الدول العربية

"كابوس التعذيب" لا يُفارق مخيله السوريات الناجيات من سجون النظام

لولا مات زوجها كمدا بعد أن تحرشو بها أمامه، ومنى اشترت حريتها بعد 4 أشهر من التعذيب، وناشطون دوليون يطالبون بالإفراج الفوري عن النساء والأطفال في معتقلات سوريا

21.02.2019 - محدث : 22.02.2019
"كابوس التعذيب" لا يُفارق مخيله السوريات الناجيات من سجون النظام

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

لا يفارق كابوس التعذيب مخيلة الناجيات السوريات من سجون النظام، وما شاهدته أعينهن في معتقلات النظام من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وشهدت مدينة إسطنبول، الخميس، اجتماعا حضره قرابة ألفين من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وبدعم من نشطاء "حركة الضمير" من 105 دول، من أجل إطلاق سراح النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام السوري.

وحضر الاجتماع ناجيات من سجون النظام السوري، بعد مكوث سنوات فيها.

وقالت "لولا خليل آغا"، للأناضول، إنها اعتلقت لثلاث سنوات في سجون النظام السوري، مع زوجها في حلب، ونقلوا بعدها إلى سجن "عدرا" في دمشق.

وأضافت "بقيت في سجون حلب لمدة عام تقريبا، ومن ثم نقلونا إلى سجن عدرا، وبقيت فيها لأكثر من عام، وعلمت أن زوجي أيضا تم جلبه إلى السجن ذاته".

وأشارت لولا، إلى أن عساكر النظام كانوا يعذبونهم بطرق مختلفة وبشكل يومي، سواء كان تعذيبا بدنيا أو نفسيا.

وأردفت "قالوا لي إن زوجي معتقل في السجن أيضا، وسمحوا لي برؤيته، عندما رأيته لم أستطع التعرف عليه، كان وضعه سيء جدا، هددوه بأنهم سيتحرشون بي، كانوا يُعذبوننا لساعتين يوميا".

وتابعت "كانوا يُعلقوننا بسقف السجن، ومن ثم يضربوننا بالعصي حتى يُغمى علينا، ومن ثم يُعذبوننا بالصعق الكهربائي، وبعدها يُعيدوننا إلى زنزانتنا مجددا، كان هذا يتكرر كل يوم".

وبيّنت لولا، أنها تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي أمام زوجها، الذي لم يتحمل ذلك كثيرا.

واستطردت "عندما رأيته في المرة الأخيرة أدركت من نظراته أنه سيموت ذلك اليوم، وفي اليوم التالي أبلغوني أن زوجي توفي".

ولفتت لولا، إلى أن النظام السوري مارس طريقة التعذيب نفسها على النساء والأطفال، والرجال، والشيوخ، ومختلف الفئات العمرية دون تمييز.

وأضافت "كانوا يجمعوننا في مكان واحد، وهناك معتقلين رجال وأطفال ونساء، وكانوا يُجبرون الرجال على خلع ملابسهم ومن ثم يقومون بتعذيبهم، كان بعضهم يموتون أثناء التعذيب، وبعد الانتهاء من الرجال كان يأتي الدور علينا".

وأشارت لولا، إلى أن عناصر النظام كانوا يعذبون الأطفال تحت سن 12 عاما من أجل انتزاع اعترافات من أمهاتهم، وتعذيب الشيوخ لإجبارهم على تقديم معلومات عن أماكن تواجد أبنائهم المعارضين.

وتابعت "بعد مكوثي ثلاث سنوات رهن الاعتقال، أخذوني إلى المحكمة التي أصدرت علي حكما بالسجن لستة سنوات، وفي سوريا بإمكان تقديم المال لإخراجك من السجن، فقامت أسرتي بعرض مبلغ مالي كبير لعناصر النظام، وافقوا عليه وأخلوا سبيلي".

وبينت أن عناصر النظام عاودوا بعد فترة وجيزة وسألوا عنها، مطالبين أموال أكثر وإلا سيتم إرجاعي إلى السجن لقضاء 6 سنوات.

وأوضحت لولا، "عندما سمعت بنبأ قدومهم إلى منزلي وبحثهم عني، كنت في مكان آخر، فورا قررت مغادرة سوريا، واصطحبت ثلاثة من أطفالي معي. اضطررت للفرار إلى تركيا".

وأردفت أنها تعتبر واحدة من الأشخاص القلة الذين تمكنوا من النجاة من سجون النظام.

وأشارت لولا، إلى أن ثمة عديد من الرجال والنساء والأطفال لازالوا يقبعون في سجون النظام ويتم تعذيبهم في الوقت الراهن.

ودعت إلى ضرورة إخلاء سبيل جميع المعتقلين والمعتقلات في السجون لكي ينالوا حريتهم.

** "تعرضنا لتعذيب قاسٍ جدًا"

من جهتها قالت منى كوشا، التي تعيش في تركيا مع زوجها وأطفالها الثلاثة، إنها اعتُقلت في 10 أغسطس/ آب 2011، في الجانب السوري من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وأوضحت أن سبب اعتقالها مع أسرتها هو المطالبة بالحرية، وأنها تعرضت لتعذيب قاسٍ لمدة أسبوعين خلال الاعتقال في حلب.

وبيّنت منى، أنه تم نقلها إلى المحكمة العسكرية في (محافظة) حمص (وسط)، ومنها إلى المحكمة العسكرية في حلب (شمال) مجددًا، ليتم لاحقًا الإفراج عنها من قبل محكمة إدلب (شمال غرب).

وأكّدت أن مدة الاعتقال كانت 4 شهور، وأنه جرى الإفراج عنها مقابل مبلغ مالي دفعته أسرتها للنظام، وبعدها سافرت مع زوجها وأطفالها إلى تركيا.

وعبّرت منى، عن شكرها لتركيا حيال ما تقدمه من خدمات للسوريين الموجودين في أراضيها.

وأكدت أنها شاركت في 2018، في "قافلة الضمير" التي توجهت من إسطنبول إلى هطاي (التركية) المتاخمة للحدود السورية.

وأشارت إلى تنظيم وقفة احتجاجية في الحدود التركية السورية بهدف تسليط الضوء على المعتقلين في سجون النظام والمساهمة في الإفراج عنهم.

منى، شدّدت على أن النساء المعتقلات في سجون النظام يتعرضن للتحرش والاعتداء والاغتصاب وشتى أشكال التعذيب.

ودعت العالم إلى التحرك من أجل الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب إلى اليوم.

** "المرأة السورية فقدت صوتها بالكامل"

مسؤولة العلاقات العامة في "جمعية مسلمو اليونان"، آنا ستامو، قالت بدورها إنها جاءت إلى تركيا لدعم نداء "حركة الضمير" من أجل الإفراج الفوري عن النساء والأطفال في معتقلات سوريا، دون قيد أو شرط.

وأشارت ستامو، إلى أن المرأة السورية فقدت صوتها بالكامل، وهي عاجزة عن إيصال صوتها، مطالبة في هذا الصدد بتسليط الضوء على معاناتهن.

وأكّدت أن تركيا تعمل على أداء دور مهم في سوريا، وتحتضن السوريين الذي لجأوا إليها، رغم المشاكل الاقتصادية.

وفيما يتعلق بوضع اللاجئين السوريين في اليونان، قالت ستامو، إن هناك حوالي 70 ألف لاجئ حاليًا في الأراضي اليونانية، معظمهم من السوريين.

وأوضحت أن اللاجئين لا يرغبون في البقاء باليونان بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وإنما يستخدمونها بمثابة جسر للعبور إلى بلدان أخرى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.