أفريقيا, الدول العربية, التقارير

"سد النهضة".. هل يحسم السودان مسار التعثر بورقة تيجراي؟ (تقرير)

غداة تلويح الخرطوم باستخدام "خيارات" أخرى، لحلحلة تعثر مسار مفاوضات سد "النهضة" الإثيوبي

12.01.2021 - محدث : 13.01.2021
"سد النهضة".. هل يحسم السودان مسار التعثر بورقة تيجراي؟ (تقرير)

Sudan

الخرطوم / عادل عبد الرحيم، بهرام عبد المنعم / الأناضول

في تصعيد جديد لمسار المفاوضات المتعثرة لسد "النهضة" الإثيوبي، فتح موقف السودان الباب على مصراعيه أمام خيارات غير معلنة، قد تطال أبواب مجلس الأمن الدولي أو تقتحم الداخل الإثيوبي، وفق مراقبين.

والإثنين، أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، عن تقديم اشتراطات للاتحاد الإفريقي للعودة لمفاوضات "ذات جدوى" في ملف سد النهضة، ملوحا بأن الخرطوم لديها "خيارات" أخرى.

وقال قمر الدين، عقب لقائه رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إن بلاده ستعمل بشكل دؤوب لإيضاح رؤيته أملا بأن تكون الدورة الجديدة للاتحاد الإفريقي في فبراير (شباط) جولة تحقيق ما يصبو إليه وإلا سيكون له خيارات أخرى (لم يعلنها).

جاء ذلك غداة إعلان الخرطوم، فشل اجتماع سداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد "النهضة"، ورفع الأمر للاتحاد الإفريقي.

وفي 4 يناير/كانون ثان الجاري، رفضت الخرطوم مشاركة القاهرة وأديس أبابا، في اجتماع عبر الاتصال المرئي، وقالت إنه لم يقر مطلبها بخصوص تعظيم دور خبراء الاتحاد الإفريقي والمراقبين عبر اجتماعات ثنائية‎.

** الخيار الدولي

ووفق ما رآه محللون بالسودان، فإن الخرطوم قد تطرق باب مجلس الأمن الدولي، لمواجهة التعثر الذي احتدم في ملف مفاوضات السد الإثيوبي مؤخرا.

وفي تصريح للأناضول، رجح الباحث في قضايا منطقة القرن الإفريقي، عبد المنعم أبو إدريس، أن يذهب السودان إلى مجلس الأمن الدولي وأن تتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل أكبر لحل الخلاف.

وأضاف أبو إدريس: "لن تكون الحرب خيار للسودان في أوضاع سياسية واقتصادية لا تسمح له بالدخول في أي معركة غير مأمونة العواقب" .

والإثنين، أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، احتجاج بلاده على مواصلة إثيوبيا عملية ملء السد للعام الثاني بمقدار 13.5 مليار متر مكعب دون الوصول إلى اتفاق.

** مناورة سياسية

ورغم رفع حدة اللهجة الرسمية للسودان في مفاوضات سد "النهضة" مؤخرا، وصف الخبير السياسي والاستراتيجي اللواء أمين إسماعيل مجذوب، ذلك بـ"المناورة السياسية".

وقال مجذوب للأناضول: "السودان ومصر ليس لديهما أي خيارات حيال منع بناء أو تشغيل السد الإثيوبي، كما أن خيار الحرب غير مفيد للأطراف الثلاثة".

وأضاف: "معظم الخيارات تنحصر في تسخين الجبهة الداخلية في إثيوبيا، لا سيما مع الاثنيات التي تعمل ضد رئيس الوزراء آبي أحمد، إضافة إلى محاولة تشويه صورة أديس أبابا لخلق عزلة دولية حول موقفها من السد".

وأشار مجذوب إلى أن الخرطوم تملك الآن ورقة ضغط على أديس أبابا، من خلال إقليم تيغراي الحدودي (يخوض سكانه قتالا ضد الحكومة الإثيوبية الاتحادية).

وتابع موضحا: "السودان يستطيع منع دخول المزارعين إلى مناطق الفشقة الصغرى والكبرى، وإغلاق حدوده مع إثيوبيا ومنع التجارة البينية، في ظل مضاعفة اعتماد إثيوبيا على المحاصيل والمواد البترولية السودانية".

وأضاف: "ربما يكون الآن الهدف التفاوضي للسودان هو نقل الأمر إلى الاتحاد الإفريقي وتكليف الخبراء بإجراء مفاوضات ثنائية بين الأطراف الثلاثة".

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار وإنما توليد الكهرباء.

وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.

​​​​​​​وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın