دعوات إعادة الأسرى تكتسب زخما في إسرائيل مع تصاعد الرسائل والموقعين (تقرير إخباري)
الطيار المتقاعد شرعابي: هذه قراءة أخلاقية تتوافق مع المشاعر التي نشعر بها جميعًا عضو الكنيست كاريف: رسالة الطيارين دعوة واضحة وشجاعة لإنهاء الحرب المحلل يهوشع: هذا آخر ما يحتاج إليه قائد الجيش مع التطورات في غزة وسوريا وسيناريوهات الحرب على إيران

Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
تكتسب دعوات إعادة الأسرى الإسرائيليين بغزة حتى لو كان على حساب وقف الحرب زخما كبيرا في صفوف الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ما بات يشكل تحديا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقائد الجيش إيال زامير.
وكان نحو ألف من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي وقعوا الخميس، على رسالة تدعو إلى وقف الحرب لتحرير الأسرى في غزة، وتبعهم في خطوتهم 150 ضابطا سابقا في سلاح البحرية وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات.
والجمعة، انضم إليهم نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط الإسرائيلية ومئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية و2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سعى لمحاولة وصف هذا التحرك بأنه "رفض" للخدمة بالجيش الإسرائيلي ولكن الموقعين سارعوا إلى نفي هذه المزاعم.
وحرصوا جميعا على التأكيد أن "هذه الحرب في هذا الوقت تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية" في اتهام لشخص نتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب لأسباب شخصية.
وقال الطيار المقاتل السابق، أحد الموقعين على رسالة جنود سلاح الجو المقدم أرنون شرعابي، لهيئة البث العبرية: "رأينا لا يُعتد به أكثر من آراء الآخرين، لكننا نمضي قدما بطبيعة الحال، عندما يكون هناك واجب أخلاقي، نكون أكثر تنظيما وعزما على التعبير عن رأينا".
وأضاف شرعابي، الذي أنهى خدمته الاحتياطية لكبر سنه: "هذه قراءة أخلاقية تتوافق مع المشاعر التي نشعر بها جميعًا.. إن قلوبنا تتألم لأن هناك خطة كانت جاهزة بالفعل لوقف القتال وإعادة الرهائن، وقد وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية وزعيمها - إننا نتألم بشدة لأن الحكومة قررت عدم السير في اتجاه كان من شأنه أن يقودنا إلى إزالة هذا الألم الرهيب عن الناس".
وأضاف: "يواجه الجيش الإسرائيلي صعوبةً في تجنيد جميع من التحقوا بالجيش في بداية الحرب. يختار البعض عدم الانضمام - إنه قرار شخصي لا يعتمد على خطاب".
وعارض شرعابي، بشدة خطوة فصل جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسالة، وهو القرار الذي أقدم عليه رئيس أركان الجيش إيال زامير وقائد سلاح الجو تومر بار.
وقال شرعابي: "عندما يسحب رجل توقيعه ويلتحق بالاحتياط، هل تغير رأيه؟ الإجابة واضحة. لذلك، أعتقد أن خطوة قائد القوة للانتقام من أشخاص عبّروا عن آرائهم كمدنيين خطوة خاطئة تمامًا. ستكون نتيجتها إضعاف سلاح الجو".
وعن تأثير خطوة جنود الاحتياط، قال العقيد (احتياط) أورن زيني، لإذاعة "103 أف ام" المحلية، الجمعة، تعليقًا على الموقعين على رسالة الطيارين: "لقد ثبت أن قوات الاحتياط ليست جزءًا لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي فحسب، بل هي العامل الرئيسي فيه".
وتابع متسائلا "هل كانت الحرب لتتقدم لولا قوات الاحتياط؟"
وكانت إسرائيل جندت نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة بالحرب منذ شنها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال آفي أشكنازي، المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" لذات الإذاعة: "الرسالة لم تدع إلى الرفض (رفض الخدمة بالجيش)، من المهم أن يعرف الجمهور هذا، فالموقعون على الرسالة يريدون أن يعرفوا إلى أين نحن ذاهبون بعد عام ونصف من القتال وإعادة المختطفين حتى لو كان ذلك ثمنه وقف القتال".
بدوره، قال عضو الكنيست من حزب "الديمقراطيون" المعارض جلعاد كاريف، في منشور على منصة "إكس"، الخميس: "رسالة الطيارين دعوة واضحة وشجاعة لإنهاء الحرب، من أجل عودة المختطفين، ومن أجل الجنود النظاميين والاحتياط، ومن أجل الصورة الأخلاقية للمجتمع الإسرائيلي وقيمه الأساسية".
وأضاف كاريف: "بعد عام ونصف من الكارثة الرهيبة، ترسل نفس الحكومة الفاشلة والمهجورة جنود الجيش الإسرائيلي إلى الحرب دون أي استراتيجية، ودون أي خطة واضحة، والأهم من ذلك - دون أي استعداد للقيام بخطوات سياسية تكميلية من شأنها أن تسمح بإنهاء أطول حرب في تاريخ دولة إسرائيل".
وتابع: "الرافضون الوحيدون هم نتنياهو وشركاؤه القوميون الفاسدون. رافضو الصفقة. رافضو التحقيق من قبل لجنة التحقيق. رافضو الانتخابات الذين يرفضون المفاوضات السياسية".
ولكن الرسائل تمثل أيضا تحديا للرئيس الجديد للأركان إيال زامير الذي وجد نفسه في مواجهة انتقادات بعد إقالة جنود احتياط من سلاح الجو وقعوا الرسالة.
وكتب المحلل في صحيفة "يديعوت احرونوت" يوسي يهوشع، الجمعة: "في الواقع، آخر ما كان يحتاج إليه رئيس الأركان وقائد القوات الجوية هو تجدد التوتر مع جنود الاحتياط على خلفية الشكوك ضد الحكومة".
وفي هذا السياق، أشار يهوشع، إلى استمرار الحرب في غزة والتوترات في سوريا والمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وقال: "هذه القضايا المعقدة والمهمة، التي يكون فيها كل قرار مسألة حياة أو موت، انتقلت إلى مكان ثانوي على جدول الأعمال بعد رسالة من سلاح الجو، الذين زعموا أن الحرب في غزة (سياسية)، وطالبوا بإنهائها فورا من أجل إعادة جميع الرهائن".
وأضاف: "رئيس الأركان على حق، وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء ووزراء آخرين صعبوا عليه الأمر بإصرارهم على وسم الرسالة بأنها (رفض) يطمح زامير إلى إبعاد كل أنواع السياسة عن الجيش".
وأشار يهوشع، إلى أنه "في الوقت نفسه، تتطلع المؤسسة الأمنية إلى سلطنة عمان، حيث من المفترض أن يقود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الممثلين الأمريكيين إلى محادثات مع إيران، التي يمثلها وزير الخارجية عباس عراقجي".
وقال: "في هذه المرحلة، لا يهم حقا ما إذا كان نتنياهو على علم بالمحادثات مسبقا، كما يدعي، بل ما خلص إليه في المحادثة المغلقة مع الرئيس ترامب، خاصة في السيناريو الأكثر ترجيحا حال فشل المحادثات".
وأضاف يهوشع: "وبما أن هذه إدارة أمريكية فوضوية ولا يمكن التنبؤ بها، تهدد بتدمير إيران في لحظة وتسرع إلى المحادثات في اللحظة التالية، فإن المؤسسة الأمنية مهتمة وحريصة على الاستعداد لاحتمال شن هجوم مع الأمريكيين أو بدونهم، وبالطبع للدفاع ضد احتمال وقوع هجوم إيراني".
ومنذ الخميس، تتوالى العرائض المطالبة باستعادة الأسرى ولو كان ثمن ذلك وقف الحرب على غزة، وهذا من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة وآخرين متقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة.
فيما توعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض، معتبرين أنها "تقوي الأعداء في زمن الحرب"، ناعتين إياها بـ"التمرد" و"العصيان".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.