رئيس الوزراء العراقي المكلف.. مهمّة على صفيح التحديات (بروفايل)
الزرفي عضو في البرلمان العراقي منذ انتخابات 2018، ويشغل منصب رئيس كتلة "النصر" البرلمانية

Iraq
بغداد/ إبراهيم صالح/ الأناضول
كلّف الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، القيادي في ائتلاف "النصر" عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال التلفزيون الرسمي إن الرئيس صالح كلف رسمياً الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة خلال المهلة الدستورية وهي 30 يوماً من تاريخ التكليف.
فمن هو الزرفي؟
اسمه الكامل عدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي، من مواليد محافظة النجف(جنوب) عام 1966، حصل على البكالوريوس من كلية الفقه من جامعة الكوفة (بالنجف)، ومن ثم الماجستير والدكتوراه في الاختصاص ذاته ومن الكلية نفسها.
انتسب عام 1983 إلى حزب الدعوة الإسلامية المناهض لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن أبو غريب (قضى فترة منه بين عامي 1988- 1991)، إلا أنه تمكن من الفرار من السجن.
ولاحقا، شارك فيما سميت بـ "الانتفاضة الشعبانية" ضد نظام صدام عام 1991 وأصيب خلالها ثلاث مرات قبل أن يفر إلى السعودية بعد قمع الانتفاضة، واعتقل لفترة وجيزة بتهمة التجسس لصالح نظام صدام، وبقي في مخيم رفحاء للاجئين العراقيين في السعودية حتى 2004.
وبعدها، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى سقوط نظام صدام على يد قوات دولية قادتها واشنطن عام 2003، حيث عاد للعراق.
انشق عن حزب الدعوة عام 2004، وأسس حزبا سياسيا جديدا باسم "حركة الوفاء العراقية"(ضمن ائتلاف النصر ثالث قوة في البرلمان بـ42 مقعدا من أصل 329 مقعدا) ويشغل منصب أمينه العام.
وهو عضو في البرلمان العراقي منذ انتخابات 2018، ويشغل منصب رئيس كتلة "النصر" البرلمانية.
تقلد العديد من المهام بينها، عضو فريق هيئة الاعمار العراقي من 2003 إلى 2004، ثم محافظا للنجف حتى 2005.
في 2006، تقلد مهام عضو مجلس محافظة النجف ورئيس كتلة الوفاء بالمحافظة.
وبين عامي 2006 و2009، شغل منصب وكيل مساعد وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات.
وعين محافظا للنجف مجددا، في فترتين متتاليتين، وذلك بين عامي 2009 و2015.
ويقول الزرفي عن نفسه إنه "وطني ديمقراطي يُؤْمِن باستقلال العراق من كل التبعيات الأجنبية، ويدعو إلى عراق موحد تلغى فيه الفوارق المذهبية والقومية ويقوم على أساس المواطنة".
كما أنه "يؤمن بتطوير الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن الاقتصادية، وبأن العراق بلد عربي إسلامي يلعب دورا مهما في استقرار وبناء المنطقة العربية والإسلامية ويكون نقطة توازن لحفظ مصالح المنطقة"، على حد قوله في تصريحات متفرقة.
يعتبر من السياسيين الشيعة البارزين، وساند مثل معظم السياسيين العراقيين، الحراك الشعبي المندلع منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، غير أنه لا يستوفي شروط المحتجين ممن يصرون على رحيل الطبقة الحاكمة بأسرها، ويطالبون بشخصيات تكنوقراط لم تشغل مناصب بالحكومات المتعاقبة.
ويأتي تكليف الزرفي بعد أن تنحى رئيس الوزراء المكلف السابق محمد توفيق علاوي، عن مهمة تشكيل الحكومة إثر فشله في إقناع السنة والأكراد لدعم تشكيلته الوزارية وبرنامجه الحكومي.
وأمام الزرفي مهمة صعبة للغاية ليحظى بدعم الأحزاب التي تحاول الحفاظ على مكاسبها، والحراك الشعبي الذي يدعو إلى رحيل كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد والتبعية للخارج.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق رئيس البلاد برهم صالح، ومنظمة العفو الدولية.
وأجبر الحراك الشعبي حكومة عادل عبد المهدي، على تقديم استقالتها مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2019، ويُصر المتظاهرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.