دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

غزة.. الذكرى السنوية الثامنة لحرب 2014 (إطار)

تمر الجمعة الذكرى الثامنة للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 8 يوليو/ تموز 2014، واستمرت لمدة 51 يوما

08.07.2022 - محدث : 08.07.2022
غزة.. الذكرى السنوية الثامنة لحرب 2014 (إطار)

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

ـ تمر الجمعة الذكرى الثامنة للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 8 يوليو/ تموز 2014، واستمرت لمدة 51 يوما
- أدت الحرب إلى استشهاد ألفين و322 فلسطينيا بينهم 578 طفلا و489 امرأة و102 مسن.
-تسببت الحرب بتدمير نحو 12 ألف وحدة سكينة بشكل كلي، وإلحاق أضرار جزئية بنحو 160 ألف وحدة

تمر الجمعة، الذكرى الثامنة للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 8 يوليو/ تموز 2014، واستمرت لمدة 51 يوما، مخلفةً أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، وأضرارا مادية كبيرة.

وتدخل هذه الحرب ذكراها السنوية الثامنة، في ظل ظروف إنسانية قاسية يعاني منها قطاع غزة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض لأكثر من 15 عاما، والآثار السلبية للانقسام الفلسطيني الداخلي.

يضاف إلى تلك المعاناة تداعيات الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع في مايو/ أيار 2021، والارتفاع العالمي في أسعار السلع الأساسية.

ومنذ انتهاء الحرب في 26 أغسطس/ آب 2014، تنتظر مئات العائلات الفلسطينية إعادة إعمار منازلها، أو إصلاح الأضرار الجزئية التي لحقت بها.

كما ينتظر القطاع الاقتصادي الذي شهد تدميرا للمنشآت الصناعية والإنتاجية وما ترتب عليه من حرمان آلاف المواطنين من مصادر عملهم، دوره في ملف الإعمار.

ولا توجد بوادر للبدء بهذه العملية، في ظل تأخر ملف إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة.

** بداية الحرب

بدأت هذه الحرب في فجر اليوم الثامن من يوليو 2014، حينما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منزل الفلسطيني محمد العبادلة، من بلدة القرارة، جنوبي قطاع غزة.

شكّل هذا الاستهداف، بداية عملية أطلقت عليها إسرائيل لاحقا اسم "الجرف الصامد"، تخللتها سلسلة غارات مكثفة على مناطق وأهداف مختلفة من قطاع غزة.

لكن شرارة هذه الحرب اندلعت مع اختطاف مستوطنين إسرائيليين للطفل محمد أبو خضير من مدينة القدس، وحرقه في 2 يوليو من ذات العام.

وسبقه في 12 يونيو/ حزيران 2014، اختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين بالضفة الغربية، والعثور عليهم قتلى بعد 18 يوما، حيث اتهمت إسرائيل آنذاك حركة "حماس" بالمسؤولية عن هذا الحادث، إلا أن الحركة نفت ذلك.

وقال مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات مختلفة، إن الهدف من تلك الحرب تركز على تدمير قدرة الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة "حماس".

وتصدت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، وبخاصة "كتائب القسام"، الذراع المسلح لـ"حماس"، للحملة العسكرية الإسرائيلية.

وفي 26 أغسطس، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى هدنة، برعاية مصرية.

** نتائج الحرب

خلال الحرب، شن الجيش الإسرائيلي غارات برية وبحرية وجوية، على مناطق مختلفة من غزة، قدرتها تقارير إسرائيلية بنحو 60 ألفا و664 غارة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن هذه الحرب تسببت باستشهاد ألفين و322 فلسطينيا، بينهم 578 طفلا (أعمارهم أقل من 16 عاما)، و489 امرأة (20 - 40 عاما)، و102 مسن (50 - 80 عاما).

كما أصيب خلال الحرب، نحو 11 ألف مواطن، منهم 302 امرأة، 100 منهن يعانين إعاقة دائمة، كما أصيب 3 آلاف و303 من بين الجرحى بإعاقة دائمة، بحسب الوزارة.

وارتكبت إسرائيل خلال الحرب، بحسب "اللجنة العربية لحقوق الإنسان" (منظمة إقليمية)، نحو 144 مجزرة بحق عشرات العائلات الفلسطينية.

كما احتجزت "كتائب القسام" خلال الحرب، جنديين إسرائيليين، أحدهما أورون شاؤول، أعلنت أسره في 20 يوليو، خلال تصديها لتوغل بري شرقي غزة، والآخر هدار غولدن، الذي أعلنت إسرائيل فقدانه في رفح بالقطاع خلال الحرب، ثم قالت "حماس" لاحقا إنه في قبضتها.

وضمت "حماس"، لهؤلاء الجنديين، مستوطنين إسرائيليين دخلا القطاع (في ظروف غير واضحة)، في فترة لاحقة.

من جانب آخر، فقد أسفرت الحرب عن مقتل 68 عسكريا إسرائيليا، و4 مستوطنين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة ألفين و522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا، نصفهم تقريبا باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.

** معاناة مستمرة

رغم مرور 8 سنوات على الحرب، إلا أن القطاع لم يتعاف بعد من تداعياتها ولم يشهد إعمارا لكل ما تم تدميره.

وقد تسببت الحرب بتدمير نحو 12 ألف وحدة سكينة بشكل كلي، وإلحاق أضرار جزئية بنحو 160 ألف وحدة، منها 6 آلاف و600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب إحصائية مشتركة بين مؤسسات حكومية وأُممية.

وقال محمد عبود، مدير عام قسم الإعمار في وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، إن ما تبقى من ملف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل عام 2014، من الهدم الكلي، نحو ألف و300 وحدة سكنية (يشمل ما تم تدميره قبل 2014).

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول، أن جهتين أُمميتيْن أشرفتا على إصلاح هذه الأضرار.

وأردف: "بخصوص الأضرار التي تعرضت لها منازل اللاجئين الفلسطينيين تولت عملية إصلاحها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بينما أشرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، على حصر وتعويض المتضررين من غير اللاجئين".

ولفت أن وكالة "أونروا" لم تستكمل ملف تعويض الأضرار، بسبب الأزمة المالية التي تعانيها، حيث وصلت قيمة عجزها المالي في هذا الملف، نحو 70 مليون دولار.

وأشار إلى أن إسرائيل دمرت خلال الحرب نحو 4-5 أبراج، تم إعادة إعمار برج واحد منها فقط، مكون من 40 شقة، كما لم يتم تقديم منح مالية أو وعود لإعمار بقية الأبراج.

وطالب الجهات المانحة، أن تضم مشاريع إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال حرب مايو 2021، الوحدات السكنية المتبقية منذ 2014.

ولفت إلى أن عدم تعويض اللاجئين عن الأضرار الجزئية التي تعرضت لها وحداتهم السكنية لأكثر من 8 سنوات، أمر من شأنه أن يُفاقم من سوء أوضاعهم المعيشية، في ظل عجزهم عن إصلاحها لما تتطلبه من مبالغ مالية كبيرة، يعجزون عن توفيرها.

وأردف قائلا: "تضاعفت الأضرار الجزئية التي تعرضت لها منازل الفلسطينيين، عام 2014، خلال الحرب الأخيرة، بسبب قربها من مناطق الاستهداف".

بدوره، يقول عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة "أونروا" في غزة، إن قيمة الأضرار الجزئية لملف إعمار ما تم تدميره عام 2014، يفوق الـ70 مليون دولار.

وأضاف في حديث للأناضول: "لا توجد أي إشارات لوجود تمويل لهذا الملف، لذا هذا الملف بحكم المُنتهي".

وأوضح أن المانحين غير مستعدين لدفع التعويضات الكبيرة المطلوبة لإعادة الإعمار، الأمر الذي يُفقد الأمل حول إعادة فتح هذا الملف.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.