"كول تبه" التركية.. عنوان الحضارة البشرية (تقرير)
- منطقة "كول تبه" الأثرية بولاية قيصري وسط تركيا تحتضن آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية - تتواصل في المنطقة عمليات التنقيب منذ 75 عاما -تم العثور على آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى 7 آلاف عام.

Kayseri
قيصري/ أسماء كوجك أصلان/ الأناضول
- منطقة "كول تبه" الأثرية بولاية قيصري وسط تركيا تحتضن آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية- تتواصل في المنطقة عمليات التنقيب منذ 75 عاما
-تم العثور على آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى 7 آلاف عام.
المحاضر بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، د. فكري قولاق أوغلو للأناضول:
الهدف الرئيسي من العمل في "كول تبه" هو الحصول على بيانات حول تاريخ تأسيس المنطقة لأول مرة.
تحتضن منطقة "كول تبه" الأثرية (تل الرماد) بولاية قيصري وسط تركيا، آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية التي تشير تقديرات إلى أن بعضها يرجع إلى 7 آلاف عام، فيما تتواصل عمليات التنقيب فيها منذ 75 عاما.
المنطقة الأثرية الفريدة من نوعها، تشهد منذ أكثر من 7 عقود ونصف، جهودًا مستمرة للتنقيب عن الآثار التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة والحضارة البشرية.
وخلال أعمال التنقيب التي تجري في كول تبه منذ 1948 (المعروفة تاريخيا باسم كانيش)، تم العثور على آلاف الألواح الطينية والقطع الأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى 7 آلاف عام.
في حديث للأناضول يقول المحاضر بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، الأستاذ الدكتور فكري قولاق أوغلو، إن أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة بدأت على يد الأستاذ الدكتور تحسين أوزكوج (1916-2005).
الدكتور أوزكوج قاد أعمال الحفر والتنقيب دون انقطاع لمدة 58 عامًا، وهو ما يمثل رقمًا قياسيًا عالميًان وفق قولاق أوغلو.
وطوال السنوات الـ75 الماضية حصل خبراء التنقيب على نتائج وأدلة مهمة، تسلط الضوء على تاريخ الأناضول وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام يضيف قولاق أوغلو.
وتتواصل أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة، فيما تضيف الألواح الطينية المكتشفة معلومات جديدة حول تاريخ المنطقة.
وتابع المحاضر "منطقة كول تبه تهبنا كل عام مفاجأة جديدة، فتاريخ المنطقة غارق في القدم. الآن نقوم بأعمال التنقيب في الطبقات القديمة أسفل قصر ورشامة. هذا المكان ينتمي إلى طبقات سابقة".
يضم المكان مجموعة من الآثار التي ترجع إلى 7 آلاف سنة. ونحاول فهم التأسيس الأول لمنطقة كول تبه والوقوف على الأحداث التي تلت مرحلة التأسيس، وفق المحاضر.
وأشار قولاق أوغلو إلى أن الحصول على نتائج من الحفريات الأثرية مسألة تستغرق وقتًا، وأن الهدف الرئيسي من العمل في كول تبه هو الحصول على بيانات حول تاريخ تأسيس المنطقة لأول مرة.
وبسبب مواضيع تتعلق بالتمويل شهد عمل فريق التنقيب بعض التباطؤ، حسب قولاق أوغلو.
وعبر المحاضر التركي عن اعتزامهم العمل في منطقة أوسع العام الجاري. وأنهم يريدون الوصول إلى بيانات جديدة تسهل عليهم تحليل البيانات التي لم يستطيعوا فهمها.
هذه الأرض في الواقع ليست مجرد تراب بل تحتوي أيضًا على كنز من المعلومات. بالنظر إلى القطع الأثرية المستخرجة من التربة نستطيع كتابة تاريخ منزل. التقنيات الموجودة في حوزتنا اليوم تساعدنا على إجراء المزيد والمزيد من التحليلات، يشرح قولاق أوغلو.
*بلدية قيصري داعمة للجهود
وأوضح قولاق أوغلو أنهم يعملون على محاولة فهم طبيعة الحياة التي كان يعيشها التجار الآشوريين في تل الرماد (كول تبه).
وقال: نبحث على وجه الخصوص عن بيانات توضح لنا العلاقات التي كانت تربط بلاد الرافدين وسوريا مع المناطق الجغرافية الأخرى.
وبالنظر للبيانات الموجودة بحوزتنا نستطيع القول أيضًا أن منطقة كول تبه كانت تقيم أواصل التعاون التجاري بشكل مباشر مع سوريا وسواحل البحر المتوسط، وفق قولاق أوغلو.
كما نوه قولاق أوغلو إلى أن أعمال التنقيب والحفريات في منطقة كول تبه تحظى بدعم قوي من قبل بلدية ولاية قيصري والإدارات المحلية في الولاية.
*التنقيب يجري بمشاركة دولية
وذكر قولاق أوغلو أن الحفريات التي تجري في المنطقة، تجري بالتعاون ومشاركة فريق تنقيب دولي يضم خبراء من دول مختلفة.
وأضاف: نحن نعمل معًا من أجل إماطة اللثام عن الألواح الطينية والقطع الأثرية الموجودة في كول تبه وكذلك إماطة اللثام على المعلومات التاريخية التي تحتويها.
وختم قولاق أوغلو قائلًا: الفريق يضم إلى جانب الخبراء المحليين، خبراء تنقيب من إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان، إلى جانب خبراء من جامعات فرنسية ودنماركية وأمريكية وبرازيلية.
الجميع يعمل على إماطة اللثام عن تاريخ المنطقة نظرًا لتأثير الاكتشافات في المنطقة على تاريخ الحضارة البشرية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.