الدول العربية, التقارير

عرمان: لن يستطيع أحد اجتثاث فكرة الإسلاميين من السودان (مقابلة)

قال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، ياسر عرمان، إنه لا أحد يستطيع اجتثاث الإسلاميين، فيما دعاهم إلى مراجعة برنامجهم ومشروعهم القديم.

06.12.2019 - محدث : 08.12.2019
عرمان: لن يستطيع أحد اجتثاث فكرة الإسلاميين من السودان (مقابلة)

Sudan

بهرام عبد المنعم / الأناضول

نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ فرع الشمال، ياسر عرمان، قال للأناضول:
ـ على الإسلاميين أن يراجعوا برنامجهم ومشروعهم القديم، إلى مشروع جديد وهذا نرحب به
ـ تفكيك "نظام الإنقاذ" ليس كافيا لكن القانون خطوة في الاتجاه الصحيح
ـ تبادل السفراء بين واشنطن والخرطوم بعد انقطاع دام 23 عاما خطوة جيدة لكنها ليست كافية
ـ إزالة العقوبات عن السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب يشجع التحول الديمقراطي والسلام
ـ متفائل في التوصل إلى سلام سريع خلال المفاوضات المرتقبة بين الحكومة والجبهة الثورية
ـ آن لهذا البلد أن يتخذ منحى جديدا، ويعترف بحقوق الآخرين، ويقيم عدالة حقيقية، وأن يجعل من السودانيين مواطنين، لا رعايا في مناطقهم
ـ الحروب والإرهاب والتدخل في شؤون دول الجوار وفي العالم، كانت سببا من أسباب العزلة الخارجية
ـ ما كان ينبغي للبشير أن يدخلنا في حرب اليمن، لكنها جاءت نتيجة لعوامل إقليمية معقدة، والآن يجب أن نوظف هذه الكارثة لكي نتجه اتجاها جديدا

قال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، ياسر عرمان، إنه لا أحد يستطيع اجتثاث الإسلاميين، فيما دعاهم إلى مراجعة برنامجهم ومشروعهم القديم.

وأضاف عرمان في مقابلة مع الأناضول، أن "الإسلاميين كفكرة، لن يستطيع أحد أن يجتثهم من المجتمع، ويجب أن يراجعوا برنامجهم ومشروعهم القديم، إلى مشروع جديد، وهذا نرحب به، وهو مشروع قائم على المواطنة والديمقراطية، وعلى المحاسبة والشفافية".

وأردف عرمان "هناك فئات من الإسلاميين دعمت الثورة، وشخصيات منهم استشهدت مثل الأستاذ أحمد الخير، فنحن لا نريد أن نضع الإسلاميين في سلة واحدة، ونتعامل معهم ككتلة صماء".

واستطرد "الذي جعل من الحركة الإسلامية غولا كبيرا، هو سيطرتها على أجهزة الدولة، التي يجب إخراجها منها بالكامل، وإعادتها للشعب، وأن تكون أجهزة وطنية، لترجع الحركة الإسلامية إلى وضعها الطبيعي".

وتمثل الحركة، المرجعية الفكرية لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم السابق، وكان يترأس الرئيس المعزول عمر البشير، الهيئة القيادية العليا للحركة، في حين يتولى نائبه السابق بكري حسن صالح، منصب نائب الأمين العام.

وانشقت الحركة الإسلامية عام 1999 إلى حزبي "المؤتمر الوطني" بقيادة البشير، و"المؤتمر الشعبي" بقيادة الراحل حسن الترابي، وذلك بعد عشر سنوات من تسلمها السلطة في البلاد.

** تفكيك نظام الإنقاذ

وأوضح عرمان، أن قانون "تفكيك "نظام جبهة الإنقاذ" ليس كافيا، وليس بالقانون وحده تُصفى الإنقاذ، وهذه هي قضية كبيرة، لكن القانون خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأضاف، "المؤتمر الوطني حزب فاشي، وأجرم في حق البلاد، ونرحب بما اتُخذ في حقه من إجراءات، لكن التيار الإسلامي موضوع آخر".

وتابع عرمان "تصفية الإنقاذ تحتاج إلى وقت ليس باليسير، لأن هذا النظام حكم لمدة 30 عاما، وتحتاج إلى عمل جماهيري واسع، وأن يمتلك شعب السودان إرادته، وأن نقيم دولة مهنية، لا أن نستبدل الإنقاذ بأي شكل من أشكال المحاباة".

ومضى بالقول "يجب أن تعكس أجهزة الدولة التنوع السوداني، وأن يمثل سكان مناطق الريف والهامش في الأجهزة الجديدة حسب كفاءاتهم، ويجب أن يكون هناك تمييز إيجابي، وأن يُفكك النظام تفكيكا كاملا، وذلك يقتضي الاتجاه إلى أقوى حصون النظام، وهي القطاع الأمني والاقتصادي والإعلامي، وهذه قضايا مهمة".

والأسبوع الماضي، صادق مجلس الوزراء على مشروع قانون تفكيك "نظام الإنقاذ"، متضمنا إجراءات العزل السياسي ومصادرة الممتلكات، وحظر نشاط قياداته، إلى جانب مشروعات أخرى مهمة.

** العقوبات الأمريكية

ووصف عرمان، تبادل السفراء بين واشنطن والخرطوم بعد انقطاع دام 23 عاما، بأنه "خطوة جيدة لكنها ليست كافية".

واعتبر أن "القضية الرئيسية بالنسبة إلى السودان، وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذه هي القضية الكبرى، وترتب عليه آثارا سياسية واقتصادية".

واستدرك "لكن ما يحدث قطعا سيخلق مناخا جديدا في العلاقات الأمريكية ـ السودانية، ونحن نرحب به، ونرى بوضوح وجوب إزالة العقوبات عنه، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذا يشجع التحول الديمقراطي والدولة المدنية والسلام في البلاد".

والأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لواشنطن، إن الولايات المتحدة والسودان اتفقا على بدء إجراءات تبادل السفراء، بعد انقطاع دام 23 عاما.

فيما قالت الخارجية الأمريكية في بيان منفصل "يسرنا إعلان أن الولايات المتحدة والسودان، قررا بدء عملية تبادل السفراء، فجوة استمرت 23 عاما".

وتتولى حكومة حمدوك، السلطة منذ أغسطس/ آب الماضي، وهي الأولى منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، البشير من الرئاسة (1989 ـ 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

ومن أبرز أهداف زيارة حمدوك إلى واشنطن، محاولة إقناع المسؤولين الأمريكيين برفع اسم السودان من قائمة ما تعتبرها الولايات المتحدة دولا راعية للإرهاب.

ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997.

لكن واشنطن أبقت اسم السودان على قائمتها لـ "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج فيها منذ 1993، لاستضافته الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

** مفاوضات السلام

وبشأن مفاوضات السلام المرتقبة بين الحكومة والجبهة الثورية في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، أبدى عرمان تفاؤله في التوصل إلى سلام سريع خلالها.

وقال "لكن الحكومة الانتقالية عليها واجبات واضحة، سواء أكانت هناك جبهة ثورية، أم حركات كفاح مسلح أو لا... سكان مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، لديهم قضايا حقيقية متعلقة مع الحكم والمركز والمواطنة، المواطنة قضية رافقت السودانيين منذ سنوات بعيدة".

وأضاف "آن لهذا البلد أن يتخذ منحى جديدا، ويعترف بحقوق الآخرين، ويقيم عدالة حقيقية، وأن يجعل من السودانيين مواطنين، لا رعايا في مناطقهم".

ورأى عرمان أنه "يجب على الحكومة تقديم عرض قوي يعترف بالمظالم التاريخية، وبما قام به النظام السابق.. ويصحح العلاقات بين هذه المناطق، لأنها مهمة للإنتاج وإصلاح الريف والحياة السياسية، ولإقامة نظام جديد".

والأسبوع الماضي، أعلن رئيس لجنة الوساطة بمباحثات السلام السودانية توت قلواك مانمي، تأجيل انطلاق الجولة الثانية للمفاوضات بين الخرطوم والحركات المسلحة، إلى 10 ديسمبر الجاري، بعدما كانت مقررة 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

يأتي ذلك في سياق المبادرة التي تقدم بها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، للتوسط بين المجلس العسكري والحركات المسلحة، بعد عزل البشير، لطي ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان.

** العلاقات الخارجية

واعتبر عرمان أن "العلاقات الخارجية مرتبطة بالعلاقات الداخلية".

وقال "يجب إصلاح النظام الداخلي، ووضع أولويات واضحة في سياستنا الخارجية. الحروب والإرهاب والتدخل في شؤون دول الجوار وفي العالم، كانت سببا من أسباب العزلة الخارجية".

وأضاف أن البلاد "تحتاج إلى علاقات خارجية متوازنة تبدأ بجنوب السودان، لأن الخرطوم وجوبا لديهما علاقات تاريخية.. يجب أن ننهي الأزمات في الداخل لتنتهي أزماتنا في الخارج، هذا هو الطريق الصحيح".

** حرب اليمن

وحول كيفية خروج السودان من مأزق حرب اليمن، قال عرمان "المخرج الآمن لذلك، أن نشارك في إحداث السلام والمصالحة باليمن، وأن نستخدم الكارثة لمصالحة حقيقية، بيننا وبين شعب اليمن، فهو محترم ومن أصدقاء السودان".

وأضاف "ما كان ينبغي للبشير أن يدخلنا في هذه الحرب، لكنها جاءت نتيجة لعوامل إقليمية معقدة، والآن يجب أن نوظف هذه الكارثة لكي نتجه اتجاها جديدا".

وشدد عرمان على ضرورة أن "نستجمع كل قدراتنا للدعوة إلى مصالحة وحوار وسلام يستحقه شعب اليمن".

والسودان، أحد الدول الأعضاء في تحالف عربي تقوده السعودية، وينفذ منذ 2015 عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة قوات الحوثيين المدعومة من إيران، المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

وارتفعت دعوات في الخرطوم، مؤخرا، تطالب بسحب القوات السودانية من اليمن، خاصة بعد عزل البشير.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.