مونتيلا.. بداية موفقة وآمال بقيادة المنتخب التركي إلى صحوة جديدة (تقرير)

إسطنبول / أحمد حسن / الأناضول

ربما لم يحظ مدرب من قبل بهذا القبول الذي لاقاه الإيطالي فينتشينزو مونتيلا مع المنتخب التركي لكرة القدم خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الشهر منذ توليه مهمة تدريب الفريق رسميا يوم 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.

المدرب الإيطالي تولى منصبه في وقت عصيب بعد فترة من التذبذب الذي شهده الفريق في المستوى والنتائج على حد سواء تحت قيادة المدرب السابق، الألماني شتيفان كونتز.

وظهر الفريق بمستوى متواضع في مباراة أرمينيا ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية "يورو 2024" بإسطنبول وانتهت بالتعادل بهدف لمثله بعد أن كان متأخرا بهدف حتى الدقيقة 88.

ثم جاءت المباراة الودية أمام المتتخب الياباني والتي حقق فيها الأخير فوزا كبيرا بأربعة أهداف لهدفين بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لتعجل باتخاذ قرار فسخ التعاقد مع الألماني كونتز في محاولة لصحيح المسار من جديد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

** اختبار شديد الصعوبة

واجه المدرب الإيطالي اختباره الرسمي الأول مع الفريق في مباراة شديدة الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر أمام كرواتيا على ملعبها ووسط جماهيرها، وهو المنتخب الذي نجح في التواجد في نصف نهائي كأس العالم لنسختين متتاليتين 2018 في روسيا وحصل على المركز الثاني، و2022 في قطر وجاء ثالثا.

وكسب مونتيلا الرهان وفاز في تلك المباراة بهدف دون رد أمام المنتخب المصنف سادسا على مستوى العالم، بعد أداء طيب للغاية ومثير للإعجاب وضح معه بصمات المدرب الجديد، ثم جاءت مباراة لاتفيا التي حقق فيها الفريق فوزا كبيرا برباعية نظيفة، عبر من خلالها المنتخب التركي إلى النهائيات قبل جولة واحدة من ختام التصفيات.

ووصف الكثيرون ما حققه مونتيلا البالغ من العمر 49 عامًا بأنه يعيد صناعة تاريخ كرة القدم التركية على الرغم من قصر المدة التي قضاها مع الفريق حتى هذه اللحظة، لكن الأمر الذي جعل الكثيرون يبدون تفاؤلا شديدا بمستقبل مشرق وواعد للفريق، هو التغير الواضح في نمط الأداء وأسلوب اللعب عن السابق.

وبدأ البعض يأمل في صحوة جديدة مشابهة لفترة الجيل الذهبي للمنتخب التركي تحت قيادة المدرب الوطني شينول غونيش عندما فاجأ العالم في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، بتأهله إلى نصف نهائي المونديال ثم خسر بصعوبة أمام البرازيل بهدف الظاهرة رونالدو، قبل أن يحرز المركز الثالث بالفوز على كوريا الجنوبية 3-2 لهاكان شوكور وإلهان مانسيز (هدفان) .

** لغة الأرقام تتحدث

لكن تبقى هناك حقيقة مجردة وواضحة بلغة الأرقام، وهي أن المنتخب التركي ولأول مرة في تاريخه يتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوربية تحت إدارة مدرب أجنبي هو فيتشينزو مونتيلا، رغم أنه سبقه 20 مدربا أجنبيا آخرين.

ويشارك المنتخب التركي في نهائيات اليورو للمرة السادسة في تاريخه كانت المشاركات الخمس السابقة تحت قيادة وطنية، حيث تولى المدرب فاتح تيريم إدارة المنتخب في نهائيات يورو 1996 و2008 و2016، ومصطفى دنيزلي في يورو 2000، وشينول غونيش في يورو 2020.

أما عن نتائج الفريق خلال مشاركاته السابقة بالبطولة، فقد كان الظهور الأول في عام 1996 بإنجلترا، وودع خلالها الفريق البطولة من الدور الأول دون أن يسجل أي هدف أو يحصل على أي نقاط، بالخسارة في مبارياته الثلاث أمام كرواتيا ثم البرتغال بنتيجة واحدة 0-1، والدنمارك 0-3.

وفي نسخة 2000 في هولندا وبلجيكا، تأهل الفريق إلى ربع النهائي بعد اجتيازه دور المجموعات عن المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط، جمعها من الفوز على بلجيكا 2-0 والتعادل مع السويد سلبيا، والخسارة أمام إيطاليا 1-2، لكنه إصطدم بالمنتخب البرتغالي في ربع النهائي وخسر بثنائية.

وفي نسخة 2008 بسويسرا والنمسا، حقق الفريق أكبر نجاح له على مدار جميع مشاركاته في البطولة بتأهله إلى نصف النهائي، حيث اجتاز الفريق مرحلة المجموعات، في المركز الثاني بالمجموعة الأولى برصيد 6 نقاط حققها من فوزين على سويسرا 2-1، والتشيك 3-2، والخسارة أمام البرتغال 0-2.

وفي الدور ربع النهائي فاز على المنتخب الكرواتي بركلات الترجيح 3-1 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، قبل أن يخسر بصعوبة في نصف النهائي أمام ألمانيا بنتيجة 3-2 في الدقيقة الأخيرة بهدف لفيليب لام.

أما في نسختي 2016 بفرنسا، ونسخة 2020 التي أقيمت في 11 مدينة أوروبية خلال أزمة تفشي وباء كورونا، فقد ودع المنتخب التركي المنافسات من الدور الأول.

** مشوار مونتيلا التدريبي

أما بالنسبة لمشوار مونتيلا التدريبي فقد بدأه مع فريق روما تحت 15 سنة، خلال الفترة من 2009 ـ2011، وبنفس العام الأخير، استلم تدريب فريق روما الأول موقتًا.

ثم انتقل لتدريب فريق كاتانيا الإيطالي خلال موسم 2011 ـ2012، وبعد ذلك استلم قيادة فريق فيورنتينا للمرة الأولى خلال الفترة من 2012 إلى 2015.

وفي موسم 2015 ـ2016، استلم مونتيلا تدريب سامبدوريا، وفي الفترة 2016 ـ2017 قام بتدريب فريق إيه سي ميلان.

كما درب مونتيلا فريق إشبيلية الإسباني في موسم 2017 ـ2018، ثم عاد واستلم فريق فيورنتينا للمرة الثانية في عام 2019.

وبعدها انتقل المدرب الإيطالي إلى الدوري التركي الممتاز، واستلم قيادة فريق أضنة دمير سبور في موسم 2021 الى 2022.