"بيت الخزف".. طوق نجاة سيدات في "نصف جبيل" الفلسطينية
ـ 5 سيدات في قرية "نصف جبيل" شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية، يكسبن قوتهن من الرسم على قطع الخزف والصلصال

Ramallah
نابلس / قيس أبو سمرة / الأناضول
ـ 5 سيدات في قرية "نصف جبيل" شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية، يكسبن قوتهن من الرسم على قطع الخزف والصلصالـ مركز "الفسيفساء" المعني بحفظ التراث ساهم في تحويل منزل أثري بالقرية إلى مركز لتزيين وصناعة الخزف
* سهام عويص إحدى العاملات بالمركز، للأناضول:
ـ وجدت ضالتي في الرسم على الخزف، وبات لدي مصدر دخل مثّل طوق نجاة للتخفيف من الأعباء الاقتصادية
ـ الرسم على القطع الخزفية والصلصال عالم واسع، ودمج الألوان يعد فنا بحد ذاته
بجد ودقة عالية، تلون الشابة الفلسطينية سهام عويص، أواني خزفية لتنتج مع أربع سيدات أخريات في قريتها الصغيرة "نصف جبيل"، شمالي الضفة الغربية المحتلة، قطعا فنية، في محاولة لتأمين مصدر دخل لعائلاتهن.
تقول عويص (24 عاما)، للأناضول، إنها تعلمت فن الرسم على الخزف خلال دورة تدريبية، أهّلتها وصديقاتها للعمل في مركز مختص يطلق عليه "نصف جبيل للسراميك".
ويتبع "نصف جبيل"، لمركز "الفسيفساء" بمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، الذي يُعنى بحفظ التراث من خلال تدريب الأفراد على صناعة الخزف والفسيفساء.
وتقع القرية، التي لا يتجاوز تعداد سكانها 500 نسمة، قرب بلدة سبسطية، إلى الشمال من نابلس، وهي منطقة أثرية يؤمّها السياح من مختلف دول العالم.
وتشير عويص، إلى صعوبة إيجاد فرص عمل في قريتها، فضلا عن صعوبة وصول الفتيات للعمل في مدينة نابلس القريبة، نظرا لعدم توافر مواصلات.
** مصدر دخل
تقول عويص، إنها وجدت ضالّتها في الرسم على الخزف، وبات لديها مصدر دخل مثّل طوق نجاة لها للتخفيف من الأعباء الاقتصادية.
وعويص، حاصلة على بكالوريوس في السياحة والآثار من جامعة النجاح بنابلس، لكنها لم تحظَ بفرصة توفر لها وظيفة.
وتتضيف وهي تُمسك بقطع خزفية تُزينها بالألوان بعد الرسم عليها بأشكال هندسية، أن "كل واحدة منا تُنتج قطعاً تُعبر عن شخصيتها، وتعكس ذوقها، وتفضيلها للأشكال والألوان".
وتتابع: "يختلف تزيين كل قطعة عن الأخرى، فلكل منها رسم ولون خاص، وبذلك يحصل كل زبون على قطع لا تتكرر مع غيره.. فالرسم عالم واسع، ودمج الألوان يُعد فنا بحد ذاته".
** مهمة أصعب
وتنتج الفتيات أواني للطهي وأخرى للزينة، يسوقنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل مباشر للسياح الأجانب، لكن هذه الأخيرة تضررت كثيرا بفعل قيود جائحة كورونا.
وللتغلب على ذلك، بحثت الفتيات عن طرق أخرى، فلجأن إلى تسويق منتجات لـ "عرب الداخل" (فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية)، حيث وفّرن نقاط بيع في مدنٍ بالضفة الغربية والقدس، وكذلك داخل إسرائيل.
كما تعمد الفتيات، بحسب عويص، إلى التسويق الخارجي للمنتجات عبر الإنترنت.
وإلى جانب سهام، تعمل لمى عويص (27 عاما)، في صناعة الخزف وقطع الصلصال، لتوفير دخل مساعد لأسرتها.
تقول لمى، للأناضول، وهي ربّة منزل حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، إن عملها يتضمن أشكالاً عديدة من الإبداع.
** مقر أثري
وبأصالة صناعة الخزف، اختار مركز "الفسيفساء" بأريحا، منزلاً أثرياً يعود عُمره إلى مئات السنين، وأعاد ترميمه ليكون مقراً له حيث تعمل الفتيات الخمس.
وقبل جائحة كورونا، تحول المركز الذي يضم في أروقته قطعا خزفية جمالية، إلى قبلة للسياح الأجانب، فيما تقصده حاليا سيدات قرية "نصف جبيل"، ولا يخلو الأمر من سياح محليين يفضلون اقتناء تلك القطع كتحف منزلية.
ويستغرق إنتاج بعض القطع يوما كاملا، أو أكثر، بحسب طبيعة الرسم وحجم القطعة، تقول لمى.
وتُزيّن القطع عقب الزخرفة، بطلاء حافظ للألوان الطبيعية، ثم تُصقل في فرن كهربائي بدرجة حرارة تصل إلى ألف مئوية، لمدة تقارب ثماني ساعات، قبل أن تخرج في صورتها النهائية.
ورغم اشتهار صناعة الخزف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وازدهار تجارتها في مدن أخرى كبيت لحم، وأريحا، والقدس، إلا أن مركز "نصف جبيل" يمتاز بكونه مشروعاً شخصياً، يهدف إلى توفير فرص عمل للسيدات في الريف.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.