
Dar es Salaam
دار السلام/ طوفلن أقطاش/ الأناضول
أخذت مدينة دار السلام، كبرى مدن تنزانيا، نصيباً من اسمها، نظراً لما يجده أتباع الثقافات والديانات المختلفة من قدر كبير من التسامح والتعايش.
وقد بنى العُمانيون، الذين كانوا يحكمون الساحل الشرقي للقارة الإفريقية في القرن التاسع عشر، مدينة دار السلام، إلى جانب قرية ساحلية صغيرة، كانت تعرف باسم "مزيزيما"، عام 1862، لتصبح واحدة من أكبر وأهم مدن القارة السمراء.
وعلى مرّ السنوات، ارتفع عدد سكانها إلى أن وصل عددهم اليوم إلى نحو 4.5 مليوناً، وذلك بفضل موقعها كونها ميناء للتجارة بين القارة الإفريقية من جهة وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا من جهة أخرى،
ما شكل عنصر ازدهار تجاري وسياحي، وبالتالي عنصر جذب للكثيرين، من مختلف البلدان.
وتحتضن دار السلام، ذات الغالبية المسلمة، مواطنين من ديانات أخرى مثل المسيحية، حيث يمكن للمرء مشاهدة مساجد وكنائس متجاورة في نفس الحي، علاوة على الديانات الوثنية القديمة.
وتعتبر المدينة مركزاً هاماً للتجارة شرقي أفريقيا، بفضل موانئها الكبيرة، حيث يستخدم التجار من رواندا وبروندي والكونغو، موانئ دار السلام، لنقل سلعهم من وإلى بلدانهم.
وعلاوة على ثقلها التجاري، فإن دار السلام تتمتع بطبيعة ساحرة، وحدائق ومحميات طبيعية وسواحل دافئة، تستقطب مئات الآلاف من السياح سنوياً، وتجعل من تنزانيا واحدة من أبرز البلدان الصاعدة في مجال السياحة شرقي أفريقيا.
ولا توجد إحصاءات رسمية لتعداد السكان حسب الأديان في تنزانيا، منذ عام 1967، إلا أن تقديرات أشارت، عام 2007، إلى تقارب أعداد المسلمين والمسيحيين، بحيث يبلغ مجموع أتباع الديانتين 80% من السكان،
فيما يتبع الباقون أدياناً وثنية تقليدية متعددة، بالإضافة إلى وجود قليل لأتباع الديانات الهندية (الهندوسية، البوذية، السيخية).