الثقافة والفن, أفريقيا

متحف "دار السلام" مركز إشعاع ثقافي يؤرخ لتاريخ تنزانيا

كانت مسرحًا لصراعات القوى الاستعمارية المختلفة

Hişam Şabani  | 15.05.2017 - محدث : 15.05.2017
متحف "دار السلام" مركز إشعاع ثقافي يؤرخ لتاريخ تنزانيا

Dar es Salaam

دار السلام/ طوفان أقطاش/الأناضول

وقعت تنزانيا، التي تعد واحدة من أقدم المناطق المأهولة، تحت سيطرة القوى الاستعمارية لعدة قرون، وكانت مسرحًا لصراعات تلك القوى المختلفة.

ويعرض المتحف الوطني التنزاني في دار السلام، أثار مهمة لتاريخ البشرية والعهود الاستعمارية التي سيطرت على البلاد.

تحول المتحف الذي أنشأه المستعمر البريطاني، هارولد ماك ميشال، عام 1934، إلى مركز لتقديم معلومات وافية عن تاريخ تنزانيا وفنونها.

ويذخر المتحف بالكثير من المعروضات المثيرة للاهتمام والتي تعود لملايين السنين، من ضمنها عظام وبقايا كائنات حية عاشت في فترات زمنية مختلفة.

كما يعرض العديد من الصور الفوتوغرافية التي التقطها مبشرون، إضافة لخرائط تاريخية استخدمت خلال حملات التنصير (نشر المسيحية) في البلاد.

المتحف يضم أيضًا بين جنباته موجودات تعود للحقبتين الألمانية والبريطانية، إضافة إلى معروضات ترجع لفترة الاستقلال.

وعن تقسيمات المتحف من الداخل، قال مديره "آتشليس بوفور"، لمراسل الأناضول: إنه يتكون من 7 أقسام، مشيرًا إلى أنه "يعد أول وأكبر متحف وطني في تنزانيا."

وأضاف بوفور بالقول "المتحف يحتوي على قسم لحفظ الاكتشافات الأثرية التي تعكس التنوع الأحيائي في المنطقة، كذلك قسم خاص لحفظ آثار تنجانيقا (البر الرئيسي لتنزانيا) وزنجبار".

وذكر المتحدث أن "الجهود التي بذلها الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي عام 2011، نتج عنها تحويل المتحف إلى مركزٍ ثقافي يعتبر الأهم من نوعه في البلاد".

وحول تاريخ البلاد، أضاف مدير المتحف، أن "العرب المسلمين فتحوا تنزانيا في القرن السابع الميلادي، لتبدأ المنطقة باعتناق الإسلام، كما شهدت تلك الفترة أيضًا إنشاء العديد من دول المدن".

ودولة المدينة هي دولة مستقلة أو ذاتية الحكم تقتصر سيادتها على مدينة. كان هذا الشكل من الدول شائعا خلال العصور القديمة.

وأشار بوفور أن "عددًا لا بأس به من الشيرازيين الإيرانيين الذين ينتمون إلى المذهب الجعفري (الشيعي)، هاجروا مع العرب المسلمين إلى تنزانيا، حتى أنهم أنشأوا سلطنتهم الخاصة هناك، والتي امتدت في أواخر القرن الـ 12 على منطقة شاسعة ضمت الجزر الوردية وزنجبار وجنوبًا وصلت حتى موزمبيق".

ونوه مدير المتحف إلى أن دول المدن الموجودة في المنطقة، تمكنت من تحقيق ثراء اقتصادي بفضل إقامة علاقات تجارية مع السكان الأصليين في المناطق الداخلية، وتجارة العاج والنحاس وإيصالها إلى شبه الجزيرة العربية ومنها إلى مختلف مناطق العالم.

- الاحتلال البرتغالي دام 200 عام

بدأت مرحلة الاستعمار البرتغالي في المنطقة، مع وصول الرحالة الأوائل إلى ساحل شرق أفريقيا منذ بداية القرن الـ 16 الميلادي.

وتمكن البرتغال وبتشجيع من المستكشف البرتغالي، فاسكو دا جاما، من احتلال زنجبار والمدن الساحلية، وكذلك تدمير جزء كبير من مساجد المنطقة، وقتل المسلمين الذين حاولوا التصدي للهيمنة البرتغالية، لتبدأ حقبة استعمار استهدفت المسلمون في ساحل شرق أفريقيا، استمرت ما يقرب من قرنين.

- الدولة العثمانية أرسلت أسطولًا بحريًا لدعم مسلمي المنطقة

ووفقا للمصادر التاريخية، فقد أرسلت الدولة العثمانية بعد ثورة المسلمين ضد البرتغال أسطولًا بحريًا، لكن الحملة فشلت في إنهاء الوجود البرتغالي بالمنطقة.

نجحت البحرية التابعة لسلطنة عُمان، في أواخر القرن الـ 17 الميلادي، من نجدة مسلمي المنطقة، وتم تحريرهم من الوجود البرتغالي باستثناء موزمبيق.

وفي نهاية القرن الـ 19، احتدم الصراع بين القوى الاستعمارية بريطانيا وألمانيا على بلدان شرق أفريقيا، حيث تقاسمت كل من ألمانيا وبريطانيا المنطقة في عام 1890، فكانت تنجانيقا من حصة ألمانيا، فيما أعطيت زنجبار والجزر الوردية لبريطانيا.

تم ذبح مئات الآلاف من الناس -

خاضت شعوب المنطقة نضالًا مريرًا ضد الاستعمار الألماني، الذي لم يتوانَ عن إعدام وقتل المئات من أبناء المنطقة، خصوصًا بعد فشل تمرد للمسلمين بقيادة أبو شيري سالم الحارثي.

ويقدر المؤرخون عدد من قتلوا على يد القوات الألمانية في مناطق باجامويو، وكيلوه، وماجي ماجي في تنزانيا، بنحو 300 ألف شخص.

ومطلع القرن الـ 20 سيطرت بريطانيا على كامل المناطق التنزانية في تنجانيقا وزنجبار، التي تم إخلاؤها لصالح الأمم المتحدة عام 1947.

- نضال عسير للحصول على الاستقلال

بدأت أول مقاومة جدية للدول الاستعمارية عام 1920، وجرى تأسيس جمعية تنجانيقا الأفريقية عام 1929، وعام 1934 تأسيس جمعية تنجانيقا الأفريقية للمجتمع المسلم.

بدأت الاضطرابات تعم مناطق واسعة من البلاد لتتحول إلى مقاومة مسلحة ضد بريطانيا.

اعتبرت الأمم المتحدة مؤسس الاتحاد الوطني الأفريقي في تنجانيقا، جوليوس نيريري، الممثل القانوني للشعبي التنزاني في 9 ديسمبر/ كانون الأول 1962. حيث أعلن الأخير قيام جمهورية تنجانيقا منهيًا بذلك 43 عامًا من الاستعمار البريطاني.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.