تركيا, التقارير

"أيزانوي" التركية.. 5 آلاف عام من الحضارة (تقرير)

- المدينة اكتشفها الرحالة الأوروبيون قبل 199 عامًا في منطقة تشافدار حصار في كوتاهية، تضم آثارًا تمتد لآلاف السنين من تاريخ المنطقة.

Muhammed Yusuf  | 14.10.2023 - محدث : 15.10.2023
"أيزانوي" التركية.. 5 آلاف عام من الحضارة (تقرير) "أيزانوي" التركية.. 5 آلاف عام من الحضارة

Kütahya

كوتاهية/ محرم جين-سرغن سزغين/ الأناضول

- حاليا تستمر عمليات التنقيب بأربع مناطق بإشراف البروفسور غوغهان جوشكون وبرعاية من الولاية وشركات خاصة.
- يعود تاريخ المدينة إلى العصر البرونزي المبكر، بعمر يصل إلى 5 آلاف عام، وتنتشر المدينة حول نهر يدعى حاليا النهر الكبير (كوجا).

تلقي مدينة أيزانوي الأثرية في ولاية كوتاهية التركية الضوء على 5 آلاف عام من الحضارة في منطقة الأناضول، مع مبانيها التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي والروماني.

المدينة الواقعة في ولاية كوتاهية شمال غربي البلاد، اكتشفها الرحالة الأوروبيون قبل نحو 199 عامًا في منطقة تشافدار حصار في الولاية ، تضم آثارًا تمتد لآلاف السنين من تاريخ المنطقة، ورصدت عدسة الأناضول جوا سحر وجمال آثار المدينة.

واكتشفت أيزانوي، التي تقع على بعد 57 كيلومترًا من وسط مدينة كوتاهية، من قبل الرحالة الأوروبيين في 1824، ثم تم اكتشافها لاحقا في الفترة ما بين 1830-1840.

وفي وقت لاحق، أجرى المعهد الأثري الألماني الحفريات الأولى في المدينة القديمة في 1926 تحت إشراف الباحثين الألمان مارتن شيده، ودانييل كرينكر، وتم تسليم الآثار من قبل المعهد لعلماء الآثار الأتراك بشكل ممنهج كل عام منذ 1970 حتى إلغاء ترخيص المعهد في 2011.

*أعمال التنقيب والترميم

خبراء ومختصون من جامعة باموك كاليه التركية الحكومية بولاية دينيزلي، أجروا لاحقا أبحاث التنقيب والترميم بعد انتهاء عمل المعهد الألماني، وفي 2022 نقلت مهمة التنقيب إلى جامعة كوتاهيا دوملوبينار (حكومية).

وفي الوقت الحالي تستمر عمليات التنقيب بأربع مناطق بإشراف البروفسور التركي غوغهان جوشكون، رئيس قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة كوتاهية وبرعاية من الولاية وشركات خاصة.

ويعود تاريخ المدينة إلى العصر البرونزي المبكر، بعمر يصل إلى 5 آلاف عام، وتنتشر المدينة حول نهر يدعى حاليا النهر الكبير (كوجا)، وسابقا كان اسمه نهر "بينكالاس"، وهذا العام تقام علميات تنقيب وترميم متتابعة فيها.

ويهدف مشروع ترميم المسرح القديم، الذي تم الانتهاء منه ضمن نطاق العمل، إلى استئناف أنشطة الترميم التي بدأت في السنوات السابقة بعد موافقة لجنة متابعة الترميم والتنقيب.

وضمن الأعمال المنجزة على مجرى نهر بينكالاس خلال العامين الماضيين، تم اكتشاف آخر عمود وأساسات الجسر رقم 3 المنهار بالكامل، ومن المخطط إعادة ترميم الجسر كما كان في العصور القديمة.

*أقدم المدن

مدينة أيزانوي وبحسب الدراسات، تظهر كواحدة من مراكز السكن الرئيسية لسكان المدينة التي كانت تابعة لحكم فريجيا، وتشير التقديرات إلى أن المدينة كانت مأهولة في العصر البرونزي المبكر في الفترة 3 آلاف قبل الميلاد.

وتشير التقديرات أيضا إلى أن حوالي 80 ألف شخص عاشوا في المدينة القديمة خلال العصر الروماني، وتم اكتشاف العديد من القطع الأثرية المهمة في أيزانوي، ويقال إنها كانت قاعدة لتتار تشافدار في القرن الثالث عشر وسميت فيما بعد تشافدار حصار.

وتضم المدينة الأثرية معبد زيوس الأقل دمارا في منطقة الأناضول، ومسرح يتسع إلى 15 ألف شخص، وملعب مجاور يتسع إلى 13 ألفًا و500 شخص، وحمامين، وأول مبنى لتبادل السلع في العالم.

كما تضم شارع فيه أعمدة، و5 جسور على نهر كوجا، اثنان منهما لا يزالان قائمين، وصالة للألعاب الرياضية (منطقة تدريب للرياضيين المشاركين في مسابقات ألعاب القوى العامة)، ومحمية ميتر ستيونين، ومقابر، وسد قديم، وممرات مائية، وهياكل بوابات، ومبنيين إداريين.

مدينة أيزانوي القديمة، والتي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في القائمة المؤقتة للتراث العالمي في عام 2012؛ من المعروف أنها معاصرة للمدن القديمة مثل إفيس وبرغامس وسيدي.

*أول بورصة بالعالم

المدينة تضم مبنى دائريا بني في جنوبها خلال النصف الثاني من القرن الثاني، ويعتقد أنه تم استخدامه كسوق للمواد الغذائية، أي أنه يعد أول بورصة في العالم.

وتم اكتشاف البورصة أثناء أعمال التنقيب في السبعينيات من القرن الماضي، وكانت تُعلن فيها أسعار بيع البضائع على الكتل الحجرية، حيث أعدت من قبل الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي حكم في الفترة 284-305، لمكافحة التضخم.

وتشمل النقوش الموجودة في هيكل البورصة رسوم مبيعات جميع السلع المباعة في أسواق الإمبراطورية، وبناء على هذه النقوش كان العبد القوي يساوي أجرة حمارين، والحصان الواحد يساوي أجرة ثلاثة عبيد.

وأعيد بناء شارع الأعمدة بقليل من المواد الإضافية، حيث تم وضع القطع الرخامية التي لم تستخدم في الترميم على الجدران الخلفية لصالات العرض.

وتشير الأبحاث إلى أن شارع الأعمدة كان جزء من طريق الاحتفالات الممتد من المعبد إلى منطقة متر ستيونين المقدسة خارج المدينة، مرورًا بالجسر الرئيسي، وكان مدخل المحلات التجارية التي تباع فيها المنتجات أيضًا في هذه المنطقة.

وعند إنشاء شارع الأعمدة يعتقد أنه جرى هدم المعبد من أجل عمليات البناء، وحافظ الشارع على أصالته حتى القرن السادس الميلادي، لينهار لاحقا بأثير من الزلزال.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın