عون: غارات إسرائيل على ضاحية بيروت استباحة سافرة لاتفاق دولي
كذلك قال رئيس الوزراء اللبناني إن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت يشكل استهدافا ممنهجا ومتعمدا للبلاد وأمنها واستقرارها

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الخميس، أن غارات إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية عشية عيد الأضحى "استباحة سافرة لاتفاق دولي، ودليل دامغ على رفض تل أبيب لمقتضيات السلام العادل بمنطقتنا".
جاء ذلك في معرض إدانة عون لشن مقاتلات إسرائيلية، مساء الخميس، 8 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، في تصعيد لافت للعدوان على لبنان، عشية عيد الأضحى المبارك الذي يوافق الجمعة، وهو الرابع على الضاحية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وسبقت ذلك "7 غارات تحذيرية" استهدفت الضاحية من طائرات مسيرة إسرائيلية، وفق المصدر نفسه.
وفي وقت لاحق، شنت مقاتلات ومسيرات إسرائيلية غارتين على بلدة عين قانا في منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان، بعد إنذار وجهه الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة.
وقال عون إن استهداف إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية "استباحة سافرة لاتفاق دولي، ولبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وشدد على أن استهداف الضاحية الجنوبية "دليل دامغ على رفض إسرائيل لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا".
ولفت إلى أنها "رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات (إسرائيل) إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء الأبرياء والمدنيين، وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً".
كذلك، أدان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في بيان، غارات إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت "بشدة التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان، لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأكد سلام أنها تشكل "استهدافا ممنهجا ومتعمدا للبنان وأمنه واستقراره واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي".
وتابع: "هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701".
وفي 2006، اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، قرر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
كما طالب رئيس الوزراء اللبناني المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية".
وتعليقاً على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف محيط العاصمة بيروت وعين قانا، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إن "العدوانية الإسرائيلية لا تستهدف طائفة أو منطقة بعينها، بل كل لبنان واللبنانيين، وحتى العرب والمسلمين في أقدس مقدساتهم وشعائرهم الدينية عشية عيد الأضحى المبارك"، وفق الوكالة ذاتها.
وأضاف: "موقفنا متطابق ومتبن لموقف رئيس الجمهورية".
واختتم بري قائلا: "قدرنا في كل أضحى أن نقدم الأضاحي دفاعاً عن لبنان وعن سيادته ولن يحول العدوان بيننا وبين أعيادنا".
ويأتي القصف الإسرائيلي عشية عيد الأضحى المبارك الذي يوافق يوم غد الجمعة، وهو الرابع على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وشهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح كثيفة من المنطقة عقب صدور إنذار إسرائيلي بقصف منشآت في عدة أحياء، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، وفق الوكالة اللبنانية.
وفي وقت سابق الخميس، حذر الجيش الإسرائيلي قاطني مبان سكنية في 3 أحياء بالضاحية الجنوبية بإخلائها فورا، في إشارة إلى قصف يعتزم تنفيذه بالمنطقة.
وادعى متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، أن تلك المباني التي حددها في خرائط مرفقة، "تقع بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله"، مؤكدا أنه "يجب الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر".
وأضاف أدرعي في منشور لاحق، أن الجيش الإسرائيلي "سيستهدف على المدى الزمني القريب" ما ادعى أنها "عدة بنى تحتية تقع تحت الأرض والمخصصة لإنتاج مسيرات".
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل كل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب عام 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.