Quds
القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول
تراقب إسرائيل تطورات الوضع في السودان، دون أن تُعلّق عليها بشكل رسمي، وسط تساؤلات عن مصير التطبيع بين البلدين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "في إسرائيل، جرت عدة مشاورات بشأن الانقلاب في السودان".
وأضافت: "بحسب مصادر معنية بالموضوع، من المرجح أن تؤدي التحركات الأخيرة في السودان إلى تأخير انضمام السودان الرسمي إلى اتفاقات إبراهيم".
وتساءلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء: "هل يضر انقلاب السودان بالعلاقات الإسرائيلية؟".
وقالت إن التطورات في السودان: "يمكن أن تؤثر على علاقات السودان مع إسرائيل لأنها كانت من الدول التي انضمت إلى طريق التطبيع في أعقاب اتفاقات إبراهيم".
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقالت، الإثنين: "بينما كان هدف الجيش السوداني عند توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل هو إزالة العقوبات الأمريكية، فمن المرجح أن يؤدي الانقلاب الأخير إلى عودة هذه العقوبات وتأجيل الاتفاقية أو التخلي عنها تمامًا".
وأضافت: "يبدو أن الانقلاب العسكري في السودان قد يكون له عواقب وخيمة على علاقات الدولة الإفريقية مع إسرائيل وعملية التطبيع الجارية".
ولفتت إلى أن الجناح العسكري في السودان، هو أكثر تأييدا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، من الجناح السياسي.
وقالت: "بينما دعم الجانب العسكري للقيادة، التطبيع، بسبب الوعود الأمريكية بإلغاء العقوبات القاسية المفروضة على السودان في عهد (الرئيس السابق عمر) البشير، كانت الكتلة المدنية للقيادة أقل حماسًا لهذه الخطوة، لكنها اقتنعت في النهاية".
وأضافت: "على الرغم من أن عملية التطبيع كانت بطيئة بسبب الخلافات المزمنة التي ابتليت بها القيادة السودانية، إلا أن عملية التطبيع شهدت بضع نقاط خلال العام الماضي، بما في ذلك زيارة إلى السودان من قبل وزير المخابرات السابق إيلي كوهين، وزيارة وفد أمني سوداني إلى إسرائيل".
وتابعت في هذا الصدد: "بينما من السابق لأوانه، معرفة ما ستفعله العواقب الحقيقية للاضطرابات في السودان بعملية التطبيع، يمكن بالفعل وضع افتراضات معينة".
وقالت بهذا الشأن: "للقيادة العسكرية السودانية مصلحة واضحة في رفع العقوبات الدولية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وستكون هذه الخطوات ممكنة من خلال إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل".
وأضافت: "قد يسعى معارضو القيادة العسكرية إلى الإضرار بالتطبيع".
وبحسب الصحيفة، فمن غير المرجح أن يقبل الغرب، بالسيطرة العسكرية التي تتعارض مع التفاهمات التي تم التوصل إليها بين أحزاب الصقور في السودان، ويمكن أن يزيد هذا من تدهور العلاقات بين واشنطن والخرطوم، وفي نهاية المطاف مع إسرائيل.
وتابعت الصحيفة: "قبل اعتراف السودان بإسرائيل وبدء عملية التطبيع، كانت الولايات المتحدة قد بدأت في رفع العقوبات عنها، لكن الانقلاب العسكري قد يعرقل العملية، أو قد يؤدي الى عودة العقوبات".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إعادة فرض العقوبات، قد يؤدي إلى تراجع الخرطوم عن الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة".
ومن جهتها، فقد نقلت الهيئة عن مصدر دبلوماسي سوداني، لم تسمه، مساء الإثنين، قوله إن "التطبيع مع إسرائيل سيستمر حتى بعد الانقلاب في البلاد".
وأضاف: "ظاهريًا، لا يُتوقع أن يتأثر التطبيع المتردد مع إسرائيل بالانقلاب بشكل كبير، حيث يقوم العسكريون المؤيدون للتطبيع والمبادرون للانقلاب، بتعزيز قوتهم".
واستدرك الدبلوماسي السوداني، الذي قالت الهيئة إنه ينتمي إلى معسكر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إن "الانقلاب قد يضعف التأييد الشعبي للتطبيع".
وحذر من أن ارتباط الجيش "وحده" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بدون سند مدني، قد يؤدي، على المدى الطويل، إلى الإضرار بالدعم الشعبي للتطبيع، بسبب المعارضة القوية في الشارع السوداني للانقلاب.
واستدرك الدبلوماسي السوداني: "الجيش ارتكب خطأ فادحًا، وقد يواجه انتفاضة من الداخل".
وقال الدبلوماسي السوداني: "الجيش تخلّى عن الشراكة مع المدنيين ولم يقدّروا بشكل صحيح ردة فعل الناس الذين سئموا الانقلابات العسكرية، ويمكن أن يضاف ذلك إلى تهديد الولايات المتحدة بقطع المساعدات الاقتصادية التي تحتاج إليها السودان بشدة".
وكانت إسرائيل والسودان قد أعلنتا العام الماضي قرارهما تطبيع العلاقات بعد تعهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإزالة السودان من قائمة الإرهاب، وتقديم مساعدات أمريكية للبلد العربي الإفريقي.