
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
شوكت ميرضيايف في كلمة ترحيبية قبيل انطلاق منظمة "شنغهاي للتعاون":- النظام الحديث للتعاون الدولي القائم على المبادئ والأعراف العالمية بدأ يفشل بشكل كبير..
- النزاعات المسلحة تزعزع استقرار التجارة وتدفقات الاستثمار وتؤدي لتفاقم مشاكل الأمن الغذائي وأمن الطاقة..
- من الصعب إقامة التعاون الدولي الذي يلبي مصالح الجميع دون مؤسسات متعددة الأطراف..
- الشعب الأفغاني يحتاج إلى حسن الجوار ودعمه أكثر من أي وقت مضى..
قال رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيايف إن الحوار البناء والتعاون المتعدد الأطراف هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة الأزمات التي يعانيها العالم.
جاء ذلك خلال كلمة ترحيبية وجهها للعالم قبيل انطلاق قمة منظمة "شنغهاي للتعاون" التي تستضيفها بلاده يومي 15 و16 سبتمبر/أيلول الجاري بمدينة سمرقند (شمال شرق).
وتضم "شنغهاي للتعاون" روسيا والهند وكازاخستان والصين وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران.
وتشغل كل من أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا صفة مراقب، وتعتبر كل من تركيا وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وسريلانكا شركاء الحوار للمنظمة.
وقال ميرضيايف إن "النظام الحديث للتعاون الدولي القائم على المبادئ والأعراف العالمية بدأ يفشل بشكل كبير، ومن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أزمة ثقة عميقة على المستوى العالمي والتي بدورها تثير المواجهة الجيوسياسية وخطر إعادة إحياء الأفكار النمطية في تفكير الكتلة".
وأضاف: "كما أن عملية الاستبعاد المتبادل هذه تجعل من الصعب على الاقتصاد العالمي العودة إلى المسار الصحيح وإعادة عمليات التوريد العالمية".
وأفاد بأن "النزاعات المسلحة المستمرة في أجزاء مختلفة من العالم تزعزع استقرار مسيرات التجارة وتدفقات الاستثمار وتؤدي إلى تفاقم مشاكل الأمن الغذائي وأمن الطاقة".
وأردف: "إلى جانب ذلك فإن الصدمات المناخية العالمية والنقص المتزايد للموارد الطبيعية والمائية وتدهور التنوع البيولوجي وانتشار الأمراض المعدية الخطيرة كشفت ضعف مجتمعاتنا بشكل لم يسبق له مثيل، كما أنها تؤدي إلى تدمير المنافع الوجودية المشتركة وتهدد أساسيات سبل عيش الناس وتقلص مصادر الدخل".
واستطرد قائلا: "من الواضح في ظل هذه الظروف أنه لا يمكن لأي بلد أن يأمل في تجنب هذه المخاطر والتحديات العالمية أو التعامل معها بمفرده".
وأكد أنه "لا توجد سوى طريقة واحدة للخروج من دوامة المشاكل الخطيرة في العالم المترابط الذي نعيش فيه اليوم وهو حوار بناء والتعاون المتعدد الأطراف القائم على احترام ومراعاة مصالح الجميع".
ودعا دول العالم "في أوقات الأزمات إلى التغلب على مصالحها الضيقة والتركيز على هذا التعامل وتوحيد وزيادة الجهود المشتركة والفرص لمواجهة التهديدات والتحديات للسلام والأمن والتنمية المستدامة التي تخص كل واحد منا".
وشدد على أن "التعاون الدولي الفعال يجعل العالم أكثر استقرارًا وازدهارًا (..) هذه هي الطريقة الأكثر واقعية والمتاحة والقريبة لحل القضايا العامة في عصرنا وتأمين عام ضد التحديات والصدمات المستقبلية".
** نموذج ناجح للتعاون الإقليمي
كما أكد رئيس أوزبكستان أنه "من الصعب إقامة التعاون الدولي الذي يلبي مصالح الجميع دون مؤسسات متعددة الأطراف، وعلى الرغم من بعض المشاكل لا تزال المنظمات الدولية تلعب دورا هاما كحلقة مهمة للتفاعل بين الدول على المستويين الإقليمي والعالمي".
وزاد: "كما تساعد المنظمات الدولية والإقليمية البلدان في التغلب على الخلافات وتعزيز التفاهم المتبادل وتطوير التعاون السياسي والاقتصادي وتوسيع التجارة وتحفيز التبادلات الثقافية والإنسانية".
وأردف: "هذه هي الأهداف والغايات التي تسعى إلى تحقيقها واحدة من أحدث المؤسسات المتعددة الأطراف، منظمة شنغهاي للتعاون (..) في الواقع، إنها تعتبر كيان دولي فريد من نوعه تمكن من توحيد البلدان مع مختلف الثقافات والحضارات وإرشادات السياسة الخارجية الخاصة بها ونماذج التنمية الوطنية".
واستطرد قائلا: "اليوم تعد أسرة منظمة شنغهاي للتعاون أكبر منظمة إقليمية في العالم وحدت مساحة جغرافية ضخمة تشمل حوالي نصف سكان كوكبنا".
وأكمل: "اليوم بلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي حوالي ربع مؤشر العالم أجمع، وهذه بالفعل مساهمة كبيرة للغاية في التنمية المستدامة العالمية من منظمة إقليمية تجاوزت للتو عتبة عشرين عامًا".
** تنمية متسارعة خلال رئاسة أوزبكستان لـ"شنغهاي"
وقال ميرضيايف إن أوزبكستان بعد أن اضطلعت بمهمة رئاسة منظمة "شنغهاي للتعاون" (منذ 2021) اعتمدت على استراتيجية التنمية المتسارعة للمنظمة من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون.
وأضاف أنه "بدءًا من قضايا زيادة توسيع التعاون في المجال الأمني وتعزيز النقل والترابط الاقتصادي ووضع المنظمة في الساحة الدولية حتى البحث عن طرق ونقاط تطوير جديدة".
وأردف: "لقد انعكست كل مجالات التعاون الواعدة هذه لمنظمة شنغهاي للتعاون في مرحلة جديدة من تطورها التاريخي في أكثر من ثلاثين برنامجًا مفاهيميًا واتفاقية وقرارات تم إعدادها خلال رئاستنا".
وتابع: "رئاسة أوزبكستان لمنظمة شنغهاي للتعاون هي استمرار منطقي للسياسة الخارجية النشطة والمفتوحة التي انتهجتها بلادنا على مدى السنوات الست الماضية".
وزاد: "تجد هذه السياسة تجسيدا لها أولاً وقبل كل شيء في آسيا الوسطى، المركز الجغرافي لمنظمة شنغهاي للتعاون حيث تجري اليوم عمليات إيجابية لا رجعة فيها لتعزيز علاقات حسن الجوار والتعاون".
** قصة نجاح في أفغانستان
وحول أفغانستان، قال ميرضيايف: "إنني على ثقة تامة أنه على منظمة شنغهاي للتعاون أن تشارك بقصة نجاحها مع أفغانستان (..) هذا البلد جزء لا يتجزأ من مساحة منظمة شنغهاي للتعاون الكبيرة".
وأضاف: "يحتاج الشعب الأفغاني إلى حسن الجوار ودعمه أكثر من أي وقت مضى، وواجبنا الأخلاقي هو مد يد العون وتقديم طريق فعال للخروج من الأزمة طويلة الأجل من خلال تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي للبلد واندماجه في عمليات التنمية الاقليمية والدولية".
واستطرد: "يجب على أفغانستان التي لعبت لقرون دور الحاجز في المواجهة بين القوى العالمية ومراكز القوة الإقليمية أن تتخذ مهمة سلمية جديدة وهي حلقة وصل بين وسط وجنوب آسيا".
وذكر أنه "يمكن أن يصبح بناء الممر العابر لأفغانستان رمزا لمثل هذا التعاون الإقليمي المفيد للأطراف (..) من المهم أيضًا أن ندرك أنه من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية المشتركة مثل خط سكة حديد ترميز - مزاري شريف - كابول - بيشاور، فإننا لا نحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ومشكلات النقل والاتصالات فحسب بل ونقدم أيضًا مساهمة كبيرة في ضمان الأمن الإقليمي".
واستدرك: "بتقريب مواقفنا معًا يمكننا وضع جدول أعمال جديد لمنظمة شنغهاي للتعاون من أجل أفغانستان الآمنة والمستقرة والمزدهرة (..) بهذه الطريقة فقط يمكننا إنشاء منطقة نامية مستقرة وثابتة بالفعل للمنظمة مع أمن غير قابل للتجزئة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.