دولي, إسرائيل

مسؤولون إسرائيليون يعترفون بالإخفاق.. ونتنياهو يتهرب (تقرير إخباري)

- الكاتب في "معاريف" بن كسبيت: لا يجوز السماح له بالتهرب من المسؤولية - الكاتب في "هآرتس" نيحاميا شتراسلر: سارع هو وأبواقه إلى إلقاء اللوم على الجيش والمخابرات العسكرية

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 17.10.2023 - محدث : 18.10.2023
مسؤولون إسرائيليون يعترفون بالإخفاق.. ونتنياهو يتهرب (تقرير إخباري)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

أقر مسؤولون إسرائيليون بإخفاقهم في توقع هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وأبدوا استعدادهم لتحمل المسؤولية ، بينما تجتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإدلاء بتصريحات من هذا القبيل.

ويعد مسؤولون إسرائيليون بتحقيق شامل وشفاف في الأحداث التي واكبت اليوم الذي يوصف بأنه الأصعب على إسرائيل في تاريخها.

وبحسب توقعات وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن التحقيقات ستفضي في نهاية الأمر إلى إقالة عدد كبير من المسؤولين الأمنيين والعسكريين والسياسيين وعلى رأسهم نتنياهو.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن التحقيق في الإخفاقات سيبدأ بعد انتهاء الحرب.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الإثنين في كلمة بالكنيست: "هناك التزام واضح وأساسي هنا – لإجراء تحقيقات حاسمة لا تقبل التأويل، وفحوصات بجميع أنواعها، واستخلاص الدروس والنتائج. لا شك في ذلك ولا يختلف اثنان عليه. هذه ضرورة وجودية لأي دولة تسعى إلى الحياة تعرضت لمثل هذه الكارثة المروعةـ ولكن يجب ألا يضر ذلك المجهود الحربي".

فمنذ يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الجاري صدرت تصريحات وبيانات عن مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين أقروا بالمسؤولية عن الإخفاق وهو ما لم يصدر عن نتنياهو.

وقال نتنياهو في كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، الإثنين: "هناك أسئلة كثيرة حول الكارثة التي حلت بنا. ستحقق في كل شيء حتى النهاية. بدأنا في تنفيذ دروس فورية. والآن نحن نركز على هدف واحد - توحيد القوى والتقدم نحو النصر".

ولم يذهب نتنياهو في تصريحه إلى حد الإقرار بالمسؤولية، مع أنه المسؤول الأرفع في إسرائيل عن السياسة والأمن والجيش.

والخميس الماضي، رفض نتنياهو تقارير إعلامية إسرائيلية عن عدم تحركه بعد بدء الهجوم.

وقال مكتبه في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول: "تم تحديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تمام الساعة 06:29 يوم السبت (7 أكتوبر 2023)، وليس قبل ذلك، عند اندلاع القتال. وذهب على الفور إلى وزارة الدفاع (تل أبيب) وأجرى تقييمًا للوضع وعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني".

ولكن هذه الكلمات لا تصل حد الإقرار بالمسؤولية الذي أعلنها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول والتي وزعها على أعضاء جهازه واطلعت عليها الأناضول.

وكتب في الرسالة: "قبل ثمانية أيام، تعرضنا لهجوم إرهابي قاتل، من قبل عدو قاسٍ لا يرحم، وعلى الرغم من سلسلة الإجراءات التي قمنا بها، فإننا لسوء الحظ، لم نتمكن يوم السبت الماضي من إصدار تحذير كافٍ يسمح بإحباط الهجوم".

وأضاف بار: "باعتباري الشخص الذي يرأس المؤسسة، فإن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقي. سيكون هناك وقت لإجراء التحقيقات ولكن الأن هو وقت القتال".

والسبت الماضي، اعترف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، بخطئه عندما قال إن حركة "حماس" في قطاع غزة "مرتدعة"، مؤكدا أن بلاده "تلقت ضربة قاسية".

وقبل ستة أيام فقط من الهجوم المفاجئ الذي شنته "حماس" وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى، قال هنغبي إن "حماس مرتدعة للغاية وتدرك عواقب المزيد من التحدي".

لكن في مؤتمر صحفي مساء السبت قال هنغبي، وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "هذا خطأي، وهو يعكس خطأ كل عوامل التقييم على مدى سنوات طويلة، وبشكل أكبر في الفترة الأخيرة، عندما كنا نعتقد أن حماس تعلمت درس حارس الأسوار (عملية أطلقتها إسرائيل على غزة في مايو/ أيار 2021) حيث تلقت وقتها ضربة حاسمة".

والأحد، أقرّ وزير المالية بالحكومة الإسرائيلية بتسلائيل سموتريتش، الأحد، بأن حكومة بلاده وقيادتها الأمنية "فشلت بالحفاظ على أمن المواطنين".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن سموتريتش، قوله: "أتحمل المسؤولية عمّا كان، وعمّا سيكون، علينا الاعتراف وبصدق أننا فشلنا، قيادة الدولة وقيادة المؤسسة الأمنية فشلت في الحفاظ على أمن المواطنين".

وأضاف: "الهجوم المفاجئ الذي قامت به حماس، كان مروعا، مثل هذه القسوة التي لا يمكن تصورها".

ويبدي إسرائيليون استيائهم من أن نتنياهو لم يعترف بالمسؤولية عن ما جرى حتى اليوم رغم اعترافات مسؤولين في حكومته بالمسؤولية.

وقال الكاتب الإسرائيلي الشهير في صحيفة "معاريف" بن كسبيت في تغريدة على منصة "اكس"، الثلاثاء: " نتنياهو – تحمل المسؤولية!".

وأضاف: "إن الحملة التي يديرها نتنياهو من أجل رفع المسؤولية عنه لا يجب أن يتم تجاهلها في صمت. هناك حد".

وتابع: "رئيس الأركان ورئيس الشاباك والوزراء في الحكومة كلهم ​​يتحملون المسؤولية ولا يهرب إلا نتنياهو. من اليوم سنرفعها كل يوم، كل يوم، حتى يتحمل نتنياهو مسؤولية الفشل المأساوي الذي حدث في ولايته".

واعتبر كسبيت إنه "لا يجوز السماح له بالتهرب من المسؤولية".

ومن جهته، قال الكاتب في "هآرتس" نيحاميا شتراسلر: "ليس غدا. ليس الأسبوع المقبل. على نتنياهو أن يرحل الآن".

وكتب في الصحيفة، الثلاثاء: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير لائق. ولا يمكنه البقاء في منصبه ولو ليوم واحد آخر. لقد رأينا هذا ليلة السبت، عندما وقف أمام الميكروفون، شاحبًا وشاحبًا على الرغم من كمية كبيرة من المكياج، وألقى خطابًا غريبًا وفارغًا. وكشف وجهه عن الصدمة التي كان يعاني منها. ومن الواضح أنه غير قادر على قيادة الأمة في الحرب".

وأضاف: "كل التحركات في الحرب وكل الاتصالات الدبلوماسية ستستهدف هدفا واحدا فقط: بقاؤه في السلطة. وهذا لن يتيح تحقيق النصر في الحرب. ولذلك يجب على نتنياهو أن يرحل".

واعتبر أن نتنياهو "يشكل الآن أيضًا تهديدًا وجوديًا واضحًا لدولة إسرائيل ومواطنيها".

وقال شتراسلر: "في أول كلمة للحرب بدأ (نتنياهو) العمل الحيوي لإنقاذ نفسه. سارع هو وأبواقه إلى إلقاء اللوم في المذبحة الرهيبة على الجيش والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام "الشاباك" وغانتس و"الفوضويين" من الاحتجاج، هؤلاء الطيارين والمقاتلين الذين ينقذون البلاد الآن. أما هو؟ نقي كالثلج. لا يجب إلقاء اللوم عليه في أي شيء".

ومن المتوقع أن تبدأ التحقيقات بعد انتهاء الحرب الحالية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.