دولي, التقارير

"دول عدم الانحياز" تخرج عن صمتها في الأزمة الروسية الأوكرانية (تقرير)

خرجت الدول التي تتمتع بصفة الحياد الدائم عن صمتها بتصريحاتها المناهضة لروسيا في تدخلها العسكري ضد أوكرانيا، واعتزامها تقديم السلاح لكييف.

03.03.2022 - محدث : 03.03.2022
"دول عدم الانحياز" تخرج عن صمتها في الأزمة الروسية الأوكرانية (تقرير)

Ankara

أنقرة / سمية ديلارا دينجر / الأناضول

ـ السويد قررت إرسال أسلحة مضادة للدبابات لأوكرانيا، بجانب شحنات أسلحة خفيفة
ـ فنلندا أغلقت مجالها الجوي أمام روسيا رغم حدود البلدين البالغة 1300 كيلومتر
ـ النمسا رغم وضعها الحيادي الدائم انحازت إلى جانب أوكرانيا ضد الهجوم الروسي
ـ سويسرا قررت تجميد أصول وأرصدة الرئيس الروسي والعديد من الوزراء
ـ إيرلندا قالت إن روسيا ستدفع "ثمنا باهظا" بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا

خرجت الدول التي تتمتع بصفة الحياد الدائم عن صمتها بتصريحاتها المناهضة لروسيا في تدخلها العسكري ضد أوكرانيا، واعتزامها تقديم السلاح لكييف.

وأبدت السويد وفنلندا والنمسا وسويسرا وأيرلندا، التي فضلت التزام الصمت والحياد بشأن ما حدث في البلدان التي مزقتها الحرب مثل أفغانستان وسوريا والعراق، موقفا مناهضا لروسيا في هجومها ضد أوكرانيا.

وأعلنت هذه الدول التي تتمتع بوضع الحياد الدائم، صراحة، وقوفها إلى جانب كييف، وأعلنت إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية وفرضت عقوبات على موسكو.

ورأت هذه الدول أن القرارات المتتالية التي اتخذتها تجاه العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، تعيد الذكريات المؤلمة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية وعزم الدول الأوروبية إظهار وحدة الموقف إزاء ذلك.

  • السويد

وقررت السويد، وهي دولة محايدة، تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.

وأعلنت رئيسة الوزراء ماجدالينا أندرسون، عزم بلادها إرسال أسلحة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، إلى جانب شحنات من الأسلحة الخفيفة.

وأشارت إلى أن ستوكهولم اتخذت مثل هذا القرار لأن القضية الأوكرانية تحولت إلى مسألة تتعلق بأمن أوروبا بكاملها.

كما أغلقت السويد، شأنها شأن الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي، مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

  • فنلندا

من جانبها، أعلنت فنلندا، وهي دولة أوروبية أخرى تتمتع بوضع الحياد الدائم، أن "استهداف روسيا لأوكرانيا، يعني استهداف أمن أوروبا بكاملها".

وبناء عليه، أعلنت فنلندا عزمها إرسال ألفي سترة واقية من الرصاص وألفي خوذة و100 نقالة ومعدات رعاية طبية طارئة إلى أوكرانيا.

وكانت فنلندا، التي يبلغ طول حدودها مع روسيا 1300 كيلومتر، من أوائل الدول التي أغلقت مجالها الجوي أمام موسكو.

  • النمسا

على الرغم من وضعها الحيادي الدائم، انحازت النمسا صراحة إلى جانب أوكرانيا في ضد الهجوم الروسي.

وقال رئيس الوزراء كارل نهامر، إن الهجوم على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها لن يمر دون رد.

وأغلقت النمسا العضو في الاتحاد الأوروبي، مجالها الجوي أمام جميع الطائرات الروسية اعتبارا من 27 فبراير/ شباط الماضي.

  • سويسرا

بدورها، انضمت سويسرا التي تشتهر بحيادها على الساحة الدولية واستضافتها لمحادثات السلام، إلى قائمة الدول التي قررت فرض عقوبات على روسيا.

وقال إغناسيو كاسيس رئيس الاتحاد السويسري، إن "المجلس الاتحادي قرر تجميد أصول وأرصدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعديد من الوزراء" في بنوك البلاد.

وهكذا قررت سويسرا السير في ركب الدول الأوروبية والمشاركة في فرض عقوبات على موسكو إلى جانب إغلاقها مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

  • أيرلندا

من جهتها، قالت إيرلندا وهي من دول الحياد الدائم، إن روسيا ستدفع "ثمنا باهظا" بسبب هجومها ضد أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء مايكل مارتن، إنه سيعمل مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على محاسبة الرئيس بوتين لشنه هجمات عسكرية ضد أوكرانيا.

  • النرويج

أما النرويج التي لا تتمتع بوضع الحياد الدائم، ولكنها تفضل التزام الصمت إزاء النزاعات المسلحة في العالم، فأعلنت وقوفها إلى جانب أوكرانيا.

وأصدر رئيس الوزراء يوناس غار ستورا، تعليمات لصندوق الثروة السيادية بوقف جميع الاستثمارات في روسيا.

وقال ستورا، إنه سيتم إمداد الجيش الأوكراني بخوذ عسكرية وسترات معدنية في إطار المساعدة العسكرية الأوروبية لكييف.

وأكد أن النرويج وقفت إلى جانب حلفائها الأوروبيين والغربيين في هذه اللحظة المهمة من تاريخ أوروبا.

كما أعلنت شركة الطاقة النرويجية "إكوينور" أنها ستبدأ الخروج من المشاريع المشتركة مع روسيا ووقف الاستثمارات في هذا البلد.

  • سويسرا والاتحاد الأوروبي

وقيم عضو الهيئة التدريسية بجامعة "جنيف ويبستر" ليونيل فاتون، لمراسل الأناضول، تغيير موقف سويسرا بالخروج عن الصمت، بأن برن تهدف من خلال ذلك لإعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إلى نصابها.

وقال فاتون إن سويسرا التزمت الصمت خلال العديد من الصراعات الدولية مثل أفغانستان والعراق وسوريا، وإن موقفها من الهجوم الروسي ضد أوكرانيا نابع من ثلاثة أسباب رئيسية.

واعتبر أن أبرز هذه الأسباب محاولة سويسرا إصلاح حالة التدهور في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، خلال السنوات القليلة الماضية.

وأوضح أن المجلس الاتحادي السويسري رفض عام 2021 الاتفاقية المنظمة للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تدهور العلاقات نسبيا مع دول التكتل.

وأشار إلى أن الأوساط السياسية في سويسرا تأمل من خلال الوقوف إلى جانب الاتحاد الأوروبي في العقوبات ضد روسيا، التمهيد لتعزيز أواصر الشراكة مع بروكسل.

وذكر فاتون أن العامل الثاني هو "الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة" للمشاركة في العقوبات ضد موسكو، وأن سويسرا لن تظل غير مبالية بهذا الضغط لأسباب سياسية واقتصادية.

ولفت إلى أن الرأي العام السويسري يضغط على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا لفرض عقوبات على روسيا، وأنه لا يمكن لها تجاهله.

من ناحية أخرى، شدد فاتون على أن موقف سويسرا من الهجوم الروسي على أوكرانيا، لا يعني الابتعاد عن مبدئها الثابت بالتزام الحياد في السياسة الدولية، بل يعني أن برن تسعى لـ"إعادة تموضع" في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

وأكد أن سويسرا أبدت ردة فعل ضد العملية العسكرية الروسية بسبب قربها الجغرافي، معربا عن اعتقاده بأن برن "تسير على خط رفيع وحساس" خشية أن تتضرر صورتها التي طالما اشتهرت بالحياد على الساحة الدولية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.