"ليلة كأنها محرقة".. دير دبوان الفلسطينية تحت اعتداءات المستوطنين (شهادات)
مستوطنون إسرائيليون هاجموا البلدة مساء الأربعاء وأحرقوا مركبات وحظائر ومنازل

Ramallah
رام الله / قيس أبو سمرة/ الأناضول
- مستوطنون إسرائيليون هاجموا البلدة مساء الأربعاء وأحرقوا مركبات وحظائر ومنازل- الفلسطيني شحادة مصّبٍح: في دقائق أشعلوا الموقع بمواد حارقة، نفذوا اعتداءات وضرب وهاجموا كل شيء
- الفلسطيني أكرم زعارير: علينا أن نبقى حذرين لا مفر من البقاء، هذه أرضنا وهذا هو الواقع
قال الفلسطينيون في بلدة دير دبوان وسط الضفة الغربية المحتلة، إنهم عاشوا "ليلة كأنها محرقة"، جراء الهجوم الذي شنه عشرات المستوطنين الإسرائيليين.
ومساء الأربعاء، نفذ مستوطنون إسرائيليون هجوما على بلدة دير دبوان (شرق مدينة رام الله) أدى إلى إصابة 30 فلسطينياً بجروح، وعشرات آخرين بحالات اختناق، إضافة إلى اندلاع حرائق واسعة طالت منازل ومزارع ومركبات.
وقال كمال عواودة، القيادي في حركة "فتح" من قرية دير دبوان، لمراسل الأناضول، إن 30 فلسطينياً أصيبوا بجروح، أغلبها في الرأس نتيجة رشق الحجارة والضرب بالعصي من قبل المستوطنين، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق جراء الدخان المتصاعد من الحرائق.
وأشار إلى أن إحصائية أولية أظهرت إحراق منزل واحد على الأقل، و10 مركبات، وحظائر أغنام، وإسطبل للخيول.
ولفت عواودة إلى أن الجيش الإسرائيلي وصل متأخرًا بأكثر من ساعة من اندلاع الحرائق، ومنع المواطنين من الاقتراب أو المشاركة في إخماد النيران، ما فاقم من انتشارها.
** ليلة عصيبة
الفلسطيني شحادة مصّبٍح، قال للأناضول بينما يقف وسط حظائر للأغنام ومركبة تحولت إلى رماد: "عشنا ليلة عصيبة، النيران في كل مكان، عشرات المستوطنين هاجموا أطراف البلدة، أحرقوا حظائر للأغنام، ومركبات ومنازل".
وأضاف: "في دقائق أشعلوا الموقع بمواد حارقة سريعة الاشتعال، كان وضعا غير طبيعي، اعتداءات وضرب وهجوم على كل شيء".
وفقد مصّبٍح في الهجوم حظائر لتربية الأغنام وشاحنة ومخزن أعلاف.
وتابع: "هذا الاعتداء ليس الأول، لكنه الأشرس، يريدون طردنا من البلاد، تضييقات متواصلة نتعرض للموت في كل يوم لدفعنا لترك الأرض".
أما أكرم زعارير الذي خسر مركبة خاصة وحظائر ومنزل، فقال: "بصعوبة استطعنا إنقاذ قطيع الغنم، تم قتل عدد بسيط منها ولكن نجحت في إنقاذها".
وأضاف: "يحاربوننا في أموالنا وبيوتنا وحياتنا، أصيب أربعة من عائلتي في الهجوم جراء الضرب بالعصي والحجارة".
ورغم ما تعرض له زعارير أكد تمسكه بالبقاء في أرضه قائلا: "علينا أن نبقى حذرين لا مفر من البقاء، هذه أرضنا وهذا هو الواقع".
أما الشاب أحمد كايد، الذي أصيب بحجر في رأسه، فقال: "الهجوم كان بهدف القتل، عدد المستوطنين والأسلوب والحرق يشير إلى أن نية المستوطنين قتل السكان".
وأضاف: "أصبت في المواجهات مع المستوطنين، كانوا يرشقون الحجارة بكثافة، أشعلوا أطراف البلدة بمواد سريعة الاشتعال".
وتابع مستنكرا: "نعيش بلا أمن ولا أمان، حالة من الرعب اليومي!".
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفذ المستوطنون 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، خلال مايو/ أيار الماضي.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.