خبير مغربي: اللوبي الإسرائيلي بالغرب وراء دعم حرب غزة (مقابلة)
أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس: مجريات الميدان حاسمة في تحديد مآلات الحرب الدائرة في غزة

Rabat
الرباط / الأناضول
** أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس:- مجريات الميدان حاسمة في تحديد مآلات الحرب الدائرة في غزة
- ضعف الدول العربية وتشتتها ودخول بعضها باتفاقات مع إسرائيل قيد من أي مساهمة لها
- عامل الزمن ليس في صالح إسرائيل بعدما توسع التضامن الشعبي مع الفلسطينيين لدى الغرب
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد لا تصمد أمام حرب طويلة الأمد بسبب خسائر الاقتصاد والأسرى
قال سعيد الصديقي، الخبير المغربي بالعلاقات الدولية، إن اللوبي الإسرائيلي لدى الغرب يفسر الدعم غير المشروط لأغلب الحكومات الغربية لإسرائيل في أزمة الحرب على قطاع غزة.
وأوضح الصديقي في مقابلة مع الأناضول، أن "ضعف الدول العربية وتشتتها، ودخول بعضها في اتفاقيات ومشاريع مع إسرائيل قيّد من أي مساهمة فعالة لها حتى الآن في رفع الظلم عن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس (حكومية): "عادة ما يكون لمنظمة الأمم المتحدة دور محدود جدا في سير الأحداث الدولية الكبرى، ولا تكون مساهمتها إلا بعد أن تتوافق أطراف الصراع على صيغة معينة للحل".
وفجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة، ردا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي حربا فتاكة على قطاع غزة المحاصر، استهدف فيها البنية التحتية ودمر أحياء فوق ساكنيها، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء ومئات الآلاف من النازحين.
تعطل مجلس الأمن
وبيّن خبير العلاقات الدولية أن "هذه الأزمة كغيرها من الأزمات الدولية الكبرى التي تشهد استقطابا دوليا كبيرا، تعطل مجلس الأمن بسبب عدم التوافق بين الولايات المتحدة من جهة وكل من الصين وروسيا من جهة أخرى على اتخاذ قرارات ملزمة بشأنها".
واستدرك قائلا: "مع ذلك فإن منظمة الأمم المتحدة، في شخص أمينها العام وبعض وكلاتها وموظفيها السامين، كان لها دور مهم جدا في فضح المجازر التي ترتكبها إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وتابع: "ولعل الدعوة المتكررة لمندوب إسرائيل لدى منظمة الأمم المتحدة، لاستقالة أمينها العام دليل على دور هذا الأخير في فضح الجرائم الإسرائيلية، ويساهم هذا أيضا في توعية الرأي العام الدولي بالحقائق وتوسيع مجال دعم والتعاطف مع سكان غزة والقضية الفلسطينية عموما".
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروعي قرارين اقترحتهما الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفجر اليوم الخميس، وفي محاولة ثالثة، وافق مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بـ"وقف فوري وممتد" للاشتباكات في غزة.
مآلات الحرب على غزة
وبخصوص مآلات ومستقبل الحرب على غزة، أشار الصديقي إلى أنه "من الصعب توقع أي مآل محدد لهذه الأزمة".
وبالنسبة للإسرائيليين، اعتبر أنهم بالغوا في تحديد سقف أهدافهم، وسيستمرون في التدمير والقتل طالما يتمتعون بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة، لكن عامل الزمن ليس في صالحهم بعدما توسع التضامن الشعبي مع الفلسطينيين في الدول الغربية بسبب صور الجرائم البشعة التي يتعرضون لها.
وتابع: "كما أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد لا تصمد أمام حرب طويلة الأمد بسبب الخسائر الاقتصادية والوضع الغامض للأسرى وارتفاع عدد قتلى الجنود الإسرائيليين".
ومن جانب المقاومة، اعتبر الصديقي أنه لا يستطيع أحد أن يتكهن بقدراتها في الصمود لأسابيع أخرى، لذلك فإن مجريات الميدان حاسمة في تحديد مآل الحرب.
وأوضح قائلا: "فكلما صدمت المقاومة كلما شكل ضغطا كبيرا على الإسرائيليين الذين قد يضطرون خلال الأيام أو الأسابيع القادمة أمام صمود المقاومة وطول أمد الحرب إلى قبول صيغة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار".
وفقدت إسرائيل قرابة 950 ألف وظيفة في سوقها منذ شنها حربا على قطاع غزة، إلى جانب مئات الآلاف غير القادرين على الوصول إلى أماكن عملهم في مستوطنات غلاف غزة، وفي الشمال على الحدود مع لبنان.
ومنذ 41 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.