الدول العربية, اليمن

اليمن في 24 ساعة.. تصاعد القتال إثر تعثر جهود وقف إطلاق النار

بين القوات الحكومة، مسنودة بتحالف عربي تقوده السعودية، من جهة، وجماعة الحوثي، مدعومة من إيران، من جهة أخرى..

20.06.2021 - محدث : 20.06.2021
اليمن في 24 ساعة.. تصاعد القتال إثر تعثر جهود وقف إطلاق النار

Yemen

اليمن/ الأناضول

تصاعدت حدة العمليات العسكرية في اليمن، خلال الـ24 ساعة الماضية، إثر تعثر الجهود الأممية والدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار في البلد الفقير، الذي يشهد نزاعا مريرا منذ نحو 7 سنوات.

ومساء السبت، أعلن التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية، اعتراض وتدمير 17 طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون، خلال أقل من 24 ساعة، على الأراضي السعودية.

ومنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ التحالف عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وقال التحالف، في بيان، إن "تصعيد المليشيا الحوثية يعكس سلوكها العدائي ورفضها للحل السياسي"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية(واس).

‎وشدد على أنه يتخذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والتعامل مع التهديد الوشيك من الحوثيين.

وأوردت الوكالة مقاطع مصورة قالت إنها لعمليات تدمير جميع الطائرات التي أطلقها الحوثيون السبت.

وقوبلت هذه الهجمات الحوثية على السعودية بإدانات من الحكومة اليمنية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول، بينها الأردن والإمارات والبحرين.

وهذه هي أعلى حصيلة لطائرات حوثية يعلن التحالف عن تدميرها في يوم واحد، منذ أشهر، وفق رصد مراسل الأناضول.

والجمعة، قالت المتحدّثة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، ليز ثروسل، في بيان، إن جماعة الحوثي شنت 128 ضربة بطائرات مسيرة وأطلقت 31 صاروخا باليستيا على السعودية، منذ بداية العام الجاري.

ودعت "جميع الأطراف المتصارعة إلى العودة لطاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد".

وأودت الحرب المتواصلة بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون عل المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

** معارك ضارية

وفي محافظة مأرب النفطية (وسط)، دارت معارك هي الأشرس منذ أسابيع بين القوات الحكومية، مسنودة بطيران التحالف العربي، من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى.

وقال الجيش اليمني، السبت، إن قواته "كسرت هجوما لمليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهتي المشجح والكسارة غربي محافظة مأرب".

وأفاد بأن "كسر الهجوم جاء بعد معارك عنيفة استمرت لساعات لقي فيها ما لا يقل عن 31 عنصرا حوثيا مصرعهم وعشرات الجرحى، بينهم قيادات ميدانية".

وتابع أن "أفراد الجيش الوطني والمقاومة تمكنوا من إسقاط 4 طائرات مسيرة، كانت تستخدمها المليشيات الحوثية لمهام الاستطلاع غربي المحافظة".

ومنذ بداية فبراير/ شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة على المحافظة؛ كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات من النفط والغاز.

بينما أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، أن التحالف شن 15 غارة جوية على مديريتي صرواح ورغوان في مأرب، خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق وكالة "سبأ" للأنباء، التابعة للجماعة.

كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله إن "العدو السعودي استهدف منطقة الرقو بمديرية منبه في محافظة صعدة (شمال غرب)، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة 4 آخرين". ولم يعلق التحالف العربي على هذا الأمر.

وخلال الأشهر الماضية، دعت الأمم المتحدة ودول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة الحوثي إلى ضرورة وقف الهجمات على مأرب، محذرة من آثار إنسانية كبيرة على سكانها جراء استمرار العمليات العسكرية.

لكن جماعة الحوثي قالت، في أكثر من بيان خلال الفترة الماضية، إنها ستمضي في معركة مأرب حتى تحرير كامل اليمن، حسب وصفها.

** عدم الرغبة في السلام

التصعيد العسكري الحوثي قوبل باستنكار من الحكومة الشرعية اليمنية.

وأدانت وزارة الخارجية، في بيان الأحد، "مواصلة مليشيا الحوثي الانقلابية ارتكاب سلسلة متصلة من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين بمحافظتي مأرب والحديدة، واستمرار تصعيدها العسكري في مأرب واعتداءاتها الممنهجة التي تستهدف المدنيين في السعودية"، حسب الوكالة الرسمية.

ورأت أن "تلك الهجمات الإرهابية، وذلك التصعيد العسكري المستمر، ما هو الا رسالة واضحة ورد جلي على كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن".

واتهمت جماعة الحوثي بعدم جديتها في الجنوح إلى السلام والإصرار على مواصلة الحرب وتقويض استقرار المنطقة.

وعادة ما يتبادل طرفا الحرب في اليمن اتهامات بالمسؤولية عن استمرارها وعدم إحلال السلام.

** تعثر الجهود الدبلوماسية

وتأتي عودة التصعيد العسكري إثر تعثر كافة الجهود والتحركات الدبلوماسية من جانب الأمم المتّحدة والولايات المتحدة وسلطنة عمان، ودول أخرى، بهدف التوصل لوقف إطلاق النار باليمن.

ومساء الجمعة، أعلنت جماعة الحوثي عدم إحراز تقدم في الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب باليمن.

وقال رئيس فريق الحوثيين بالمفاوضات، محمد عبد السلام، لقناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة، إن "دول العدوان (يقصد التحالف) تطلب منا الموافقة على استمرار الحصار.. لم يحصل تقدم في النقاشات، وجهودنا مستمرة حتى يصلوا إلى قناعة بوقف العدوان ورفع الحصار".

وخلال الأسبوعين الماضيين، قام المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بجولة في كل من صنعاء ومسقط وطهران والرياض، عقد خلالها مباحثات مع مسؤولين كبار في هذه العواصم من أجل وقف إطلاق النار.

وبعد هذه الجولة، أبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بأن الأطراف اليمنية "غير قادرة" على تجاوز خلافاتها.

وأوضح غريفيث أنه: "بينما تصر جماعة الحوثي على اتفاق منفصل بشأن الموانئ والمطارات كشرط مسبق لوقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية، تصر الحكومة اليمنية تطبيق كافة الإجراءات كحزمة واحدة، بما فيها بدء وقف إطلاق النار".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın