أحمد حاتم/ الأناضول

أثار إعلان شركة "تسلا" الأمريكية للسيارات الكهربائية، الاستثمار بالعملة الافتراضية "بيتكوين"، جنون التداولات على العملات الرقمية وقادتها لمستويات قياسية جديدة.

يأتي ذلك، في وقت يراه الكثيرون أن هذا الإعلان قد يقود شركات أخرى للقبول بالتعامل بالعملات الرقمية، كأداة للدفع، مما يضيف شرعية تفقدها هذه الاستثمارات حتى الآن.

والأصول المشفرة، مرتبطة بالإنترنت المشفر (كإرسال إيميل مشفر)، وهي عملية تحويل المعلومات المقروءة إلى شيفرة غير قابلة للاختراق، ولا يمكن تتبع عمليات الشراء والتحويلات.

وتستخدم هذه العمليات أيضا، في المدفوعات بين طرفين بعيدا عن مراقبة طرف ثالث (البنك أو البنك الوسيط أو البنك المركزي)

كانت وثيقة صادرة عن "تسلا"، الإثنين الماضي، أظهرت اعتماد بيتكوين ضمن أدواتها الاستثمارية وقامت بضخ استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار، بعد أيام من تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، بشأن العملة.

وقال ماسك: "أعتقد في هذه المرحلة أن بيتكوين شيء جيد، وهي على وشك الحصول على قبول واسع من قبل رجال التمويل التقليديين".

وحسب محللين، ستشعل خطوة "تسلا" بتبني الاستثمار في "البيتكوين"، الحماس للشركات الأخرى وستدفعهم للتفكير في ضخ السيولة الفائضة في هذه العملة، بغرض التحوط ضد التضخم أو انخفاض الدولار المتوقع.

وأشار المحللون إلى أن قيام أغنى رجل في العالم، بالاستثمار في بيتكوين سيكون عاملا مشجعا للمدراء التنفيذيين ورؤساء الشركات على اقتفاء أثر "ماسك"، مما يضيف شرعية للعملات الرقمية ويجعلها تنافس العملات التقليدية بالمستقبل.

هذا الإعلان، قاد ارتفاعات بيتكوين الجنونية لتصل مستويات 48.136 ألف دولار وهو أعلى مستوى تاريخي لها الثلاثاء (9 فبراير الجاري)، قبل أن تنخفض قرب مستويات 46.5 ألف دولار.

يصل عدد العملات الرقمية المشفرة حول العالم نحو 4493، بقيمة سوقية تجاوزت 1.380 تريليون دولار حتى صباح أمس الأربعاء، تستحوذ البيتكوين على الحصة الأكبر منها بمقدار 62.6 بالمئة بقيمة 890 مليار دولار.

تأتي عملة الإيثيريم الرقمية بالمرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية بنحو 201.89 مليار دولار، ثم عملة "تيثير" بنحو 29.8 مليار دولار، و"كاردانو" 21.8 مليار دولار.

ويجد المستثمرون في العملات الافتراضية أداة استثمارات مجدية، بعد تراجع أسعار الذهب والدولار التي شكلت على مدى الشهور التسعة الماضية، ملاذا آمنا للمتعاملين بفعل فيروس كورونا.

وصعد سعر بيتكوين بنسبة 61.4 بالمئة منذ مطلع العام الجاري، ارتفاعا من 28.8 ألف دولار للوحدة الواحدة في ختام جلسات 2020.

وبلغ عدد الوحدات المتداولة من العملة الافتراضية الأشهر، في السوق العالمية حتى صباح اليوم 18.624 مليون وحدة من أصل 21 مليونا، هو إجمالي عدد الوحدات المتاحة للبيع والتداول.

** فكرة "بيتكوين"

و"العملات الافتراضية"، ومنها عملة "بيتكوين-Bitcoin" ظهرت في اليابان، بنهاية عام 2008، ولم تحصل على تغطية قيمتها من الذهب أو العملات الأجنبية، وليست لها علاقة بالمصارف المركزية.

وتعتمد هذه العملات على التشفير، حيث تتميز تلك العملة بأنها "عملة لا مركزية"، أي لا يتحكم بها غير مستخدميها، ولا تخضع إلى رقيب مثل "حكومة أو مصرف مركزي" مثل بقية العملات الموجودة في العالم.

وقال منشئ العملة الافتراضية، وهو شخصية غامضة تُعرف باسم "ساتوشي ناكاموتو"، إن الفكرة المركزية لـ"بيتكوين" كانت السماح لأي شخص في العالم بفتح حساب مصرفي رقمي والاحتفاظ بالمال بطريقة لا يمكن لأي حكومة منعها أو تنظيمها.

أصبح هذا ممكناً بفضل بنية "بيتكوين"، التي تحكمها شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي وافقت على اتباع برنامج يحتوي على جميع القواعد الخاصة بالعملة المشفرة.

يشتمل البرنامج على خوارزمية معقدة تجعل من الممكن إنشاء عنوان، والمفتاح الخاص المرتبط به، الذي لا يعرفه إلا الشخص الذي أنشأ المحفظة.

** توقع نمو بأكثر من الضعف

وفي تغريدات متفرقة للملياردير الأمريكي "مايكل نوفوجراتز"، مؤسس شركة الاستثمار في العملات الرقمية "جلاكسي ديجيتال"، توقع ارتفاع البيتكوين بأكثر من الضعف عند 100 ألف دولار بنهاية 2021.

وذكر "نوفوجراتز" أن القيمة السوقية لعملة البيتكوين ستتجاوز قيمة شركة تسلا في غضون 6 أشهر من الآن، مشيرا إلى أن بيتكوين يديرها مجتمع لامركزي عملاق ينمو كل يوم وهذا رهان حقيقي بإدارة مخاطر.

** عملات مفقودة

وفق تقرير حديث لشركة "تشيناليسيس" الأمريكية المختصة بتقديم خدمات استشارية لاسترداد محافظ العملات المشفرة، فإن من بين 18.5 مليون "بيتكوين" موجودة بالسوق حاليا يوجد نحو 20 بالمئة، أي ما قيمته حالياً نحو 140 مليار دولار، لا تزال في محافظ مفقودة أو عالقة بطريقة أخرى.