خبز "رمضان" في مصر.. عجين تلفحه ناران
نار الفرن تسوي الخبز، وحرارته الشديدة يعانيها الخباز، لا سيما أثناء عمله صائما في نهار رمضان

Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
أمام فرن ملتهب، يقف رجل مصري ستيني يتصبب عرقًا، يوزّع في مخبز حكومي، أرغفة على مواطنين يتلهفون على حصة يومية تزين وجبتي الإفطار والسحور.
ذلك المشهد المتكرر على مدار العام، تعيشه معظم المخابز في كافة أنحاء مصر، لكن العام الحالي يشهد ارتفاعًا استثنائيًا في درجات الحرارة وبالتزامن مع شهر الصوم المبارك، لتصبح المهمة أكثر صعوبة.
ولإعداد الخبز للصائمين في الشهر المبارك، تستعر ناران في المخبز، أولاهما لتسوية العجين، والأخرى تلفح الخباز والعاملين بين الجدران.
ومع اشتداد أشعة الشمس من بعد الظهيرة إلى قبيل آذان المغرب، يتسابق الأهالي على باب المخبز رغبة في الحصول على حصتهم، فيما يعمل الخبازون كخلية نحل منتظمة.
وعن طريقة صناعة الخبز، يقول سيد أحمد (17 عاما)، أحد الصناع بمحافظة الفيوم (وسط)، إنه مع فجر كل يوم يقوم العاملون في المخبز بعجن الدقيق بالمياه مع إضافة الخميرة والقليل من الملح.
يُترك العجين قليلا، بحسب الشاب المصري، ليأتوا في الصباح الباكر ويقطعوه إلى دوائر صغيرة، قبل وزنه بقدر 110 غرامات للرغيف الواحد، طبقا للتعليمات الحكومية.
ليتم بعد ذلك وضعها فوق "سير" (أداة متحركة لنقل الأرغفة) يمر تباعا داخل فرن ملتهبة حرارته، ويخرج من الناحية الأخرى "الرغيف" بعد خبزه.
فيما يقوم بقية العمال بالتقاط الأرغفة من فوق السير، ليوزعوها على الأهالي الذين يتسابقون باكرا للحصول على الخبز، بحسب النظام الحكومي المتبع.
ويشير "سيد" أن سعر الرغيف الواحد 5 قروش فقط (الدولار يلامس 17 جنيها تقريبا)، لأنه مُدعم حكوميا، ومصنوع بطريقة جيدة ونظيفة، ويوفر عناء السيدات في منازلهن من أجل "خبز العيش".
ويكشف أن صعوبة المهنة تتمثل في الوقوف داخل غرفة ضيقة ترتفع حرارتها بفعل نيران الفرن، وأكثرهم معاناة، المسؤول عن وضع أرغفة الخبز على السير داخل الفرن، والمسؤول عن إخراج الخبز من الفرن، لتعرضهما لدرجات حرارة عالية بشكل مباشر ولفترات طويلة.
والمصريون القدماء هم أول من بنى أفران الخبز، وفق تقارير، وكانت مخروطية تشكل من الطين، ومكونة من طابقين: علوي لتسوية الخبز، وسفلي لإشعال النيران اللازمة للخَبز.
كما أظهرت رسومات على جدران المقابر الفرعونية، أن المصريين القدماء كانوا يخبزون مجموعات من الأرغفة في وقت واحد.
وتستهلك مصر حوالي 9.7 ملايين طن من القمح لرغيف الخبز المدعم سنويا، يتم توفير حوالي 4 ملايين طن داخل مصر، فيما يتم استيراد 6 ملايين طن قمح سنويا من الخارج لتوفير رغيف الخبز، وفق تقارير حكومية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.