دولي, التقارير

بقايا رموز الاستعمار.. جدل في "جزيرة العبيد" السنغالية (تقرير)

بنى عليها البرتغاليون كتيسة صغيرة للاستيطان عام 1450، ثم احتلتها فرنسا في 1677، قبل أن تحصل جزيرة "غوريه" على استقلالها سنة 1960، لتصبح واحدة من مواقع التراث العالمي وفق تصنيف "يونسكو".

11.12.2020 - محدث : 11.12.2020
بقايا رموز الاستعمار.. جدل في "جزيرة العبيد" السنغالية (تقرير)

Dakar

داكار/ فاطمة أسما أرسلان/ الأناضول

- جزيرة "غوريه" الواقعة على سواحل العاصمة السنغالية دكار، كانت مركزا لتجارة العبيد لقرون عديدة
- يثار الجدل في الجزيرة حول آثار الفترة الاستعمارية بسبب شوارعها التي لا تزال تحمل أسماء المستعمرين السابقين.
- يصر آخرون على ضرورة الحفاظ على هذه الأسماء لأنها تعد آداة للتذكير بالتاريخ ومعاناة العبيد.
** أوغسطين سنغور رئيس البلدية بالجزيرة:
- إذا ما محونا آثارا تتعلق بما حدث هنا فنحن نمحو صفحة من تاريخ البشرية
** الناشط الشيخ فال:
- يجب إلغاء هذه الأسماء واستبدالها بأسماء أشخاص خدموا إفريقيا

بنى عليها البرتغاليون كتيسة صغيرة للاستيطان عام 1450، ثم احتلتها فرنسا في 1677، قبل أن تحصل جزيرة "غوريه" على استقلالها سنة 1960، لتصبح واحدة من مواقع التراث العالمي وفق تصنيف "يونسكو".

جزيرة "غوريه" الواقعة على سواحل العاصمة السنغالية دكار، والتي كانت مركزا لتجارة العبيد لقرون عديدة، يثار الجدل فيها، مؤخرا، حول آثار الفترة الاستعمارية بسبب شوارعها التي لا تزال تحمل أسماء المستعمرين السابقين.

ويطالب نشطاء في الجزيرة بإلغاء أسماء شوارعها واستبدالها بأسماء أشخاص خدموا إفريقيا، بينما يصر آخرون على ضرورة الحفاظ على هذه الأسماء لأنها تعد آداة للتذكير بالتاريخ ومعاناة العبيد.

** جزيرة العبيد

وبيوت العبيد التي بُنيت في الجزيرة عام 1780 هي السبب في الشهرة الحالية للجزيرة التي تحمل كذلك اسم "جزيرة العبيد"، فقد احتجز ملايين الأفارقة القادمين من غرب القارة في هذه البيوت لأسابيع قبل رحلتهم إلى العالم الجديد وهم مقيدون بالسلاسل.

وبيع البعض من هؤلاء في سوق العبيد مقابل كيلو جرامًا من الأرز أو البطاطس، كما وُظف آخرون في أعمال البناء والخدمة المنزلية.

ويلاحظ من يزور الجزيرة آثار المستعمرين الفرنسيين الذين حكموها طيلة 400 عام، ويظهر ذلك في أسماء الشوارع مثل "ستانيسلاس دي بوفليرز" الذي حكم السنغال لمدة عام، والسياسي الفرنسي "فرانسوا كاميل"، وكذلك البحار المعروف من الحقبة الاستعمارية "لويس مالافوا" وغيرهم.

هذه الأسماء أثارت نقاشا واسعا مؤخرا في جزيرة غوريه، بالتزامن مع إثارة الجدل حول رموز الحقبة الاستعمارية بالمنطقة، إثر مقتل الأسود جورج فلويد من قبل الشرطة الأمريكية، في مايو/ آيار الماضي.

** إلغاء الأسماء أو تركها

وحول ذلك، قال الناشط الشيخ فال مؤسس منظمة "Africtivites" المدنية، إنه يجب إلغاء هذه الأسماء واستبدالها بأسماء أشخاص خدموا إفريقيا.

وقال فال: "لا بد من تغيير هذه الأسماء، نجد مثلًا في أكرا عاصمة غانا شوارع تحمل أسماء أشخاص خدموا إفريقيا منها اسم العالم السنغالي الشيخ أنتا ديوب، والرئيس السنغالي السابق عبد الله واد".

وأضاف: "على الرغم من هذا فلم يُطلق اسم الرئيس السنغالي السابق على أي شارع في موطنه ومكان عمله السنغال".

لكن رئيس البلدية بجزيرة غوريه أوغسطين سنغور، قال لمراسل الأناضول، إن "آثار هذه الجزيرة تُعد جزءا من التاريخ".

وأضاف سنغور: "إذا ما محونا آثار التاريخ في هذه الجزيرة، فنحن بذلك نمحو صفحة من التاريخ الإنساني. ولن يتبقى لنا ما نعيشه من تاريخ الجزيرة".

وذكر أن هذه الأسماء الباقية من الحقبة الاستعمارية تُعد أداة للتذكير بالتاريخ.

وتابع: "هناك من ينكر ما فعله الأسلاف هنا، وينكرون وجود العبودية في الماضي وأن السود كانوا يعاملون أسوأ معاملة، وتغيير الأسماء الموجودة للشوارع يعزز من هذا الانكار".

وشدد سنغور، على ضرورة الحفاظ على الماضي بأكمله وترك الأسماء كما هي لتكون شاهدة على ما حدث.

** رأي السكان أولا

أما ليورا بيغون التي تقوم بدراسات أكاديمية في معهد "حولون" عن الحقبة الاستعمارية في السنغال، فدعت إلى عرض مسألة تغيير الأسماء على سكان الجزيرة أولا.

وقالت بيغون، إن ""قرار تغيير أسماء الشوارع لا بد أن يُعرض أولًا على سكان الجزيرة".

وأضافت: "هناك غموض يحتويه هذا الأمر وهو اتجاه السكان المحليين ومن يستخدمون هذه الأسماء بشكل يومي".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın