الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, لبنان

زيارة عبد اللهيان إلى لبنان.. 3 رسائل سياسية واقتصادية (تحليل)

في لحظة محلية وإقليمية حساسة، حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الحديث عن انفراجات في العلاقات بين لبنان ودول الخليج بعد أشهر من التأزم.

28.03.2022 - محدث : 28.03.2022
زيارة عبد اللهيان إلى لبنان.. 3 رسائل سياسية واقتصادية (تحليل)

Beyrut

بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول

-الرسالة الأولى هي طمأنة حلفاء طهران بأن أي اتفاق نووي مع واشنطن لن يؤدي إلى تغيير بموقف إيران الداعم لحلفائها بالمنطقة.
-الثانية هي فرض تهدئة سياسية في محاولة لاستدراج السعودية الى لبنان، كي تتعاطى الرياض بواقعية مع النفوذ الإيراني هناك.
-الثالثة هي القول للحكومة اللبنانية إن إيران جاهزة للتواصل والتعامل معها والدخول بمشاريع واستثمارات تتعلق بالنفط والكهرباء.
 

في لحظة محلية وإقليمية حساسة، حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الحديث عن انفراجات في العلاقات بين لبنان ودول الخليج بعد أشهر من التأزم.

ووصل عبداللهيان بيروت الخميس قادماً من دمشق، ليعلن في أول تصريح له من العاصمة اللبنانية أن "التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والدول الكبرى، سينعكس ايجاباً على سائر المنطقة".

هذه الزيارة رأى فيها محللون أنها تحمل أبعاداً محلية وإقليمية، و3 رسائل سياسية واقتصادية تخص لبنان والمنطقة.

وتأتي الزيارة قبيل نحو شهر ونصف من الانتخابات البرلمانية اللبنانية، وتزامناً مع بروز حلحلة للخلافات اللبنانية – الخليجية، إضافة الى التقدم بالمفاوضات النووية.

*** تعزيز للنفوذ السياسي والاقتصادي

بحسب مراقبين، فإن طهران تسعى الى تعزيز نفوذها في لبنان سواء من خلال الدخول بمشاريع حيوية كقطاع الطاقة أم من خلال حلفائها الذين يتطلعون إلى حصد أكثرية برلمانية في الانتخابات المقرر إقامتها في 15 مايو/أيار المقبل.

المحلل والكاتب السياسي منير الربيع رأى أن زيارة عبداللهيان هي تأكيد على الحضور الإيراني في لبنان وسوريا، وبأن طهران لا تزال تحافظ على علاقات ممتازة مع بشار الأسد رغم زيارة الأخير إلى الإمارات الأسبوع الماضي.

*** طمأنة الحلفاء

أما بشأن زيارة لبنان تحديداً، فقال الربيع في حديثه للأناضول إنها تحمل ثلاثة رسائل، الأولى هي طمأنة حلفاء طهران بأن أي اتفاق نووي مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى تغيير في موقف إيران الداعم لحلفائها في المنطقة.

من بين التطمينات هي عدم المساومة على "حزب الله"، خصوصاً أن طهران في المفاوضات مع واشنطن تطلب رفع "حزب الله" عن لائحة "الإرهاب" الأمريكية، وكذلك "الحرس الثوري" الإيراني، بحسب الربيع.

الرسالة الثانية، بحسب قول الربيع، هي فرض تهدئة سياسية في محاولة لاستدراج السعودية الى لبنان، كي تتعاطى الرياض بواقعية مع النفوذ الإيراني بلبنان، وبأن "حزب الله" سيحقق فوزاً بالانتخابات يتكرس في المرحلة المقبلة.

وتقول عواصم خليجية، بينها الرياض، إن إيران تسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، عبر حليفتها جماعة "حزب الله"، وهو ما تنفي طهران والجماعة صحته.

*** مشاريع الطاقة

أما الرسالة الثالثة التي حملتها زيارة الوزير الايراني الى بيروت، فهي القول للحكومة اللبنانية، ان إيران جاهزة للتواصل والتعامل معها والدخول في مشاريع واستثمارات تتعلق بالنفط والكهرباء، وفق المتحدث ذاته.

واشار الربيع إلى أنه من خلال ذلك تسعى إيران لتثبيت نفوذها السياسي وتحوله إلى جزء من العلاقات الاستراتيجية من خلال حضورها في قطاعات أساسية بالمرحلة المقبلة مثل قطاع الطاقة.

وكان الوزير الإيراني كشف فور وصوله إلى لبنان في تصريحات صحفية أنه طرح على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عندما التقى به في منتدى ميونيخ قبل نحو شهر، استعداد إيران للمساهمة في بناء محطتين لتوليد الطاقة في لبنان، والتعاون بمجالات أخرى.

***التقارب اللبناني - الخليجي لا يتعارض مع طهران

المحلل السياسي قاسم قصير، رأى أن زيارة عبد اللهيان إلى لبنان غير مرتبطة بالتقارب اللبناني - الخليجي الأخير، إنما تتعلق بالتطورات الإقليمية وملف المفاوضات النووية.

وبعكس ما يعتقد البعض، فإن إيران ليس لديها مشكلة بالتقارب العربي - اللبناني، لأن هذا التقارب يدعم القوى اللبنانية الموجودة في السلطة ومن ضمنها حلفاء طهران "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، بحسب ما قال قصير للأناضول.

وبعد نحو 6 أشهر من التأزم الدبلوماسي على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول حرب اليمن، بدأت الأسبوع الماضي تظهر بوادر حلحلة من خلال بيانات متبادلة بين بيروت والرياض.

والأربعاء الماضي، قال ميقاتي إن "الغيمة" التي خيّمت على علاقات لبنان بدول الخليج إلى "زوال قريباً"، على إثر مبادرة قدمتها الكويت أواخر 2021، تتضمن مطالب خليجية من بيروت بينها عدم التدخل في الشؤون الخليجية والعربية عامة.

*** العقوبات على إيران تعرقل التعاون معها

وقال قصير انه "في حال أُبرم الاتفاق النووي من جديد وأزيلت العقوبات عن ايران، لن يعد هناك مبررات لبنانية لعدم قبول مساعدات من ايران او التعاون معها، خشية العقوبات.

وبذلك تكون هذه الزيارة ممهدة لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي، مع تأكيد طهران على أنها لا تزال مستعدة للتعاون مع لبنان ودعمه، وهذا ما اعلنه صراحة الوزير الايراني، وفق قصير.

*** تزاحم دولي على المشاريع في لبنان

اما المحلل السياسي توفيق شومان، فاعتبر أن الزيارة الإيرانية تصب في خانة العروض التي تقدم إلى لبنان للاستثمار في قطاعات أساسية كقطاع الطاقة، من ضمن التزاحم الدولي للاستثمار في لبنان في ظل أزمته السياسية والاقتصادية.

وقال شومان ان العروض الايرانية في هذه المجالات لا تختلف عن تلك التي قدمتها دول اقليمية واجنبية، ومعظمها مرتبط في قطاع الطاقة.

هنا، الإيرانيون يقولون إنه بما أن هناك مجموعة من العروض الإقليمية والأجنبية للبنان، فإن إيران مستعدة بدورها للدخول في تلك المشاريع، بحسب شومان.

*** الرد اللبناني ينتظر رفع العقوبات

ولفت شومان إلى أن الرد اللبناني تجاه ذلك معروف، وهو ما سربته أوساط قريبة من ميقاتي مؤخراً من أن هذه العروض يمكن دراستها بعد رفع العقوبات عن طهران.

وبذلك تسعى طهران لتكريس وجودها الاقتصادي والتجاري في لبنان على مختلف المستويات، كما تحاول قوى أجنبية أخرى غيرها إلى ذلك، من خلال عقود تجارية ومشاريع استثمارية، وفق شومان.

وعلى إثر أزمة اقتصادية طاحنة منذ اكثر من عامين، يعاني لبنان نقصاً حاداً في الوقود والطاقة ما يؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنشآت لساعات طويلة في اليوم، بينما تتطلع البلاد الى التنقيب عن النفط والغاز مقابل سواحلها.

*** تمهيد للانفتاح على السعودية

أما على الصعيد الإقليمي، لفت شومان إلى أن زيارة عبد اللهيان إلى بيروت تمهد أيضاً لعلاقة انفتاحية بين إيران والدول العربية، في ظل المحادثات بين الرياض وطهران.

وكان عبداللهيان أشار في تصريحاته من بيروت الى الحوار الإيراني السعودي الذي يحصل في بغداد، قائلاً "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية".

​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.