السياسة, دولي, الدول العربية

تزايد أعداد المرتزقة الأجانب في صفوف حفتر

- من روسيا: مرتزقة فاغنر - من سوريا: الشبيحة وطائفيون من إيران وأفغانستان موالون لنظام الأسد - من السودان: مليشيا الجنجاويد - (تعديل العنوان)

07.07.2020 - محدث : 08.07.2020
تزايد أعداد المرتزقة الأجانب في صفوف حفتر

Trablus

طرابلس/ أنس جانلي/ الأناضول

يلجأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا إلى العصابات المتمردة والمليشيات المتهمة بتنفيذ إبادات جماعية إضافة إلى المرتزقة الأجانب القادمين عن طريق روسيا من أجل سد النقص الحاصل بين قواته، بعد فشل هجومه على العاصمة طرابلس عقب 14 شهرًا من إطلاقه.

وسعى حفتر لاستغلال الفراغ السياسي في ليبيا، وسيطر على المناطق الجنوبية بداية عام 2019، ثم وضع العاصمة طرابلس ضمن أهدافه للسيطرة عليها بدعم من قوة خارجية.

وتعتبر طرابلس أبرز منطقة حيوية في ليبيا والعاصمة التجارية والسياسية للبلاد وتحتضن الممثليات الدبلوماسية ومؤسسات الدولة المستقلة.

وعندما كانت ليبيا تستعد لمؤتمر مصالحة وطنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وكانت جميع الجماعات في البلاد خاضعة لوقف إطلاق النار، جرّ حفتر البلاد إلى موجة عنف إثر هجومه المفاجئ على العاصمة للسيطرة عليها في 4 أبريل/ نيسان 2019.

وبقوة السلاح، هدف حفتر للاستيلاء على السلطة التي بيد حكومة الوفاق الوطنية المعترف بها كممثل شرعي لليبيا من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والسيطرة على العاصمة طرابلس، إلا أن الهزائم المتتالية أمام الجيش الليبي جعلته في حاجة دائمة إلى عناصر مقاتلة من أجل مواصلة حربه.

ويحاول حفتر إظهار قواته كجيش رسمي عبر إطلاق اسم "الجيش الوطني الليبي" عليها، ويجتهد من أجل جمعهم من خلال وعود مثل الهيمنة والإيرادات غير القانونية، والتمويل الخارجي والغنائم.

- الحكومة السودانية تقبض على مقاتلين يتوجهون إلى ليبيا

وفي مواجهة تزايد طرح قضية المقاتلين السودانيين في ليبيا على الصعيد الدولي، أعلنت الحكومة السودانية إلقائها القبض في الأونة الأخيرة على 122 مرتزقا يستعدون للتوجه إلى ليبيا للمشاركة في المعارك هناك.

ووظفت شركة "بلاك شيلد" الأمنية التابعة للإمارات التي تعتبر أبرز داعمي حفتر ماليًا وسياسيًا وعسكريا، سودانيين عبر وعدهم بالعمل في شركات أمنية في الإمارات.

وبعد أن اعترض السودانيون الذين تم نقلهم إلى ليبيا على الوضع وعادوا إلى بلدهم، بذلت الإمارات جهودًا لتجنيد مرتزقة جدد من السودان.

- زيادة عدد المرتزقة السوريين من صفوف نظام الأسد

بدأت تصل معلومات حول زيادة نشاط روسيا لنقل مرتزقة إلى ليبيا من المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد في سوريا.

وبحسب مصادر محلية، فإن روسيا الداعمة للأسد سرعت من عملية دعم صفوف حفتر بليبيا عبر مرتزقة جدد من سوريا.

وأرسلت موسكو نحو 300 مرتزقا من مناطق سيطرة نظام الأسد في دير الزور (شرق) إلى ليبيا، من المقاتلين في صفوف مليشيات "فاطميون" و"زينبيون" و"لواء القدس" التابعين لإيران، إضافة إلى عناصر "الشبيحة "، مقابل مبلغ يتراوح ما بين ألف وألف و500 دولار شهريًا.

ويضم هؤلاء المرتزقة مقاتلين من إيران وأفغانستان، حيث يتم أولًا نقلهم إلى القواعد الروسية في محافظة اللاذقية لتدريبهم قبل نقلهم للقتال بصفوف حفتر.

ومن بين المرتزقة الذين أرسلتهم روسيا إلى ليبيا، 8 عناصر سابقين في تنظيم "داعش" الإرهابي، من أبناء بلدة دبلان بريف دير الزور، انضموا لاحقا إلى "لواء القدس" بموجب مصالحة مع النظام السوري، بحسب مصادر سورية.

ويعتقد أن عدد المرتزقة الذين أرسلتهم روسيا للقتال مع حفتر من مناطق مختلفة من سوريا وصل إلى قرابة الألفي مقاتل.

وفي الآونة الأخيرة رصد خبراء تتبع الحركة الجوية للطيران، إقلاع طائرات ركاب وشحن تابعة لشركة "أجنحة الشام" المدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية لعلاقتها بنظام الأسد، وهبوطها في قواعد جوية ومطارات عسكرية بمناطق سيطرة حفتر في ليبيا.

وتعد شركة "فاغنر" التي تتدخل في ليبيا عبر الآلاف من مرتزقتها، محل نقاش كبير، حيث يملكها "يفغيني بريغوجين"، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصاحب مطعم قصر الكرملين.

شركة فاغنر معروفة بالدعم الذي قدمته عبر مرتزقتها لموسكو لضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، و دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، كما تقوم بأنشطة من خلال مرتزقتها في كل من سوريا، وأوكرانيا، والبلدان الإفريقية.

ووفقاً لما ذكرته شبكة بلومبيرغ الأمريكية، نقلاً عن تقرير لخبراء أمميون، فأن مرتزقة شركة فاغنر المقربة من الكرملين يواصلون أنشطتهم في دعم اللواء الانقلابي خليفة حفتر في لبيبا.

وأضافت الشبكة أن هناك أكثر من ألف و200 مرتزق لشركة فاغنر يواصلون أنشطتهم على خطوط الجبهة في ليبيا منذ 2018، وأن 39 منهم قناصون.

وأشارت الشبكة أن المرتزقة الروس يقدمون دعماً مباشراً لحفتر في العمليات العسكرية الميدانية، وعبر الدعم الفني.

ولفتت الشبكة إلى أن مؤسسة مرتبطة بشركة فاغنر تقود حملة واسعة ومتطورة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف "خلق رأي عام لصالح حفتر في ليبيا".

وكانت أنشطة مرتزقة شركة فاغنر لفترة طويلة خفية لا تتعدى سوى أنها أدعاءات، وأن دعم الشركة لحفتر في الميدان رجح كفة ميزان القوة لصالح الجنرال الانقلابي، إلا أن الخسائر التي لحقت بمليشيات حفتر مؤخرا ومشاهد أنسحاب الآلاف من مرتزقة فاغنر بأسلحتهم الثقيلة من أطراف العاصمة الليبية طرابلس، أظهرت حقيقة أنشطة مرتزقة فاغنر في ليبيا بجلاء. 

وحسب المشاهد التي صورها فريق وكالة الأناضول، في المناطق التي انسحبت منها ميليشيات حفتر، ظهرت فعاليات مرتزقة فاغنر بوضوح من خلال كتابتهم الكثير من الملاحظات العسكرية باللغة الروسية على جدران منازل الليبين، إلى جانب كتب باللغة الروسية، ومنتجات ومستلزمات روسية الصنع.

ومؤخراً أعربت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، عن بالغ قلقها إزاء وجود مرتزقة روس ومن جنسيات أخرى، في حقل الشرارة النفطي، جنوبي البلاد. حيث أكدت أنها تملك مشاهد مصورة وتسجيلات صوتية حول دخول المرتزقة إلى الحقل النفطي. 

والشهر الماضي أعربت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، عن قلقها إزاء إدخال روسيا مقاتلات إلى ليبيا، معتبرة أن ذلك يغير طبيعة النزاع ويعرض المدنيين للخطر. 

وأكدت "أفريكوم" في بيان صادر عنها أن المقاتلات الروسية التي اتضح دخولها الأجواء الليبية نهاية مايو/ أيار الماضي "تعمل بنشاط". 

وقالت: "استخدمت الطائرات الروسية لدعم الشركات العسكرية الخاصة التي ترعاها حكومة موسكو، ولدى القيادة الأمريكية صور تؤكد إقلاع طائرة روسية من الجفرة (قاعدة جوية) قرب مدينة سرت الليبية (شرق)".

- مليشيا "جنجاويد" سيئة السمعة، القادمة من دارفور

يقال إن مرتزقة الجنجاويد، المتهمين بارتكاب إبادة جماعية إبان الحرب الأهلية بمنطقة دارفور غرب السودان، يتقدمون صفوف القتال إلى جانب خليفة حفتر في ليبيا. 

وأكد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا أن حفتر منح دولة الإمارات قاعدة عسكرية في بلاده، وقال إن المقاتلين الأجانب المنتمين إلى فاغنر ومليشيات الجنجاويد والمتمردين التشاديين حاربوا جنبا إلى جنب في الجبهات. 

كما أظهرت تقارير مجلس الأمن الدولي أن هناك العديد من المقاتلين القادمين من دارفور في الساحة الليبية، على الرغم من أن حفتر نفى وجود مقاتلين أجانب في صفوفه، فقد أوردت التقارير اعتماد حفتر على المتمردين المسلحين القادمين من دارفور لتأمين منطقة الجفرة إلى جانب أنشطته في منطقة الهلال النفطي. 

ولوحظ أيضا أن المتمردين الدارفوريين، الذين وصلوا إلى المزيد من الأسلحة والموارد في ليبيا، شاركوا في أنشطة مثل تجارة الأسلحة والاتجار بالبشر. 

- الترقية هي رد حفتر على مذكرة توقيف صادرة من المحكمة الجنائية الدولية 

يدعي "السلفيون المداخلة" الذين يتبنون رؤية متطرفة للإسلام، بضرورة إطاعة الحكام، ويرون في المملكة العربية السعودية حاكما، لهذا السبب يقاتلون في صفوف حفتر المدعومة من الرياض. 

وأبرز هذه الجماعات المسلحة ذات التوجه السلفي "كتيبة النداء"، ويرأسها محمود الورفلي، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه لارتكابه جرائم حرب. 

وأعلن حفتر العام الماضي ترقية الورفلي من رتبة رائد إلى مقدم، كردّ على مذكرة التوقيف الصادرة بحقه. 

ويُتهم محمود الورفلي بتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لعشرات الأشخاص ظهروا في مقاطع مصورة وهم معصوبي الأعين في ليبيا، وصدرت بحقه مذكرتا توقيف منفصلتين من قبل المحكمة الجنائية الدولية. 

- وحدات "الكانيات" في مدينة ترهونة حيث عُثر على القبور الجماعية 

تمكن الجيش الليبي في 5 يونيو / حزيران من تحرير مدينة ترهونة، التي كانت تستخدمها مليشيات حفتر كمركز للعمليات والإمداد في هجماتها ضد العاصمة طرابلس. 

بعد دخول الجيش ترهونة، عثر على مئات الجثث في مستشفى المدينة، وفي حاوية تابعة للمستشفى، وفي بئر مياه بالقرب من المدينة. 

ومع ذلك، ظهر المشهد الأكثر رعباً في المدينة مع عمليات حفر القبور الجماعية، التي بدأها فريق الطب الشرعي في إطار التحقيقات التي فتحها قسم البحث الجنائي التابع للحكومة الليبية. 

وتم انتشال جثث وبقايا عائدة لـ 30 شخصا أثناء أعمال البحث والانتشال من أرض زراعية بالمدينة. 

وتم تجريم وحدات "الكانيات"، المتهمة بارتكاب أعمال غير قانونية وانتهاكات لحقوق الإنسان، بالاستهداف العشوائي للقبائل والعائلات التي رأوا فيها منافسا أو عدوا من المعارضين، إبان سيطرتهم على ترهونة. 


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın