دولي, التقارير

إفريقيا تواجه تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسعار الغذاء (تقرير)

تعتبر روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي ومصدري الغذاء العالميين، وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح عالميا وتأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة

22.03.2022 - محدث : 22.03.2022
إفريقيا تواجه تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسعار الغذاء (تقرير)

Johannesburg

جوهانسبرج / حسن إيسيلو / الأناضول

- تصاعد التدخل الروسي في أوكرانيا يلقي بظلاله على أسعار الغذاء
- تعتبر روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي ومصدري الغذاء العالميين
- تعد روسيا أكبر مصدر للقمح عالميا وتأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة

منذ الأسبوع الأول للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، بدأت تبعات الأزمة على أسعار الغذاء وتذبذب سلاسل الإمدادات في السوق العالمية.

ويرى خبراء أن تداعيات تصاعد الهجوم الروسي على أوكرانيا تلقي بظلالها على أسعار الغذاء، ولاسيما القمح، في الدول الإفريقية.

وقال ديرك كوتزي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جنوب إفريقيا، للأناضول، إن جنوب إفريقيا تستورد القمح من أوكرانيا وروسيا.

لكن بسبب الصراع المستمر، من المتوقع أن تشهد البلاد "نقصاً في كميات القمح"، إضافة إلى تغييرات في أسعار النفط التي "ارتفعت بالفعل".

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تعتبر روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي ومصدري الغذاء العالميين.

وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وتأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة، حيث توفران معاً 19 بالمئة من إمدادات الشعير و14 بالمئة من القمح و4 بالمئة من الذرة، وتشكلان أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.

كما تستحوذ الدولتان على 52 بالمئة من سوق تصدير زيت عباد الشمس في العالم، وتعد وروسيا من أكبر منتجي الأسمدة في العالم.

وفي حديثه للأناضول، قال وانديل سيلوبو، كبير الاقتصاديين في "غرفة الأعمال الزراعية" بجنوب إفريقيا، إن جنوب إفريقيا لن تواجه مشكلات نقص الغذاء في المستقبل المنظور، لكن أسعار المواد الغذائية "سترتفع بالتأكيد".

وأكد الخبير الاقتصادي أن جنوب إفريقيا تستورد بشكل أساسي القمح وزيت عباد الشمس من روسيا وأوكرانيا.

وأضاف: "على مدى خمس سنوات (2016-2020)، استوردت جنوب إفريقيا متوسط 1.8 مليون طن من القمح سنوياً، أي ما يقرب من نصف احتياجات استهلاك القمح السنوي في البلاد، حيث بلغ متوسط واردات القمح من روسيا وأوكرانيا 34 بالمئة و4 بالمئة على التوالي".

وأفاد أن جنوب إفريقيا استوردت بالفعل هذا العام 40 بالمئة من وارداتها المقدرة بـ 1.5 مليون طن من القمح، بينما سيتم استلام الكميات المتبقية من دول أخرى "وبتكلفة أعلى" بكثير من تكلفة الكميات المستوردة من روسيا وأوكرانيا.

ونوه إلى أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح في جنوب إفريقيا.

بدورها، تصدر جنوب إفريقيا منتجات مثل الحمضيات والمكسرات والخضروات والتبغ إلى روسيا وأوكرانيا.

** توسيع فجوة عدم المساواة

إقبال جسات، المسؤول التنفيذي في مؤسسة "ميديا ريفيو نتوورك" للأبحاث في جوهانسبرغ، قال للأناضول إن إفريقيا "ستتأثر سلباً من الهجوم العسكري الروسي".

وأوضح أن حقيقة اعتماد القارة الإفريقية على المصادر الخارجية للإمدادات الغذائية الأساسية مثل القمح وزيت الطهي النباتي والوقود، استمرت لفترة طويلة بعد نيل الاستقلال عن القوى الاستعمارية، مما يجعل إفريقيا "ضعيفة للغاية".

كما أعربت العديد من الدول الإفريقية عن قلقها من أنه "في حال استمرار الصراع وبقاء العقوبات ضد روسيا، فسيتعين عليها تحمل أسعار القمح المرتفعة من مصادر أخرى".

وقالت ريباكا غرينسبان، رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في تقرير صدر مؤخراً إن "ارتفاع أسعار الغذاء والوقود سيؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في البلدان النامية، مما يزيد الضغط على أفقر الأسر التي تنفق الجزء الأكبر من دخلها على الغذاء، ما سيؤدي في نهاية الأمر إلى المشقة والجوع".

وأشارت غرينسبان إلى أن التدخل العسكري الروسي جاء أثناء جائحة فيروس كورونا، وسيؤدي إلى "تسريع نقاط الضعف الحالية، وتوسيع نطاق عدم المساواة في جميع أنحاء العالم".

كما أكد سلطان كاكوبا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كيامبوجو الأوغندية، للأناضول، أنه طالما استمر الصراع، فلن يكون اقتصاد الدول الإفريقية آمناً، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط التي تؤدي إلى وارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.