تركيا, التقارير, الصناعات التركية

ذكي وصامت.. تركيا تكشف عن أول نظام تسليح ليزري هجين (تقرير)

دمج غير مسبوق بين نظام "ألكا" الليزري والمركبة المدرعة "قبلان" يمهّد الطريق لجيل جديد من أنظمة القتال الذكية والصامتة

Göksel Yıldırım, Hişam Sabanlıoğlu  | 21.07.2025 - محدث : 21.07.2025
ذكي وصامت.. تركيا تكشف عن أول نظام تسليح ليزري هجين (تقرير)

Ankara

أنقرة / غوكسل يلدرم / الأناضول

ـ دمج غير مسبوق بين نظام "ألكا" الليزري والمركبة المدرعة "قبلان" يمهّد الطريق لجيل جديد من أنظمة القتال الذكية والصامتة
ـ من المقرر تقديم هذا الابتكار للمرة الأولى في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "آيدف 2025" بإسطنبول بين 22 و27 يوليو الجاري

في مشهد يجسد طموحها لتبوّء مكانة رائدة في عالم الصناعات الدفاعية، طوّرت تركيا نظام تسليح ليزري متكامل، يجمع بين تقنية "ألكا" المتطورة للطاقة الموجهة، والمركبة الهجينة المدرعة "قبلان".

ومن المقرر تقديم هذا الابتكار للمرة الأولى خلال النسخة الـ17 من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "آيدف 2025"، المزمع في مركز إسطنبول للمعارض بين 22 و27 يوليو/ تموز الجاري.

ويُعد هذا الدمج بين سلاح طاقة موجهة ومركبة هجينة من أبرز ابتكارات المعرض لهذا العام، إذ يفتح الباب أمام عهد جديد من أنظمة القتال الذكية، القادرة على العمل بصمت، والمزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمناورة الدقيقة.

وفي إطار سلسلة تقارير للأناضول تحت عنوان "نحو آيدف 2025"، تسلط الضوء على المنتجات المحلية للصناعات الدفاعية والمقرر تقديمها في المعرض، يستعرض التقرير الـ23 ابتكارا تقنيا يجمع بين أنظمة التسليح الليزرية المتقدمة والمركبات القتالية المدرعة.

** "ألكا".. سلاح المستقبل

طورت شركة "روكيتسان" التركية نظام "ألكا" الليزري أول مرة عام 2017، ردا على تهديدات غير متكافئة بدأت تفرض نفسها بقوة في ساحة المعركة الحديثة، مثل الطائرات المسيّرة، والذخائر الجوالة، والمفخخات اليدوية.

وفي حديث للأناضول، قال طغرل أوزدم، مدير برنامج الأنظمة المبتكرة في "روكيتسان"، إن "ألكا" ليس مجرد سلاح ميداني، بل منظومة متكاملة من تقنيات الرصد والتشخيص والهجوم، تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن هذه المنظومة تقدم مفهومًا جديدًا للسلاح الشبكي القادر على مهاجمة أهداف متعددة في وقت واحد أو تركيز القوة على هدف واحد بدقة عالية.

وبيّن أن ما يميّز "ألكا" استطاعته تركيز الشعاع الليزري على نقطة صغيرة بحجم قطعة نقدية من مسافة كيلومترين وسط ظروف مناخية غير مستقرة، ما يمنحه تفوقا في مواجهة الطائرات المسيّرة والتهديدات منخفضة التكاليف التي تفلت من الرادارات التقليدية.

وعن اسم "ألكا"، قال أوزدم إنه مأخوذ من اللغة التركية القديمة، ويعني "الابتكار" و"التدمير"، لما يجمعه النظام من تقنيات مستقبلية وقدرته على تدمير الأهداف بدقة متناهية.

وعن آلية عمل "ألكا" أضاف: "نبدأ باكتشاف الهدف، ثم نعيد التشخيص باستخدام تقنيات كهروضوئية متقدمة، وبعد ذلك نستخدم آلية التشويش أولًا، لننتقل في المرحلة التالية إلى إطلاق شعاع الليزر".

وأوضح أن النظام يستخدم تقنيات معالجة الصور والذكاء الاصطناعي لتقليل الحاجة إلى التدخل البشري المباشر أثناء التشغيل.

وبيّن أن "تطوير النظام مر بعدة مراحل بدأت بعرض تقني، ثم اختبارات أداء باستخدام قوى متعددة، ليتم لاحقًا اختباره ميدانيًا، والانتقال إلى تطوير نسخ محدّثة وجديدة منه".

وأشار أوزدم إلى أن مراقبة الأداء من خلال الاستخدام العملي، دفعتهم إلى تطوير منصة هجينة قادرة على حمل النظام.

** قبلان.. منصة هجينة

فعالية "ألكا" لم تكن لتكتمل لولا المنصة التي تحمله: مركبة "قبلان" الهجينة، التي تحوّلت من مدرعة تقليدية إلى محطة طاقة متنقلة.

بدأت شركة "إف إن إس إس" التركية لإنتاج المركبات القتالية المدرعة تطوير "قبلان" عام 2016، ودخلت الخدمة في 2019 بمحرك ديزل تقليدي.

ثم أعيدت هندستها عام 2021 لتضم مجموعة طاقة هجينة كهربائية بالكامل، تتيح لها تشغيل أنظمة عالية الاستهلاك كـ"ألكا"، إلى جانب تقديم قدرات ميدانية غير مسبوقة، مثل الحركة الصامتة، والمراقبة الحرارية الصفرية.

وقال وارلق قليج، مدير حلول الهيكل والتنقل الكهربائي في "إف إن إس إس"، إن الشركة بدأت تطوير "قبلان" عام 2016، ودخلت الخدمة في القوات المسلحة التركية عام 2019 كمركبة مدرعة حاملة للأسلحة.

وأوضح قليج لمراسل الأناضول، أن الشركة دمجت لاحقًا نظام الأسلحة "كي إم سي" في المركبة، وسلمت القوات المسلحة التركية أكثر من 300 مركبة تعمل بمحركات ديزل.

وأضاف أن الشركة بدأت عام 2021 تطوير مجموعة طاقة هجينة كهربائية للمركبة، حيث عُرض النموذج الأولي في معرض الصناعات الدفاعية 2023، وتبعت ذلك مراحل اختبار وتطوير تُوجت بدمج نظام "ألكا" في المركبة.

وأشار مدير حلول الهيكل والتنقل الكهربائي بالشركة التركية إلى أن الحاجة لتطوير نظام هجين جاءت من ضرورة توطين ناقل الحركة في المركبة.

وتابع: "المركبات المجنزرة معقدة بطبيعتها، يتطلب تشغيلها وتوجيهها وكبحها نظام نقل حركة معقد. ولإيجاد بديل محلي لهذا النظام، قررنا الاتجاه نحو حل كهربائي هجين".

وزاد: "باستخدام محركات كهربائية مستقلة على جانبي المجنزرة، أصبح بالإمكان إجراء مناورات دقيقة للغاية. كما أن عزم الدوران العالي يوفر أداء متفوقا مقارنة بالنسخة العاملة بالديزل، سواء في التسارع أو صعود المرتفعات أو العمل في التضاريس الصعبة".

وأوضح أن المركبة تحتوي على مولد مكوّن من محرك ديزل وآخر كهربائي، يوفر الطاقة اللازمة لنظام القيادة الكهربائي، بينما تخزن البطاريات هذه الطاقة وتستخدمها عند الحاجة، حتى عند توقف المولد.

وأضاف: "بفضل هذا النظام، لا حاجة لإعادة شحن المركبة ميدانيا. نحصل على الطاقة من الوقود، ونمنح المستخدم ميزات القيادة الكهربائية. ويمكن استخدام المولد مصدر طاقة خارجيا لدعم النقاط العسكرية الميدانية أو لشحن مركبات ومعدات أخرى".

"إضافة إلى أن النظام الكهربائي العالي الجهد بقدرة 800 فولت، يوفر بنية تحتية جاهزة لدمج أنظمة الأسلحة الحديثة"، وفق قليج.

وأشار المسؤول التركي إلى أن "مولد الطاقة المستخدم بالمركبة قادر على تشغيل أنظمة تتطلب طاقة عالية، مثل سلاح ألكا".

وقال: "يمكن تأمين طاقة حركة المركبة وتشغيل السلاح من مصدر واحد. لم نعد بحاجة إلى حمل مولد منفصل. أصبح بإمكاننا الآن تشغيل كل شيء من المصدر نفسه".

** نظام صامت ومراقبة 24 ساعة

وقال قليج إن مصدر الطاقة الأساسي في المركبة هو الوقود، والمولد يحوّله إلى كهرباء لتشغيل المجنزرات.

وأوضح: "لدينا نظام بطارية يخزّن الطاقة، ويعمل كجسر بين المولد ونظام القيادة عند الحاجة. ويمكننا استخدام النظام للسير بصمت تام، عبر إيقاف المولد والاعتماد على الطاقة المخزنة، ما يتيح قطع المسافة الأخيرة من المهمة، أي حوالي 10 كيلومترات، دون إصدار أي صوت".

وأشار في الوقت نفسه إلى إمكانية استخدام الطاقة المخزنة في تنفيذ مهام مراقبة صامتة دون أي بصمة حرارية، ما يتيح مهام تمتد حتى 24 ساعة بلا ضجيج.

وأكد أن البرمجيات والأنظمة الفرعية في المركبة طورتها "إف إن إس إس" بخبرات محلية، وقال: "بفضل خبرتنا المتراكمة منذ 1989، نحن من الشركات القليلة عالميًا التي تملك القدرة على تطوير هذا النوع من الأنظمة".

وأشار قليج إلى أن نظام القيادة الكهربائي يمنح المركبة عزم دوران أعلى بنسبة 20 ـ 30 بالمئة، مقارنة بالنسخة التي تعمل بالديزل.

** مركبة هجينة بوزن 40 طنا

وأوضح قليج أن الشركة أكملت جميع اختبارات الأداء والحركية والعمر التشغيلي لمركبة "قبلان" الهجينة، وأصبحت جاهزة لتسليمها للعملاء بعد إتمام بعض اختبارات الاعتماد النهائية.

وأكد أن الشركة "ستواصل العمل في قطاع المركبات الثقيلة. مجموعة الطاقة المستخدمة حاليًا تدعم المركبات حتى وزن 20 طنًا".

وختم بالقول: "من جهتنا، نعمل على تطوير مجموعة طاقة هجينة محلية لدعم مركبات بوزن يصل إلى 40 طنًا. وبهذه الخطوة، سنكون قد قدمنا مركبة هجينة عالية الأداء من الناحية العملياتية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın