصدونه قبل مجيئهم، وكان القدوة لهم لأنه كان محب لهم ولمهنته".
ولفتت إلى أن عصام "كان يروي قصصه مع الكاميرا من خلال الناس، وإظهار مشاعرهم التي ترويها نظرات أعينهم بعدسة كاميرته".
وذكرت فياض، أن عصام "عندما كان يصور أي قصة يأتي ليروي ما رأى من مشاعر خفية تقولها عيون الشخصية صاحبة القصة وذلك لأن إنسانيته كانت تسبق عمله".
وتحدثت عن المصور عصام "المحب لأرضه وبلدته التي تقع على الحدود مع فلسطين المحتلة والتي تعرضت لدمار هائل جراء الحرب الأخيرة، ولم يفكر يوما بالهجرة أو السفر إلى الخارج".
وقالت فياض: "لم يكن لدى عصام أي خوف من تغطية أي حدث أو مشاهد خطرة بل كان يتميز بالشجاعة بالانتباه والحذر ".
وأعربت عن "حزنها لخسارة ابن خالتها الصحفي عصام"، مشيرة إلى أن "تلك الخسارة ضمن خسارات كثيرة لصحفيين ما زالت إسرائيل تستهدفهم".
** إسرائيل قصفت قبر عصام
وقالت فياض، إن "إسرائيل لم تكتف بقتل عصام بل قصفت قبره في بلدة الخيام (جنوب لبنان) وحينها كانت لحظة صعبة جدا بالنسبة لنا حيث تجددت مشاعر الحزن والغضب"، متسائلة "لهذا الحد يخافون من الصحفيين حتى بعد استشهادهم؟؟".
وأضافت: "سنقوم بإعادة ترميم قبره وسنقيم نصبا تذكاريا لعصام للتعرّف على مسيرته المهنية وشجاعته في تغطية الأحداث، كما أصبح لعصام منح جامعية سنوية باسمه لدراسة الصحافة في لبنان".
وتابعت فياض: "نحن كعائلة نقوم باستمرار بتنظيم معرض باسمه، ونساعد أي شخص يريد الكتابة عنه أو جمع المعلومات عن مسيرته المهنية ولن نتوقف".
** غزة كانت دافع عصام
واستذكرت فياض ابن خالتها عصام عندما كانت إسرائيل تستهدف الصحفيين في غزة دون أي حماية دولية وعدم سماع أي استنكار لمقتلهم ليصبح الموضوع عاديا وهذا الشيء كان يثبّت أكثر عصام لإيصال الصورة".
وفي 8 ابريل/ نيسان الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد قتلى الصحفيين إلى 211 منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر 2023.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
وشددت فياض، على "أهمية العمل الصحفي في هذه الظروف رغم الاستهداف الإسرائيلي لأن الصورة لن تموت وسيأتي يوم لأن تكون قوة السكوت صرخة في المستقبل أمام هذا العالم الصامت على جرائم إسرائيل".
ولفتت إلى أنه في اليوم العالمي لحرية الصحافة "يجب الوقوف إلى جانب الصحافيين لأنهم مستضعفين".
** سلاحه الكاميرا
من جهتها قالت عمة عصام ليلى عبد الله (70 عاما) للأناضول، إن عصام "قتلته إسرائيل لأن سلاحه كان الكاميرا لنقل ما يجري في جنوب لبنان أحب الأماكن إلى قلبه وخاصة بلدته الخيام".
وذكرت أن "الجميع كان يجبه كما كان يحب كاميرته ولن تنساه لأنه موجود في قلوبنا".
ولفتت عمة عصام والدموع في عينيها إلى أن "أفضل صورة تستذكرها له كانت قبل أسبوع من استشهاده في بلدته الخيام عندما كان ذاهبا لحضور عرس صديقه".
وتوجهت بالدعاء للصحفيين أن "يحفظهم الله من اعتداءات إسرائيل لأن عصام كان سلاحه الكاميرا".
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت تل أبيب ما لا يقل عن 2770 خرقا له، ما خلّف 199 قتيلا و491 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى الخميس.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.