الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

إسرائيل.. تصاعد المطالب بوقف إبادة غزة للحفاظ على الأسرى (تقرير إخباري)

- 600 مسؤول إسرائيلي سابق طالبوا ترامب بإجبار نتنياهو على وقف الإبادة بغزة

Khaled Yousef  | 04.08.2025 - محدث : 04.08.2025
إسرائيل.. تصاعد المطالب بوقف إبادة غزة للحفاظ على الأسرى (تقرير إخباري)

Quds

خالد يوسف / الأناضول

- 600 مسؤول إسرائيلي سابق طالبوا ترامب بإجبار نتنياهو على وقف الإبادة بغزة
- رئيس سابق للاستخبارات: عملية "عربات جدعون" في غزة لم تحقق شيئا
- رئيس سابق للموساد: نختبئ خلف كذب أوجدناه بأنفسنا وهذا الكذب يباع للجمهور

مع استفحال الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وتفشي المجاعة، ووصول الخطر إلى أسرى والجنود الإسرائيليين، تصاعدت مؤخرا أصوات مطالبة بإلزام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة تبادل أسرى وإنهاء مسلسل المماطلات.

تلك الأصوات تركزت في تيارين داخل إسرائيل، تيار المعارضة، وتيار آخر ظهر جليا في صفوف مسؤولين سابقين في الجيش والمخابرات، حينما طالبوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجبار نتنياهو على وقف الإبادة في غزة.

وفي 24 يوليو/ تموز المنصرم انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حركة "حماس" بالدوحة بوساطة قطر ومصر وإشراف الولايات المتحدة، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الإبادة وآلية توزيع المساعدات.

** 600 مسؤول سابق

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية مساء الأحد، إن أكثر من 600 مسؤول عسكري إسرائيلي سابق بعثوا رسالة إلى ترامب يطالبونه بإجبار نتنياهو على إنهاء الإبادة في غزة حفاظا على حياة الجنود والأسرى الإسرائيليين.

ومن بين موقعي الرسالة، وفق الصحيفة، تامير باردو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات "الموساد"، وعامي أيالون رئيس سابق لجهاز الأمن العام "الشاباك"، وماتان فيلنائي نائب رئيس أركان الجيش الأسبق.

في السياق نفسه، أظهر مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل مساء الأحد، 19 مسؤولا عسكريا وأمنيا سابقا دعوا خلاله إلى الوقف الفوري للإبادة في غزة.

واعتبروا الحرب الإسرائيلية على غزة "تجاوزت أهدافها، وتسببت في خسائر كبيرة دون تحقيق إنجازات استراتيجية ملموسة".

ودعا هؤلاء المسؤولين السابقين إلى "وقف الحرب على غزة فورا، وإعادة الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)".

وفي الفيديو، قال عاموس مالكا، وهو رئيس سابق شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، إن "عملية عربات جدعون في غزة لم تحقق أي شيء".

وزعم مالكا إلى أن "الحرب على غزة بدأت عادلة، لكنها أصبحت الآن تقود إسرائيل نحو فقدان أمنها".

ومنذ 17 مايو/ أيار الماضي ينفذ الجيش الإسرائيلي عدوانا باسم "عربات جدعون"، يتضمن الإخلاء الشامل للفلسطينيين من مناطق القتال، بما فيها شمال غزة إلى جنوب القطاع، مع بقاء الجيش بأي منطقة يحتلها، حسب إعلام عبري.

ومنذ إطلاق العملية، أصدر الجيش الإسرائيلي عشرات إنذارات الإخلاء التي طالت مئات آلاف الفلسطينيين شمال وشرق غزة، وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، بزعم أنها "آمنة"، لكنه استهدفها موقعا قتلى وجرحى.

** "نختبئ خلف الكذب"

بدوره، قال داني ياتوم، رئيس سابق لـ"الموساد": "آن الأوان لكي تتوقف هذه الحرب"، وفق مقطع الفيديو.

وهو ما اتفق معه تامير باردو، رئيس سابق لـ "الموساد" أيضا، حينما قال: "نختبئ خلف كذب أوجدناه بأنفسنا، وهذا الكذب يباع للجمهور".

أما يورام كوهين، وهو رئيس سابق لـ "الشاباك"، قال إن "إسرائيل دفعت أثمانا في حرب غزة، هناك إصابات وقتلى أكثر من اللازم، وإنجازاتنا محدودة للغاية".

وعلى النهج ذاته، قال وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق موشيه بوغي يعالون، إن حكومة بنيامين نتنياهو "تقود إسرائيل باتجاه غير واقعي"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وادعى يعالون أن تل أبيب "أنهت القتال العسكري في قطاع غزة منذ أكثر من عام"، معتبرا "ما يحدث الآن حرب عصابات".

ورغم تواصل عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي في غزة، زعم يعالون أنه "تم تفكيك حماس".

بالتوازي مع ذلك، قال يعلون عبر منصة "إكس"، الاثنين، إن "تحرير الرهائن عبر الحسم العسكري في غزة يعني التخلي عنهم وتركهم لمصيرهم، والتضحية بعشرات الجنود الآخرين، من أجل استمرار حكم الائتلاف".

ومتحدثا عن نتنياهو، قال يعالون، إن "تأثره بوضع الأسرى، بحسب مقاطع الفيديو التي نشرتها حماس، لم يدفعه إلى عقد اجتماع للكابينت (الوزاري المصغر)، بهدف كسب المزيد من الوقت في الحكم".

وتابع: "من خدع شعب إسرائيل بنصر مطلق عبر عملية عسكرية دون خطوة سياسية مكملة، لا يزال يضلل الشعب من أجل التمسك بالحكم ،وهو مسؤول عن تقصير أخطر من مجزرة 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023".

ولم يكتف موشيه يعالون بذلك، بل اعتبر أن الإبادة الإسرائيلية في غزة "الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل".

ودعا إلى إزاحة "حكومة المتدينين المتطرفين، والمتهربين من الخدمة العسكرية (الحريديم)، والفاسدين بأسرع وقت، قبل وقوع الكارثة".

** المعارضة أيضا

من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لابيد، الاثنين، إن القيادة السياسية تجر إسرائيل إلى حرب أبدية في قطاع غزة دون إعادة الأسرى، وفق إذاعة الجيش.

وزعم لابيد: "كنا على حق في خوض هذه الحرب، لكنها أصبحت بلا جدوى، فهي تسحق جهودنا الدولية ولا تُعيد المختطفين".

وأوضح أن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يريدان احتلال غزة.

من جانبه، قال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" عبر منصة "إكس"، إن "نتنياهو يريد البقاء السياسي دون أي اعتبار للجنود الإسرائيليين".

وأوضح ليبرمان، أن "الجنود يضحون بكل شيء من أجل أمننا، والحكومة تضحي بكل شيء لبقائها السياسي".

يأتي ذلك، بينما حذّر رئيس أركان الجيش إيال زامير، من أن "أي عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر"، وفق القناة 13 العبرية.

وأضافت القناة، الأحد، أن هذا التحذير يأتي في وقت تتجه فيه الحكومة لتوسيع العمليات بالقطاع بعد تعثّر المفاوضات مع حركة حماس.

ونقلت القناة عن مصادر أمنية مطلعة لم تسمها، قولها إن زامير، أبلغ مقربين منه بأنه "لن يسمح بعمليات قد تُعرّض حياة الأسرى للخطر"، مؤكداً الحاجة إلى أوامر واضحة من المستوى السياسي تخدم أهداف الحرب.

ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın