تركيا, الدول العربية, التقارير, سوريا

تعلم في تركيا.. سوري يؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب (تقرير)

رامي صولاق يسرد قصة أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب، بداية من التعلم في ولاية هطاي التركية، حتى أصبح مشروعا تقتات منه عدة أسر

13.12.2022 - محدث : 13.12.2022
تعلم في تركيا.. سوري يؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب (تقرير)

İdlib

إدلب / الأناضول

"زراعة الفراولة تتطلب مجهودا كبيرا مقارنة مع ما نفعله مع الفاكهة الرائجة بالمنطقة، لكننا عازمون على توسعة مشروعنا"، هكذا لخص السوري رامي صولاق تجربته مع زراعة هذه الفاكهة الجديدة على محافظة إدلب.

وصولاق، سوري من أبناء المكون التركماني، وهو أول من زرع الفراولة في إدلب ( شمال غربي سوريا)، حيث تعرف أيضا باسم "الفريز".

** تعلم في تركيا

تعلم صولاق أساليب وتقنيات زراعة الفراولة بولاية هطاي التركية إثر لجوئه إليها على وقع الحرب في بلاده، ثم استقر في بلدة "يايلاداغي" التركية الحدودية مع بلده.

وينحدر صولاق من منطقة "بايربوجاق" ذات الغالبية التركمانية في محافظة اللاذقية السورية (غرب)، ووقعت معظم قرى المنطقة بيد قوات النظام السوري في 2016، بفعل الدعم الجوي الروسي.

وفي 2017، أطلقت السلطات المحلية في بلدة "يايلاداغي"، مشروعا زراعيا يستهدف إعطاء دورات لأبناء "بايربوجاق" في تعلم أساليب وتقنيات زراعة الفراولة.

ورغم أن أبناء "بايربوجاق" ملمون بالزراعة بشكل كبير؛ إلا أن إنتاج الفراولة لم يكن رائجا لديهم بسبب الطبيعة الباردة لمناطقهم الجبلية المرتفعة، غير الصالحة لزراعة فاكهة من هذا النوع.

وخضع صولاق لدورات تعليمية مكثفة في تعلم أساليب رعاية الفراولة وطرق زراعتها وسقايتها وحمايتها من الحشرات والأعشاب الضارة، وجني محصولها.

وبعد أن تقدم في هذا المجال، واكتسب المعرفة الكافية والمهارة في أصول زراعة الفراولة، قرر صولاق نقل هذه التجربة الثرية إلى الداخل السوري في منطقة إدلب.

** انطلاقة مبشرة

وعلى مساحة 10 دونمات، زرع الرجل 50 ألف شتلة فراولة في إدلب في سبتمبر/ أيلول الماضي، وينتظر بفارغ الصبر موسم قطاف ثمارها في أبريل/ نيسان المقبل.

"بحثنا عن منطقة مناسبة لزراعة الفراولة، وواجهتنا تحديات كثيرة"، بهذه الكلمات بدأ صولاق حديثه للأناضول عن خطوات تأسيس أول مشروع زراعة فراولة في إدلب.

وأضاف أن "العمل في زراعة الفراولة يعد شاقا، فهو يتطلب مجهودا كبيرا مقارنة مع زراعة الفاكهة الرائجة بالمنطقة".

وتابع: "نواجه صعوبات في الحصول على بعض المواد الأساسية، وخاصة السماد الذي لا يمكن إيجاده في كل حين ولحظة بالمنطقة".

"فهذه منطقة حرب كما تعلمون، حيث أن صواريخ وقذائف قوات النظام السوري التي تستهدف المنطقة تشكل عائقا أمام عملنا"، يستدرك صولاق.

ومع ذلك، أعرب عن أمله في تطوير المشروع العام المقبل، عبر زيادة المساحات المزروعة في المنطقة، 10 أضعاف.

** فرصة مهمة

وعن سبب اختياره منطقة إدلب، أوضح المزارع السوري أنه كان يمنّي نفسه بزراعة الفراولة في قريته بمنطقة بايربوجاق.

واستدرك قائلا: "لكن قوات النظام سيطرت على مناطق واسعة بالمنطقة خلال السنوات الماضية، ولا يمكنه العودة إليها في الوقت الحالي".

وعن تأثير المشروع على إدلب، لفت المزارع إلى أن مشروعه وفّر 15 فرصة عمل لأبناء المنطقة بينهم رجال ونساء.

من جانبها، أكدت خالدية سيدو، وهي إحدى السيدات التي تعمل في المشروع تحت إشراف صولاق، أن الظروف المعيشية بالمنطقة صعبة بسبب وطأة الحرب.

وأضافت للأناضول: "أحمد الله أني وجدت فرصة للعمل في مشروع الفراولة الذي يشكل مصدر دخل لي ولأسرتي".

زميلتها، سلوى الكردي، هي الأخرى تمنت النجاح للمشروع الوليد في المنطقة، آملة في ازدياد فرص العمل بإدلب للنهوض بالواقع المعيشي.

ولفتت الكردي إلى أن زوجها معتقل لدى قوات النظام، وقالت إن "الظروف المعيشية صعبة في إدلب بسبب الحرب، وفي غيابي زوجي أعمل على تربية ورعاية أبنائي الخمسة بمجهودي الفردي، وأحمد الله على انطلاق هذا المشروع".

ومنذ 2011، تشهد سوريا حربا أهلية بدأت إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس/ آذار من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.

وفي 5 مايو/ أيار 2020 توصلت موسكو وأنقرة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن قوات النظام تقوم بخرق الاتفاق بين حين وآخر.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.