دولي, التقارير, إسرائيل

إسرائيل ترى في الاتفاق النووي مع إيران "كارثة استراتيجية" (تقرير)

تحاول إسرائيل التأثير على الموقف الأمريكي بشأن الاتفاق الدولي المتبلور مع إيران والذي ترى مؤسستها الأمنية فيه "كارثة استراتيجية" ولكنها تبدو وكأنها وصلت الى حائط منيع

24.08.2022 - محدث : 24.08.2022
إسرائيل ترى في الاتفاق النووي مع إيران "كارثة استراتيجية" (تقرير)

Quds

القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

تحاول إسرائيل التأثير على الموقف الأمريكي بشأن الاتفاق الدولي المتبلور مع إيران والذي ترى مؤسستها الأمنية فيه "كارثة استراتيجية" ولكنها تبدو وكأنها وصلت الى حائط منيع.
لابيد يجري اتصالات هاتفية ويوفد مستشاره للأمن القومي الى واشنطن.
البرفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب للأناضول: التوصل للاتفاق ممكن وإسرائيل تعتقد أنه يمكن أن يكون أفضل.

تُحاول إسرائيل التأثير على الموقف الأمريكي بشأن الاتفاق الدولي المتبلور مع إيران بشأن ملفها النووي، والذي ترى مؤسستها الأمنية فيه "كارثة استراتيجية"، ولكنها تبدو عاجزة عن إفشاله.

وتشير التقديرات القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إلى أن الاتفاق "بات وشيكا".

وبعد أن كانت إسرائيل، وعلى مدى أسابيع، تستبعد هذا الاتفاق، فإنها باتت الآن تتوقعه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

وكانت إسرائيل قد أعلنت الاستعداد لتوجيه ضربات عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، حال تأكدت من أن إيران تقترب من امتلاك السلاح النووي.

ويرى البرفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، أن توصل الغرب للاتفاق مع إيران "ممكن".

وأضاف زيسر في حوار خاص مع وكالة الأناضول: "الطرفان يريدان الاتفاق وعلى الأرجح فإنهم سيوقعونه".

وأضاف في إشارة إلى المحاولات الإسرائيلية لمنع الاتفاق: "إسرائيل تعتقد أنه يمكن أن يكون أفضل، إسرائيل تعتقد أن الاتفاق يجب أن يستند إلى الثقة المتبادلة، وإسرائيل لا تثق بالإيرانيين، ولذا فهي تطالب بالتزامات أكثر حسما ووضوحا، وليس تأجيل تنفيذ الالتزامات الإيرانية".

وكانت إسرائيل قد عارضت الاتفاق الدولي الأول مع إيران في العام 2015، وواصلت معارضته حتى انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وحاليا، تجد إسرائيل نفسها في ذات الموقف، مع الإعلان الأمريكي عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد.

وقال زيسر: "الاتفاق ليس كما تريد إسرائيل، ولكن في النهاية عليها أن تقبل به".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد قد قال في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين: "إسرائيل لن تكون ملتزمة بمثل هذا الاتفاق".

وأضاف، بحسب تصريح مكتوب أرسل مكتبه نسخة منه لوكالة الأناضول: "إسرائيل ستواصل القيام بكل شيء من أجل منع إيران من التوصل إلى قدرات نووية".

وحال تم الاتفاق فإنه سيأتي قبل الانتخابات الإسرائيلية للكنيست في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، دون أن يكون من الواضح مدى تأثيره على هذه الانتخابات.

وقال زيسر، ردا على سؤال عن تأثير ذلك على فرص لابيد ووزير الدفاع في الانتخابات القادمة: "أنا أشك أن يكون له تأثير إلى حد كبير، ولكن (رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب "الليكود" بنيامين) نتنياهو قد يستخدمه".

وأضاف نائب رئيس جامعة تل أبيب: "في الانتخابات، قد يحدث أي شيء".

وقبيل إرسال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إلى واشنطن، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس الاتفاق المتبلور بأنه "سيء، ولن يلزم إسرائيل".

ووصل حولاتا إلى واشنطن، الإثنين، وكان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ولكنّ موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي قال إنه التقى مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان.

بدورها، أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أنه "في ظل التقديرات بأن إيران على وشك التوقيع على الاتفاق النووي، فإن المؤسسة الأمنية متحدة ضده".

ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، لم تسمه قوله: "القيادة العليا في الجهاز الأمني ​​تقريبا باتت الآن متماشية مع موقف رئيس (جهاز المخابرات الخارجية) الموساد، ديفيد برنياع، الذي يرى في الاتفاق كارثة استراتيجية".

وقال مسؤولون أمنيون كبار للصحيفة: "الاتفاق النووي الذي بدأ يتبلور بين إيران والقوى بقيادة الولايات المتحدة اتفاق سيء، وإسرائيل غير ملزمة به، وستواصل العمل من أجل أمنها وكبح جهود إيران النووية".

ولفتت إلى أن برنياع يقول طوال الوقت إن الاتفاقية الناشئة "كارثة استراتيجية"، وإنه يجب بذل كل شيء لإقناع الولايات المتحدة بتجنبها.

وقالت: "لقد انتصر نهج الموساد، خاصة في ضوء حقيقة أن الغرب، بقيادة الأمريكيين، استسلم للإيرانيين في جميع المجالات تقريبًا".

وأضافت: "ربما أثّر هذا الموقف أيضًا على موقف القيادة السياسية، وهو السبب الحقيقي للإيفاد المتسرع لمستشار الأمن القومي الدكتور إيال حولاتا إلى واشنطن، حيث سيلتقي مع كبار المسؤولين الحكوميين".

وتابعت: "كما زاد رئيس الوزراء يائير لابيد مؤخرًا من نشاطه في هذا المجال، بدءًا برسالة قاسية نشرها نهاية الأسبوع الماضي وانتهاءً بالمحادثات التي يجريها مع قادة القوى حيث تحدث أمس مع الرئيس إيمانويل ماكرون والأسبوع الماضي مع المستشار أولاف شولتز وآخرين".

واعتبرت الصحيفة أن كل ما يحققه الاتفاق في الوقت الراهن هو "عامان ونصف العام حتى يحين الوقت الذي يمكن فيه لإيران استئناف سباقها النووي، وهذه المرة برعاية دولية".

وقال مسؤول أمني رفيع للصحيفة: "هذا اتفاق كارثي سيلحق ضررا كبيرا ليس فقط بإسرائيل، بل بالمنطقة بأسرها".

وقالت الصحيفة: "لا تستطيع إسرائيل التأثير على القرار الأمريكي بالذهاب إلى الاتفاقية بأي ثمن، تمامًا كما فشلت في التأثير على قرار إدارة باراك أوباما بالتوقيع على الاتفاقية في عام 2015، لكنها تستطيع على الأقل تحذير العالم من التوقيع".

وأضافت: "تشير التقديرات إلى أنه في الأيام المقبلة سيكون هناك من سيتحدث علنًا وبحزم ضد الاتفاق في إسرائيل، على المستوى السياسي والعسكري والأمني".

ولفتت إلى أن "التقدير المتشائم الآن في المؤسسة الأمنية، هو أنه من المتوقع توقيع الاتفاقية في غضون أسابيع قليلة في ظل القرار الاستراتيجي في كل من العاصمتين، واشنطن وطهران، لمتابعة ذلك بكل قوتهما".

وكانت إسرائيل قد سرّعت من اتصالاتها في محاولة للتأثير على الدول الغربية لعدم الموافقة على الاتفاق.

وكان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد أعلن الثلاثاء، أنه من الممكن التوصل لاتفاق نووي مع إيران، هذا الأسبوع.

وقال بوريل، في تصريح لإذاعة "TVE" الإسبانية إن إيران ردت على المقترح الأوروبي، الأسبوع الماضي، و "وافقت عليه مع إجراء بعض التعديلات".

وأضاف أن "غالبية" الدول المعنية في مفاوضات إحياء الاتفاق وافقت على التعديلات الإيرانية.

ويتوقف نجاح الاتفاق الآن على الرد الأمريكي الذي قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يتوقعه هذا الأسبوع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية "نهائيا"، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف.

وتريد إسرائيل من المجتمع الدولي فرض عقوبات على إيران والتلويح بالخيار العسكري، حال واصلت طهران جهودها لامتلاك السلاح النووي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.