السياسة, الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

حراك الجزائر زمن كورونا.. دعوات للاستمرار وأخرى للتعليق (تقرير)

استمرار الحراك الشعبي بالجزائر في ظل تفشي وباء كورونا، يثير موجة جدل محلي واسع، بين مؤيد لمواصلته وآخر يدعو إلى تعليقه، وسط تأكيدات حكومية بأنها لا تسعى لاستثمار سياسي للوضع الصحي.

17.03.2020 - محدث : 17.03.2020
حراك الجزائر زمن كورونا.. دعوات للاستمرار وأخرى للتعليق (تقرير) حراك الجزائر وكورونا

Algeria

الجزائر/ حسام الدين إسلام/ الأناضول

- جدل واسع يتفجر في ظل انتشار الفيروس القاتل بين مؤيد للاستمرار وداع لتعليقه 
- الحكومة تؤكد لا تسعى لاستثمار سياسي للوضع الصحي وتدعو لليقظة توقيا من الفيروس

استمرار الحراك الشعبي بالجزائر في ظل تفشي وباء كورونا، يثير موجة جدل محلي واسع، بين مؤيد لمواصلته وآخر يدعو إلى تعليقه، وسط تأكيدات حكومية بأنها لا تسعى لاستثمار سياسي للوضع الصحي.

والأحد، دعا رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جرّاد، المواطنين المشاركين في الحراك الشعبي، إلى اتخاذ الحيطة والحذر من نقل العدوى بسبب تفشي الوباء.

وحذر جراد، في مقابلة مع الإذاعة الرسمية، المشاركين في الحراك قائلا إن "الحكومة لا تسعى لاستغلال الوضع الحالي (يقصد فيروس كورونا) سياسيا مثلما يروج له البعض، ولكن تدعوهم إلى التحلي باليقظة لأنّ الأمر يتعلق بصحتهم".

ومنذ 22 فبراير/ شباط 2019، يشارك الجزائريون في مسيرات شعبية كل جمعة وثلاثاء، بالعاصمة ومحافظات أخرى، للمطالبة بتغيير جذري للنظام الحاكم.

وفي 25 فبراير/ شباط الماضي، سجلت الجزائر أول إصابة كورونا، لمهندس إيطالي يعمل في حقل نفطي جنوبي البلاد، تم ترحيله بعدها إلى بلاده.

وحسب آخر أرقام وزارة الصحة الجزائرية، بلغ عدد وفيات كورونا 4 أشخاص، فيما ارتفع عدد الإصابات إلى 48 حالة مؤكدة.

** أكبر حزب إسلامي يدعو للتعليق

حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، دعت الأحد، إلى تعليق الحراك جراء انتشار وباء كورونا.

وقال الحزب في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك، إنّ "الحركة تدعو الجزائريين إلى اعتبار انتشار الوباء خطرا حقيقيا يهدد المواطن والبلاد".

وطالبت الحركة "المواطنين بالابتعاد من أماكن التجمعات، واعتبار تعليق الحراك فكرة مسؤولة ينبغي اعتمادها".

وحسب الحركة، فإن "هذه الخطوة تزيد في مصداقية المكافحين من أجل الحرية، وتجعل النضال أكثر تأثيرا وفاعلية مع ضرورة اتخاذ إجراءات طمأنة من قبل السلطات، على رأسها وقف الملاحقات وإطلاق سراح المعتقلين".

** مواقع التواصل تشتعل

تزامنا مع استمرار الحراك الشعبي في ظل تزايد حالات الإصابة بالفيروس وسط الجزائريين، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت آراء النشطاء بين مطالبات بتعليقه ودعوات بمواصلته.

وحذر الكاتب الجزائري رفيق طيبي، في منشور له عبر "فيسبوك"، من مواصلة الحراك، معتبرا أن العواقب ستكون وخيمة بعد تفشي الفيروس.

وقال طيبي: "بعيدا عن المنطق والعقل، من يظن أن كورونا مسألة بسيطة، ويمكن اعتبار من يعتقد أن هاجسها مفتعل من النظام لتوقيف الحراك.. غريب الأطوار".

وأضاف أن "استمرار الحراك سيجبر الدولة على إعلان حالة طوارئ، بالتعنت سنواجه الموت والطوارئ، ولن يتحمّل الحراكيون وحدهم النتائج".

وأشار إلى أنّ "الإعلان عن حالة طوارئ سينتج عنه هجوم جماعي على محلات الأغذية، وأزمة تموين شاملة، ونزول قوات الجيش والشرطة للأمكنة العمومية وتطويقها".

بدوره، دعا الإعلامي عبد العالي مزغيش، إلى التوعية من مغبة مواصلة الحراك، في ظل انتشار كورونا في العالم والبلاد.

وقال مزغيش، عبر فيسبوك: "على سلطاتنا التعجيل بتوقيف الرحلات الجوية والبحرية وغلق المساجد والمقاهي وأماكن التجمعات العامة".

وأردف: "على المواطنين الابتعاد عن التجمعات في الحدائق والمنتزهات والمراكز التجارية...الخ، والالتزام بالنظافة ورفض المصافحة.. وغيرها".

واستطرد قائلا: "يجب الحد من زيارات الأقارب إلا للضرورة القصوى والتزام البيت إلاّ لضرورة العمل، وتأجيل أي احتجاجات جماعية".

وشدد على أنّ "الحراك الشعبي يجب أن يتوقف مؤقتا ولابد من رفع الوعي بخطورة هذا الوباء".

بالمقابل، قال الناشط هاني بورقاعة، إن "الحراك يعبّر على أن الشعب مهيمن وليست كورونا".

وأردف قائلا، في تدوينة عبر فيسبوك: "لا خوف ولا يحزنون هل نسيتم من نحن، نحن شعب لا يقهر".

من جهتها، كتبت صفحة "حراك البرج" ساخرة ممن يريدون توقيف المسيرات في منشور: "حتى فيروس أصبح يخترق الحراك؟ بدون تعليق".

فيما كتبت صفحة "كل شيء عن الحراك في الجزائر"، في منشور عبر فيسبوك، تقول: "الاستثمار في فيروس كورونا المستجد لوقف الحراك".

وعلقت بقولها: "هذا النظام يمكن أن يفعل كل شيء من أجل البقاء".

أمّا صفحة "أشباح الحراك" فردّت على الحكمة بأسلوب ساخر وكتبت: "كورونا والحراك خاوة خاوة (إخوة)".

وأضافت: "لن تخيفوا الشعب الثائر ولن تقتلوا صوت الشعب، وجبت المواصلة، لن تلتقطي أنفاسك يا عصابة (السلطة)".

** "صوت العقل"

الباحث في علم الاجتماع الثقافي عمار بن طوبال، قال إنّه "في الوقت الذي تتجه فيه معظم دول العالم إلى منع التجمعات، والتضييق على حركة الأفراد للتقليل من انتشار الفيروس، يصر بعض الجزائريين على مواصلة الحراك".

واعتبر بن طوبال، في حديث للأناضول، أنّ "بعضهم يرى أن التخويف من الفيروس غرضه الأساسي ضرب الحراك، بعد أن عجز النظام على مدار أكثر من سنة عن القضاء عليه".

وبالنسبة له، فإن "هذا التصور اللامسؤول وغير المدرك لحجم الكارثة التي نتجه إليها بسبب الفيروس، بدأ في التراجع خلال الأيام التي تلت آخر جمعة للحراك".

وبرر ذلك: "بسبب التسارع العالمي في انتشار الفيروس من جهة، وبسبب حجم الإدانة والسخرية والرفض التي واجه بها عامة الجزائريين تلك الدعوات اللامسؤولة لمواصلة الحراك"".

وتابع أن "الأهم من ذلك بسبب خروج أصوات عاقلة من الحراك تطالب بضرورة إيقافه مؤقتا لحين اتضاح مسارات تطور الفيروس مستقبلا".

ولم يخف المتحدث أنه "في حال رفض الحراكيون الإنصات للعقل والمنطق وواصلوا مسيراتهم، فسيكون ذلك أكبر حالة غباء جماعي تهدد صحة كل الجزائريين".

وحتى عصر الإثنين، أصاب كورونا أكثر من 173 ألفا في 158 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر من 6 آلاف و 664، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها ووقف الرحلات الجوية وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات بما فيها الصلوات الجماعية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın