دولي, التقارير

تفجير مطار كابل يوجه أنظار المجتمع الدولي نحو "داعش خراسان" (تقرير)

- كشف التفجير الإرهابي في العاصمة الأفغانية بعد فترة قصيرة من سيطرة طالبان على أفغانستان عن التوتر الكبير بين الحركة وتنظيم داعش خراسان

29.08.2021 - محدث : 29.08.2021
تفجير مطار كابل يوجه أنظار المجتمع الدولي نحو "داعش خراسان" (تقرير)

Ankara

أنقرة/ محمد ألاجا/ الأناضول

- كشف التفجير الإرهابي في العاصمة الأفغانية بعد فترة قصيرة من سيطرة طالبان على أفغانستان عن التوتر الكبير بين الحركة وتنظيم داعش خراسان
- مع ازياد قوة داعش في سوريا والعراق عام 2014 أعلن عدد من الأعضاء السابقين في طالبان باكستان ولاءهم لزعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي
- يعتبر مراقبون تنظيم داعش خراسان المنافس الاستراتيجي لحركة طالبان في أفغانستان

مع تبنى تنظيم داعش الإرهابي مسؤولية التفجيرين الذين وقعا الخميس قرب مطار كابل، أثناء استمرار عمليات الإجلاء التي بدأت عقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة، اتجهت الأنظار مجدداً إلى تنظيم داعش خراسان.

وقتل أكثر من 170 شخص في التفجير الذي وقع الخميس، قرب مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابل.

وفي تصريحاته بخصوص التفجير قال الرئيس الأمريكي بايدن إنهم يرون أن داعش خراسان هو من قام به، وإنهم سيردون على ذلك في الزمان والمكان المناسبين.

وأدى وقوع الهجوم الإرهابي بعد فترة قصيرة من سيطرة طالبان على أفغانستان إلى الكشف مجدداً عن التوتر الكبير بين الحركة وتنظيم داعش خراسان.

وشهدت أفغانستان اشتباكات استمرت لفترات طويلة بين حركة طالبان وداعش خراسان.

ويعد "داعش خراسان" ذراع تنظيم داعش الإرهابي في كل من أفغانستان وباكستان. وخراسان هو اسم كان يُطلق قديماً على المنطقة التي تضم أفغانستان وباكستان وإيران ووسط آسيا.

ومع ازياد قوة داعش في سوريا والعراق عام 2014 أعلن عدد من الأعضاء السابقين في حركة طالبان باكستان ولاءهم لزعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي. كما سافر الكثير من الأشخاص من باكستان وأفغانستان ليلتحقوا بصفوف التنظيم في سوريا والعراق.

ولاحقاً أعلن أشخاص آخرون منشقون عن طالبان ولاءهم لداعش وبذلك ظهرت ولاية خراسان أو داعش/ خراسان في يناير/ كانون الثاني عام 2015.

ويُقال إن التنظيم يضم آلاف الأفراد الذين انضموا إليه من دول وسط آسيا والشيشان والهند وبنغلاديش والصين.

ووفقاً لتقرير مجلس الأمن الدولي الصادر في شهر يوليو/ تموز الماضي فإن عدد عناصر داعش خراسان يتراوح بين 500 وبضعة آلاف.

وعقب إعلان قيام داعش خراسان بدأ عناصر التنظيم يتمركزون في المناطق الجبلية بين ولايتي ننغرهار و كونار. وعقب الإطاحة بطالبان عام 2001 ظهرت تقارير إعلامية تقول إن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يختبئ في تلك المناطق الجبلية.

كما أن هناك ادعاءات تقول إن تنظيم داعش خراسان قد ازدادت قوته مع انضمام العديد من العناصر من دول وسط آسيا، والعائدين من سوريا والعراق عقب إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة القضاء فعلياً على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

وأدرجت واشنطن تنظيم داعش خراسان على لائحة التنظيمات الإرهابية عام 2016. وينشط التنظيم في ولايات ننغرهار، ونورستان، وكونار، ولغمان بأفغانستان.

حاول تنظيم داعش خراسان خلال الشهور الأخيرة التواجد في محيط العاصمة كابل والولايات الشمالية، وسيطرت عناصره على أجزاء في المناطق المذكورة مع تراجع سيطرة قوات الأمن الأفغانية.

وفي أغسطس/ آب 2016 قتلت قوات الأمن الأفغانية حافظ سعيد مسؤول تنظيم داعش خراسان، وفي أبريل/ نيسان 2017 قُتل خلفه عبد الحميد لوغاري. وفي أبريل 2020 أُلقي القبض على زعيم التنظيم عبد الله أوراكزاي خلال عملية في جنوبي أفغانستان. ويتولى زعامة التنظيم منذ يونيو/ حزيران 2020 وحتى اليوم شخص يدعى شهاب المهاجر.

- استهداف المدنيين

كانت الدول الغربية تنظر إلى تنظيم داعش خراسان على أنه تهديد لا يقل خطورة عن حركة طالبان خلال الفترة التي كانت فيها الحرب مستمرة ضد طالبان.

وخلال السنوات الثلاث الأولى للتنظيم شن هجمات إرهابية على أقليات بالمدن الكبرى في أفغانستان وباكستان وعلى مؤسسات وهيئات ومبانِ حكومية.

ووفقاً لمؤسسة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة - ACLED" فإن 338 مدنيا قتلوا في هجمات إرهابية شنها تنظيم داعش خراسان في باكستان خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني 2017 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

ووفقاً لبيانات البعثة الأممية لتقديم المساعدات في أفغانستان، فقد شن التنظيم 77 اعتداء إرهابياً في أفغانستان خلال أول أربعة أشهر من عام 2021.

وطبقاً لمؤشر الإرهاب العالمي التابع لمعهد السلام والاقتصاد، فإن تنظيم داعش خراسان كان حتى عام 2018 واحداً من أكثر أربعة تنظيمات إرهابية دموية على مستوى العالم.

ويستهدف التنظيم الأقليات خاصة، ويعد الأفغان الشيعة من الأهداف التي استهدفها التنظيم.

وفي مايو/ أيار 2020 شن التنظيم هجوماً دموياً على مستشفى للولادة في إحدى المناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية بالعاصمة كابل راح ضحيته 16 أماً و 9 أطفال حديثي الولادة.

كما قُتل جراء اعتداءات التنظيم مئات المدنيين والعسكريين الأفغان إضافة إلى العشرات من الجنود والموظفين الأجانب. كما خطط التنظيم لهجمات ضد الولايات المتحدة ودول أوروبية.

وفي 2017، قيل إن الإرهابي ذو الأصول الأوزبكية رحمات أكيلوف (39 عاماً) الذي دهس مدنيين بحافلة كان يقودها في ستوكهولم، على ارتباط بتنظيم داعش خراسان.

وفي الولايات المتحدة تم القبض على 8 أشخاص على ارتباط بتنظيم داعش خراسان. كما اتضح أن مارتين عزيزي ياراند الذي ألقي القبض عليه بولاية تكساس الأمريكية عام 2018 لإعداده خطة لشن اعتداء إرهابي على مركز للتسوق، كان يستعد للانضمام الى التنظيم الإرهابي.

- منافسة مع طالبان

ويعتبر مراقبون تنظيم داعش خراسان المنافس الاستراتيجي لحركة طالبان. ويصف التنظيم طالبان بأنها حركة تضم قوميين تهدف لتأسيس حكومة محلية منحصرة في أفغانستان بينما يتبنى هو رؤية لتأسيس خلافة عالمية.

وعلى عكس التنظيم في سوريا والعراق لم يتمكن داعش خراسان من توسيع رقعة الأراضي التي يسيطر عليها. ومنذ تأسيسه حتى اليوم يستهدف التنظيم مواقع حركة طالبان ويسعى لضم عناصرها لصفوفه.

وفي عام 2015 قتل العشرات خلال اشتباكات جرت بين التنظيم وحركة طالبان في شمال وشرقي أفغانستان.

وانتقد التنظيم بشدة توقيع طالبان اتفاق الدوحة مع واشنطن في فبراير/ شباط 2020 الذي نص على انسحاب القوات الأمريكية وكافة القوات الأجنبية من أفغانستان.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.