إسطنبول / الأناضول

لم تتوقف إعلانات شركات طيران عالمية، عن منع أساطيل طائراتها "بوينغ 737 ماكس" من التحليق حتى إشعار آخر، بدءا من 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، عندما انفجر الجزء الخلفي الأيسر لطائرة من الطراز نفسه تتبع خطوط ألاسكا، وعلى متنها 171 راكبا.

لحسن حظ "بوينغ" أن الركاب لم يصابوا بأذى عند انفجار الجزء الخلفي للطائرة بعد 20 دقيقة على إقلاعها في رحلة داخلية بالولايات المتحدة من بورتلاند إلى أونتاريو في كاليفورنيا، قبل أن تعود أدراجها.

وبعد هذا الحادث، سارعت شركات طيران في آسيا وأوروبا والأمريكتين، إلى تعليق رحلاتها عبر هذا الطراز، الذي يعتبر الأكثر إنتاجية لـ "بوينغ"، ويمثل "البقرة الحلوب" لمداخيل الشركة المالية.

ودعت شركات طيران في أمريكا وأوروبا إلى جانب الخطوط الجوية التركية، وشركات صينية إلى "تأريض" هذا الطراز، أي الإبقاء على الطائرات في مدارج المطارات دون أي عمليات تحليق حتى إشعار آخر.

ويمثل قرار وقف التحليق من جانب عدد متزايد من شركات الطيران العالمية، انتكاسة كبيرة لشركة بوينغ التي تواجه صعوبات مع عيوب التصنيع والإصلاحات المكلفة في السنوات الأخيرة.

وتراجع سهم بوينغ منذ حادثة طيران ألاسكا من 248 دولارا للسهم، إلى 225 دولارا في نهاية جلسة أمس الثلاثاء، بحسب بيانات السهم في وول ستريت.

وبذلك، تراجعت القيمة السوقية للشركة بأكثر من 13 مليار دولار منذ بداية جلسة الجمعة الماضية، إلى 134 مليار دولار في ختام جلسة الثلاثاء.

وتستعرض الأناضول في هذا التقرير، أبرز السقطات والحوادث التي تسبب بها طراز بوينغ "737 ماكس"، والتي دخلت الخدمة رسميا عام 2017:

** 2024

في 5 يناير الجاري، أوقفت خطوط ألاسكا الجوية جميع طائراتها من طراز "بوينغ 737 ماكس 9"، بعد ساعات من انفجار جزء خلفي من الطائرة، وانفصال قابس باب الطوارئ لإحدى الطائرات وإجبارها على الهبوط الاضطراري.

وعادت الرحلة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، بسلام إلى بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية، دون وقوع إصابات.

في اليوم نفسه، أقرّ الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ" ديف كالهون، بمسؤولية شركته العملاقة في مجال صناعة الطيران عن الحادث الذي تعرّضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز"، متعهّدا بـ "كامل الشفافية" في هذا الملف.

وبعد الحادثة بساعات، كشفت شركة الطيران الأمريكية "يونايتد إيرلاينز" خلال فحص أولي لمخارج الطوارئ الملغاة في أسطولها من طائرات "بوينغ 737 ماكس 9"، عن عدد من البراغي غير المشدودة جيّداً.

** 2023

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أصدرت "بوينغ" تعليماتها لجميع زبائنها بفحص طائراتها من طراز "737 ماكس"، للبحث عن مسمار مفكوك محتمل فيها.

بدأت القصة بعد صيانة دورية قامت بها إحدى شركات الطيران العالمية، فاكتشفت صامولة مفقودة في المسمار الذي يربط نظام التحكم بالدفة أثناء الطيران.

ولم يصدر أي تحديث رسمي عن الشركة بشأن الصامولة، بفعل التطور الذي طرأ على الطراز نفسه، عندما انفجر الجزء الخلفي من الطائرة التابعة لخطوط ألاسكا.

** 2019

في مارس/ آذار 2019، أعلنت سلطات الطيران وشركات القطاع في معظم أنحاء العالم، إلزام طائرات "بوينغ 737 ماكس" بالبقاء على الأرض بعد حادثي تحطم لذلك النوع، واستمر الحظر حتى نهاية 2021.

ففي 10 مارس 2019، تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية "737 ماكس" بعد دقائق من الإقلاع من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 149 راكبا قضوا جميعا.

** 2018

في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، تحطمت في البحر قرب إندونيسيا طائرة تابعة لشركة ليون إير من الطراز نفسه، وعلى متنها قرابة 190 شخصا لم ينج أي منهم بحسب السلطات المحلية.

وقال المحققون حينها إن طياري "ليون إير" بدا وكأنهما يصارعان نظاما آليا مصمما لمنع الطائرة من التوقف، وهي ميزة جديدة لطراز "بوينغ 737 ماكس".

وأشارت نتائج التحقيق إلى أن نظام مكافحة التوقف أدى إلى إنزال مقدمة الطائرة، على الرغم من جهود الطيارين لتصحيح ذلك.