الدول العربية, التقارير, لبنان

"وجبات الخير".. شعاع أمل يُنير طرابلس اللبنانية (تقرير)

- تأسست جمعية "وجبات الخير" عام 2021 على يد مجموعة من الشباب لتوزيع المال والطعام على المحتاجين في طرابلس

Wassim Samih Seifeddine  | 22.03.2024 - محدث : 22.03.2024
"وجبات الخير".. شعاع أمل يُنير طرابلس اللبنانية (تقرير)

Lebanon

طرابلس (لبنان) / وسيم سيف الدين / الأناضول

- تأسست جمعية "وجبات الخير" عام 2021 على يد مجموعة من الشباب لتوزيع المال والطعام على المحتاجين في طرابلس
- انطلقت الفكرة عام 2010 من خلال توزيع وجبات الطعام من مطبخ متواضع في "ساحة النور" في طرابلس
- تقدم الجمعية مساعداتها على مدار السنة لكن يزداد زخمها في رمضان بسبب ازدياد رغبة الناس في التبرع بالمال
- الهدف الرئيسي من المشروع هو القضاء على الجوع في طرابلس؛ فهو يقلل من نسبة الجريمة والتفلت في الشارع
- عدد المحتاجين المسجلين لدى جمعية "وجبات الخير" يزيد عن 15 ألف شخص

مع تفاقم الأزمة المعيشية في لبنان، تتسامى مبادرات التكافل الاجتماعي كشعاع أمل ينير دروب الفقراء والمحتاجين، خاصةً في شهر رمضان المبارك.

من بين هذه المبادرات تبرز جمعية "وجبات الخير" (غير حكومية) التي تُوزع عشرات الآلاف من الوجبات خلال الشهر الفضيل على المحتاجين بمدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني.

تأسست الجمعية عام 2021 على يد مجموعة من الشباب لتوزيع المال والطعام على المحتاجين في طرابلس على مدار السنة، بعد أن كان أعضاؤها يوزعون الطعام في ساحة طرابلس الرئيسية خلال شهر رمضان منذ العام 2010.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت "وجبات الخير" ركيزة أساسية في المجتمع الطرابلسي؛ حيث تلعب دورًا هامًا في تعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي، وذلك بفضل جهود مجموعة من الشباب من مختلف الاختصاصات، أطباء ومهندسون وغيرهم من المتطوعين.

الفكرة بدأت بمطبخ متواضع

في حديثه مع مراسل الأناضول، أوضح سامر كساب، رئيس جمعية "وجبات الخير"، كيف انطلقت فكرة المبادرة عام 2010 من خلال توزيع وجبات الطعام من مطبخ متواضع في "ساحة النور" التي تُعد الساحة الرئيسية في طرابلس، على الفقراء في المدينة.

مع مرور الوقت توسعت المبادرة، وفق كساب، لتقدم الدعم إلى مطابخ خيرية أخرى، ثم تأسست جمعية "وجبات الخير" عام 2021 بالتعاون مع مجموعة من الأطباء والمهندسين. وباتت الجمعية تمتلك مطبخًا مركزيًا لتحضير الطعام وتوزيعه على عدد كبير من فقراء المدينة.

ولفت كساب إلى أن المشروع يُموّل من أموال المغتربين اللبنانيين وبعض السوريين والفلسطينيين في الخارج، بالإضافة إلى تبرعات أهل الخير في طرابلس، نافيًا تلقي أي دعم حكومي أو من جهات أخرى.

وأوضح أن الهدف الرئيسي من المشروع هو القضاء على الجوع في طرابلس؛ إيمانًا بأن الحد من الجوع يقلل من نسبة الجريمة والتفلت في الشارع.

وقال: "بدلًا من انتظار المحتاجين للمساعدة، تسعى الجمعية للوصول إليهم وتقديم الدعم لهم".

45 ألف وجبة في رمضان

وأفاد كساب بأن جمعية "وجبات الخير" تقدم مساعداتها على مدار السنة، لكن يزداد زخمها في رمضان بسبب ازدياد رغبة الناس في التبرع بالمال، خاصةً وأن المشروع يعتمد بشكل كبير على تبرعات أهل الخير.

وتتنوع المساعدات التي تقدمها الجمعية لتشمل المواد العينية والمالية، بالإضافة إلى مشاركة المتطوعين، خاصةً في رمضان، في مساعدة الجمعية في المطبخ والتوزيع دون مقابل.

وعن عدد الوجبات التي يتم توزيعها، أوضح كساب أن الجمعية توزع حوالي 45 ألف وجبة خلال شهر رمضان، وتختلف الكمية بعد ذلك من شهر إلى آخر حسب قيمة التبرعات التي يتم تلقيها.

وبيّن كساب أن متوسط حجم التوزيع اليومي منذ بداية هذا الشهر تراوح ما بين 1500 وجبة إلى 5000 وجبة.

وأشار إلى أن التوزيع لا يقتصر على فئة معينة من الناس، بل يشمل إلى جانب اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

مراحل تحضير الوجبات

وقدم كساب توضيحًا لمراحل تحضير وجبات الطعام. ففي البداية يقوم فريق مختص بشراء المواد الأولية من خضار وحبوب، مع الحرص على اختيار أفضل المواد وأجودها. وفي حال تبرع أحد الأشخاص بمواد أولية، يتم استلامها وفحصها للتأكد من جودتها.

بعد ذلك، يتم غسل وتقطيع المواد الأولية من قبل فريق مختص، ثم تبدأ عملية الطبخ بواسطة فريق آخر.

بعد الانتهاء من الطبخ، يتم استلام الطعام من قبل فريق التوضيب، الذي يقوم بتغليفه بشكل مناسب ووضعه في صناديق مخصصة.

ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي التوزيع؛ حيث يتوجه فريق من الجمعية إلى أحياء مختلفة في طرابلس، ليتم توزيع الوجبات على المحتاجين، وفق كساب.

وأشار كسار إلى أن عدد المحتاجين المسجلين لدى جمعية "وجبات الخير" يزيد عن 15 ألف شخص.

ويعاني اللبنانيون منذ 2019 أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بالتزامن مع أزمة سياسية، أدت إلى انهيار قياسي بقيمة العملة المحلية مقابل الدولار من 1500 ليرة مقابل دولار إلى 90 ألف ليرة حاليًا، فضلا عن شح بالوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın