الدول العربية, التقارير, فلسطين

الضفة.. الأناضول ترصد فرحة عائلة الأسير المحرر منيف أبو عطوان (تقرير)

شقيقه منقذ أبو عطوان: من حرر منيف من السجن سيعيده من الإبعاد زوجته فاتن: منيف كان على ثقة بأنه سيتحرر وبعد 23 سنة نال حريته

Awad Rjoob  | 26.01.2025 - محدث : 26.01.2025
الضفة.. الأناضول ترصد فرحة عائلة الأسير المحرر منيف أبو عطوان (تقرير)

Quds

الخليل (الضفة الغربية)/ عوض الرجوب/ الأناضول

وسط أجواء الفرح والدموع، علت الزغاريد في منزل الأسير المحرر منيف أبو عطوان بأحد قرى محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بعد 23 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية.

فالعائلة التي لطالما انتظرت هذه اللحظة، لم تستطيع أن تبقى دون احتفال بتحرير منيف، رغم مرارة إبعاده قسريا إلى قطاع غزة الذي فرضته عليه السلطات الإسرائيلية.

في قرية الطبَقة، التابعة لمدينة دورا، وسط محافظة الخليل، واكبت وكالة الأناضول فرحة العائلة التي غمرتها مشاعر مختلطة.

** الإفراجات عيد لنا

بدأ منقذ أبو عطوان، شقيق الأسير المحرر منيف، حديثه بالترحم على "أرواح الشهداء وقادة المقاومة الذين ارتقوا خلال العدوان وحرب الإبادة على غزة".

وقال منقذ، الذي يعمل مديرا بهيئة شؤون الأسرى (حكومية)، إن الإفراجات للمعتقلين الفلسطينيين من سجون إسرائيل التي حدثت السبت، "شكلت عيدا أدخل السرور على مئات البيوت التي حُرمت من لحظات الابتسامة والفرح لعقود طويلة من الزمن".

وأضاف: "اليوم أصبح منيف، حرا بعد 23 عاما داخل سجون الاحتلال".

ووجه منقذ، رسالة للسلطات الإسرائيلية التي أصدرت حكما بـ5 مؤبدات بحق شقيقه، قائلا: "منيف، قهر السجّان، وبات حرا رغم أنف الحكومة الإسرائيلية".

وأضاف: "الأسرى خرجوا إلى النور ليتنفسوا الحرية رغما عنكم".

وتابع: "بفضل المقاومة الفلسطينية سيتم تبييض (إخلاء) السجون الإسرائيلية، وسيخرج أسرانا رافعي الرؤوس".

لكن فرحة منقذ، لم تكتمل، إذ كشف أن السلطات الإسرائيلية منعته من مغادرة الضفة الغربية إلى مصر ضمن وفد لاستقبال شقيقه.

ومع ذلك أبدى منقذ، ثقته في أن "القوة التي أخرجت منيف من السجن، رغم أنف إدارة السجن، ورغم أنف الحكومة الإسرائيلية، ستعيده وصحبه من المنفى إلى قراهم ومدنهم".

** فرحة منقوصة

بدورها، بدت فاتن أبو شرار، زوجة منيف، غارقة في مشاعر الفرح الممزوج بالحنين، وهي تكرر "الحمد لله... الحمد لله"، وكأنها لا تصدق أن زوجها أصبح حرا.

وقالت فاتن، للأناضول: "فرحتنا منقوصة لأن منيف لم يأت إلى بيته وأهله، وتم إبعاده".

واستدركت: "لكن الحمد لله أخيرا وبعد 23 سنة سأراه حرا".

فاتن، التي انتظرت طويلا، استذكرت كيف كان منيف، يحلم برؤية الشمس دون قضبان.

وأوضحت أن منيف، عند اعتقاله، ترك خلفه ابنتين صغيرتين، كانت إحداهما تبلغ من العمر عامًا واحدًا والأخرى لم تتجاوز الثلاثة أشهر. واليوم، كبُرتا وأصبحتا أمهات، رزقاه بثلاثة أحفاد.

ووفق نادي الأسير، فإن معظم أقارب منيف، الذي فقد والدته ووالده خلال اعتقاله، منعوا من زيارته طوال فترة السجن.

أما على صعيد العائلة، فيقول نادي الأسير، في بيان، إن أفراد عائلة منيف، تعرضوا للمطاردة والملاحقة والإبعاد والاعتقال "من بينهم شقيقه مازن، المبعد إلى سوريا منذ 1974، وشقيقه منذر، الذي أمضى ما مجموعه 10 سنوات في السجون، وشقيقه منقذ، الذي تعرض للاعتقال عدة مرات، وأمضى ما مجموعه 3 سنوات" في السجون.

** مسيرة نضال وعلم

والأسير المحرر منيف، الذي ولد في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1971، أنهى تعليمه الأساسي في مدارس بلدته.

لكنه لم يواصل الدراسة الجامعية بسبب الاعتقالاتِ الإدارية المتكررة من الجيش الإسرائيلي.

وقضى منيف، السنوات الأولى من طفولته في أجواء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وشارك فيها عبر توزيع المناشير، وكتابة الشعارات على الجدران وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجيش الإسرائيلي، ما قاد لاعتقاله لأول مرة في 1990.

والتحق منيف، بحركة "الجهاد الإسلامي" في بداية تسعينات القرن الماضي، ومن ثم جناحها العسكري سرايا القدس، حيث "قام بتشكيل مجموعة عسكرية برفقة ماجد أبو دوش (من نفس البلدة)" وفق الموقع الإلكتروني للسرايا.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول 2002، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه، وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما إضافية، بعد اتهامه بـ"الانتماء والعضوية في حركة الجهاد وجناحها، وتشكيل خلايا عسكرية للسرايا، وإعداد عبوات ناسفة".

كما تم اتهامه بـ"المسؤولية عن اقتحام اثنين من عناصر سرايا القدس مستوطنة عتنائيل جنوب الخليل، وتنفيذ عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل 4 مستوطنين وإصابة 7 آخرين".

رغم قسوة الظروف، لم يستسلم منيف، بل استغل سنوات أسره ليُكمل تعليمه، حيث حصل على شهادة البكالوريا ثم الليسانس والماجستير في التاريخ.

وفي وقت سابق السبت، عادت إلى إسرائيل 4 مجندات، في إطار الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى المتضمنة في اتفاق تبادل الأسرى.

ومقابل ذلك، أفرجت إسرائيل عن مواطن أردني و199 فلسطينيا بسجونها، حيث عاد 114 منهم إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، و16 معتقلا إلى قطاع غزة، فيما تم ترحيل 70 آخرين إلى مصر.

والتبادل الثاني للأسرى، السبت، يأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وجرى التبادل الأول في أول أيام الاتفاق، حيث شمل الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.