لاهاي / الأناضول

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله أن يتحول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران إلى "هدنة دائمة"، داعيا "الجميع" لتحمل المسؤولية والمساهمة بجدية كي يتحقق السلام في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بمدينة لاهاي الهولندية.

وأضاف أردوغان أن جميع الأحداث التي تهيمن على الأجندة الدولية تقريبا تقع في محيط تركيا القريب، مبينا أنهم يسعون جاهدين لإبقائها بعيدا عن جميع هذه الأزمات.

الرئيس التركي رحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مبينا أنهم ينتظرون التزام الأطراف به "دون شروط".

وأوضح أن التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران عرض المنطقة لمخاطر كبيرة، مبينا أن تركيا أجرت اتصالات دبلوماسية مكثفة منذ اللحظة الأولى للأزمة.

وأكد أن "حل المشكلات مع إيران ممكن من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، ومنطقتنا مليئة بالأمثلة إزاء أنه لا يمكن الوصول لأي نتيجة من خلال الحروب والدمار".

وبشأن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، قال أردوغان إن "هجمات إسرائيل حولت المأساة في غزة إلى كارثة إنسانية"، لافتا إلى أنه "لا يمكن لأي صاحب ضمير التزام الصمت أمام هذه الوحشية".

وشدد على أنه "كما هو الحال مع جميع دول المنطقة فإن أمن إسرائيل مرتبط باستقرار وسلامة وازدهار جيرانها".

ودعا الرئيس التركي إسرائيل إلى التراجع عن موقفها الذي انتهجته في غزة.

ولفت إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف غاية في الصعوبة، وسط الركام وتحت وابل مستمر من القصف.

وأفاد أردوغان بأن الحكومة الإسرائيلية تمنع دخول حتى أبسط المواد الأساسية إلى غزة.

وانتقد التزام المجتمع الدولي الصمت أمام مقتل الأطفال في غزة، مضيفا: "عندما ينام الأطفال نلزم الصمت، لا عندما يُقتلون".

ودعا "كل من يقدّر قيمة الحياة الإنسانية إلى رفع صوته في وجه الظلم"، مبينا أن المجتمع الدولي وخاصة المؤسسات المعنية بالأمر، فشل في إيقاف جرائم إسرائيل.

إلى ذلك، قال أردوغان إن إسرائيل التي لا تعترف بأي قواعد وتنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، تواصل ارتكاب انتهاكات جديدة يوما بعد يوم.

وشدد على أهمية إدراك تل أبيب أنه لا يمكنها تأمين سلامة الإسرائيليين من خلال زعزعة استقرار المنطقة.

زاد: "ما يجري يذكّرنا مجددا بأن الحل القائم على دولتين تتمتعان بوحدة جغرافية ضمن حدود عام 1967، بات أمرا لا مفر منه".

في السياق، أكد الرئيس التركي أن هدف بلاده هو إرساء "مناخ من السلام تعيش فيه جميع الشعوب وجميع الأديان جنبا إلى جنب في وئام وسلام".

وحذر من أن التهديدات والأزمات في الشرق الأوسط تزداد خطورة يوما بعد يوم، مردفا: منطقتنا مليئة بالأمثلة التي تُثبت أن الحروب والدمار والعدوان والتهديد لم تؤدِ إلى أي نتيجة.

وفي ردّه على سؤال صحفي عما إذا كان حلف الناتو سيدافع عن تركيا في حال تعرّضها لهجوم إسرائيلي، قال أردوغان إن بلاده، ما لم تتعرض لأي هجوم، وهو أمر غير وارد حاليًا، تُعد دولة سلام في المنطقة وتبذل كل جهودها لترسيخ السلام الإقليمي.

وأكد أن تركيا، إلى جانب ذلك، ستواصل الوقوف في وجه "الممارسات الإسرائيلية غير المقبولة والتي لا تُحتمل".

واستطرد: وقفنا دائما إلى جانب المظلومين وضد الظالمين، كما هو الحال في غزة، وسنواصل هذا النهج.

وتطرق أيضا إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، مشيرا إلى أن المساعدات العينية لم تصل إلى القطاع منذ شهور.

وأوضح أن إسرائيل لا تسمح حتى للصليب الأحمر الدولي بإدخال المساعدات إلى غزة.

ودعا أردوغان الدول الكبرى للوقوف في وجه إسرائيل والحيلولة دون مواصلة حربها على غزة.

يتبع ///