
Uganda
كمبالا/ جودفري أولوكيا/ الأناضول
- يسعى سكان المناطق الريفية للحصول على ظروف معيشية أفضل في المدن والبلدات
- الكثير منهم ينتهي بهم الأمر في وظائف منخفضة الأجر أو التحول نحو الجريمة
يعد إدوارد كالولي، البالغ من العمر 19 عاما، واحداً من الكثيرين الذين يعيشون في العاصمة الأوغندية كمبالا بعد هجرته من بلدته الريفية على أمل الحصول على حياة مادية أفضل.
بدأ كالولي، أحد سكان حي "كاتوي" الفقير في كمبالا، العمل في جمع الزجاجات البلاستيكية الفارغة لبيعها لمحطات إعادة التدوير بعد مغادرة قريته في منطقة موبيندي، التي تقع على بعد نحو 150 كيلومترًا غربًا.
وفي حديثه للأناضول، قال كالولي: "بعد أن أكملت تعليمي الثانوي، وجدت أنه ليس لدي الكثير لأفعله في القرية، باستثناء مساعدة والدي في العمل في حديقة العائلة، فقررت المجيء إلى كمبالا للبحث عن عمل".
وأضاف: "لكنني فشلت، حتى نصحني أحدهم بالبدء في جمع الزجاجات البلاستيكية المستعملة وبيعها لمصانع إعادة تدوير البلاستيك".
في كل عام، ينتقل العديد من الشباب في المناطق الريفية ممن يكملون تعليمهم الابتدائي والثانوي، ولكنهم لا يستطيعون الانتقال إلى الجامعة بسبب القيود المالية وعوامل أخرى، إلى المراكز التجارية والبلدات والمدن.
ولكن بسبب عدم قدرة الكثيرين منهم على العثور على عمل، ينتهي بهم الأمر بالعمل في وظائف منخفضة الأجر أو التحول نحو الجريمة.
ورغم ذلك، يُنظر إلى النزوح نحو المدن على أنه شرط أساسي للبلد لتحقيق حالة "الدخل المتوسط الأعلى" بحلول عام 2040، وهو الهدف الرئيسي في إطار مجموعة أهداف وطنية معروفة باسم "رؤية 2040".
وفقًا للبنك الدولي، يقدر عدد سكان الحضر في أوغندا بنسبة 24.95 بالمئة في 2020، وأفاد مكتب الإحصاء الأوغندي أن البلاد تشهد حاليا نزوحا نحو المدن بشكل متسارع، وأنه بحلول 2050 ستكون أوغندا من بين أكثر البلدان تحضرا في إفريقيا.
يونس كيزا، عضو المجلس المحلي في كمبالا، قال للأناضول، إنه "بصرف النظر عن المتسربين من المدارس، فحتى أولئك الذين لم يذهبوا إلى المدرسة قط، يعتقدون أنه يمكنهم بسهولة تغطية نفقاتهم عندما يذهبون إلى المدن. إنهم لا يريدون الانخراط في الأنشطة الزراعية، لأنهم يرون أنها وظيفة قذرة".
وأكد أن هذا التفكير أدى إلى هجرة غير منضبطة من الريف إلى المدن، مما أدى بدوره إلى توسع المراكز التجارية في البلدات وفي المدن أيضا.
يعد التصنيع من العوامل التي تؤدي إلى النزوح نحو المدن، فإنشاء العديد من المصانع في المدن يؤدي إلى انتقال الناس من القرى للحصول على وظائف صناعية في المدن.
كما يعد النشاط التجاري، والفوائد والخدمات الاجتماعية، وفرص العمل، والحداثة وتغيير نمط الحياة، والتحول من الريف إلى الحضر، من العوامل التي تساهم في النزوح للمراكز الكبرى.
** جهود حكومية
يقول نيلسون كابالي، مسؤول بوزارة الحكم المحلي، إنه عندما ينمو عدد السكان في المراكز التجارية إلى حوالي 50 ألف شخص، يصبح ذلك المكان "بلدة"، وعندما يرتفع عدد السكان إلى مائة ألف يصبح "بلدية"، وعندما يتجاوز العدد 500 ألف يصبح "مدينة".
وأضاف أنه قبل أن يتمكن المركز الحضري من التقدم إلى الفئة التالية، فإن هناك قضايا يتم أخذها بعين الاعتبار، مثل وجود الأراضي التي يمكن أن تُبنى عليها مراكز شرطة ومواقف سيارات الأجرة ومستشفيات وغيرها من المرافق الهامة.
قبل عامين، كان لدى أوغندا مدينة واحدة فقط، ولكن اليوم لديها 10 مدن، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقا للسلطات.
قبل خمس سنوات، كان لدى أوغندا 70 بلدية، وتضاعفت منذ ذلك الحين إلى أكثر من 150 بلدية.
وعلى العكس من ذلك، تحاول الحكومة إقناع سكان الريف بالبقاء وتطوير مناطقهم من خلال العديد من الحوافز التي أعلن عنها مؤخرا وزير الحكم المحلي أدولف مويسيج.
وفي خطاب عام مؤخراً، قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، إن الحكومة أدخلت "خطط قروض على مستوى المديريات الصغيرة حتى يتمكن الناس في المناطق الريفية من استخدامها لتطوير أنفسهم أثناء تواجدهم في قراهم".
وأكد أن الحكومة تعمل أيضًا على البنية التحتية، مثل الطرق في المناطق الريفية، وإدخال الخدمات الاجتماعية لتشجيع السكان على البقاء في القرى والعيش بشكل مريح.