
Israel
رغم تعيينه قبل 150 يوما رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا أن إيال زامير قد يستقيل من منصبه بسبب سياسات الأخير.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إن زامير "يقف على مفترق طرق حاد في علاقته مع المستوى السياسي".
وأشارت إلى أنه "يمتلك رصاصة واحدة في بيت النار"، في تعبير مجازي يُفهم منه أن الاستقالة قد تكون خياره الوحيد المتبقي في حال تعثّر المفاوضات.
ويأتي هذا التوتر بالتزامن مع انتهاء أول 150 يوما لزامير في منصبه، وسط تصاعد الخلافات مع حكومة نتنياهو بشأن طريقة إدارة ملف الأسرى المحتجزين في غزة، واستمرار العمليات العسكرية دون خارطة طريق سياسية واضحة.
وبحسب الصحيفة، فإن الأزمة الحالية "تتجاوز الخلافات المؤسسية المعتادة"، وتفاقمت إثر تصريحات وسلوكيات صدرت عن عدد من الوزراء خلال اجتماعات المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، والتي وصفت بأنها تمثل "إهانة مؤسسية" للجيش.
وأضافت الصحيفة أن التوصل إلى صفقة تبادل قد يخفف من حدة الأزمة داخل المؤسسة الأمنية، لكن استمرار الفشل في هذا الملف "قد يدفع زامير إلى إعادة النظر في استمراره بمنصبه".
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة (12) العبرية الخاصة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن زامير "أعرب صراحة عن استيائه من تفاقم التوتر بين القيادتين السياسية والعسكرية"، وطالب القيادة السياسية باتخاذ قرارات واضحة بشأن استمرار الحرب على قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو "يميل إلى تجنّب اتخاذ قرارات حاسمة"، ما يُلقي بعبء إدارة الميدان على المؤسسة العسكرية، في ظل غياب التوجيه السياسي الواضح.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع جولة مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل، انطلقت في 6 يوليو/تموز الماضي بالدوحة، برعاية قطرية ومصرية، وبدعم أمريكي، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا مؤخرًا سحب فريقيهما من المحادثات للتشاور، ما فُسّر على أنه مؤشر على تعثّر العملية.
وفي 5 مارس/ آذار الماضي أدى زامير اليمين خلفا لهرتسي هاليفي خلال مراسم حضرها نتنياهو الذي منحه رتبة فريق ليصبح الرئيس الـ24 لأركان الجيش الإسرائيلي.
والأربعاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن اجتماع "الكابينيت" الذي عقد الثلاثاء، "شهد مواجهات حادة بين وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش سموتريتش وزامير، حينما حذر الأخير من أن احتلال قطاع غزة بشكل كامل سيستغرق سنوات، واستمرار الغارات المركزة، وهو ما أثار غضب وزير المالية".
ورد عليه سموتريتش بـ"إننا نفتقد (رئيس الأركان السابق هرتسي) هاليفي مهاجما إياه بلهجة حادة"، في إشارة واضحة إلى التوترات المستمرة بين سموتريتش وقادة الجيش، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أن سموتريتش "سبق له مهاجمة هاليفي، ويبدو الآن أنه يستخدم الأسلوب نفسه ضد زامير، على خلفية خيبة أمله من خطط عمل الجيش في غزة".
وأشارت إلى أن سموتريتش "يحتج دوما على الأصوات الداعية للاكتفاء بالغارات في قطاع غزة ويطالب بمواصلة الحرب على القطاع".
ومساء الاثنين، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن نتنياهو عرض على "الكابينيت" خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة، بزعم محاولة إبقاء سموتريتش بالحكومة بعد تلويحه بالاستقالة إثر مزاعم تل أبيب عن "سماحها" بإدخال مساعدات للقطاع.
يأتي طرح احتلال أجزاء من غزة، عقب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، في إشارة إلى انسحاب رئيس الوزراء السابق أرييل شارون أحادي الجانب من غزة عام 2005.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 208 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.