الدول العربية, التقارير

"حلا" طفلة فلسطينية تنجو من اعتداء المستوطنين (تقرير مصور)

نجت حلا القُط (11 عاما)، بأعجوبة من اعتداء نفذه مستوطنون يهود شمالي الضفة الغربية، بعدما رشقوها بالحجارة وحاولوا خطفها وربما قتلها.

22.01.2021 - محدث : 23.01.2021
"حلا" طفلة فلسطينية تنجو من اعتداء المستوطنين (تقرير مصور)

Ramallah

نابلس/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

بأعجوبة، نجت الطفلة الفلسطينية، حلا القُط (11 عاما)، من اعتداء نفذه مستوطنون إسرائيليون، شمالي الضفة الغربية.

وأُصيبت القط، وهي من سكان قرية "مادما" جنوبي نابلس، بجروح في وجهها، جراء تعرضها للرشق بالحجارة من قبل مستوطنين، حاولوا خطفها قبل أن تتدخل عائلتها.

وتقول العائلة إن الاعتداء هدف "لخطف وقتل ابنتهم".

والأحد، قال إيهاب القُط، عضو مجلس قرية "مادما"، لوكالة الأناضول، إن المستوطنين حاولوا اختطاف الطفلة "حلا مشهور القط"، إلا أن عمّها وأهالي القرية تمكنوا من تخليصها من أيديهم.

وعادة ما تتعرض "مادما" والعديد من البلدات الفلسطينية جنوبي نابلس، لاعتداءات المستوطنين اليهود.

ونفّذ المستوطنون خلال السنوات الماضية، عشرات الهجمات ضد فلسطينيين شمالي الضفة الغربية، شملت أعمال قتل وجرح واقتلاع أشجار وتدمير ممتلكات، بحسب تقارير صدرت في السنوات الماضية عن منظمات حقوقية أممية وفلسطينية وإسرائيلية.

ومن أبرز الجرائم التي نفذها المستوطنون، حادثة حرق "عائلة دوابشة"، في بلدة دوما جنوب شرق نابلس في 31 تموز/يوليو 2015، حيث سكبوا مادة حارقة داخل منزل العائلة ما أسفر عن مقتل الرضيع "علي" (18 شهراً)، ولاحقاً والده "سعد"، وأمه "ريهام"، متأثرين بجروحهما، ليبقى الصغير "أحمد" (5 سنوات) يواجه الحياة بمفرده.

وتفيد تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بوجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، يسكنون في 164 مستوطنة و124 بؤرة استيطانية.

**محاولة خطف

وتسرد الطفلة "القط" الحادثة، في حوار مع وكالة الأناضول، وتقول "كنت ذاهبة للدراسة في منزل عمي، القريب من منزلنا، وفجأة تعرض لي مجموعة من المستوطنين الملثمين".

وأضافت "رشقوا الحجارة نحوي، وأُصبت بحجر في وجهي، فغبت عن الوعي للحظات، وحاول بعضهم سحبي وخطفي".

ووصفت المشهد بـ"المرعب"، وقالت "كانت الحجارة تقذف نحوي ونحو بيتنا كالمطر، كانوا كُثر".

وما تزال الطفلة "القط" تعيش تحت وقع الصدمة والخوف، حيث باتت تخشى الخروج من منزلها للهو، وحتى الذهاب للمدرسة، وتخشى عودتهم من جديد.

وعن إصابتها تقول "وجهي يُؤلمني وأشعر بالألم في كامل رأسي".

وتضيف إنها ترى في نومها "كوابيس"، بسبب ما تعرضت له.

وتعرّض منزل "القط" للرشق بالحجارة، مما أدى لإصابة شقيقتها (6 سنوات)، ووالدتها برضوض، وألحق الضرر بنوافذ المنزل.

**إعادة لمشهد "أبو خضير"

بدوره، عبّر مشهور القط (والد الطفلة)، عن مخاوفه من تعرض عائلته لاعتداءات جديدة، من قبل المستوطنين.

وقال لوكالة الأناضول "كدت أخسر طفلتي، وكادت تتكرر حادث خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير في القدس المحتلة".

وفي يوليو/ تموز 2014، اختُطف الفتى محمد أبو خضير (16 عاما)، على يد 3 مستوطنين، من بلدة شعفاط شمالي القدس، ثم قاموا بحرقه وترك جثته في أحد أحراش القدس.

ومنذ وقوع الحادثة لم يغادر القط منزله، قائلا "كنت أغيب عن البيت نحو أسبوع في العمل، اليوم غير قادر، أخشى عليهم من اعتداء المستوطنين".

وندد القط بالاعتداء، وحمّل السلطات الإسرائيلية المسؤولية كاملة، قائلا "هذه العصابات تعمل بحماية الجيش الإسرائيلي، الذي يغض البصر عن اعتداءاتهم".

وأشار إلى أنه ينوي البدء برفع قضية في المحاكم الإسرائيلية، عبر مساندة من مؤسسات حقوقية إسرائيلية ودولية.

وقال "لا نثق كثيرا بالقضاء الإسرائيلي، لكنها محاولة لإلحاق العقاب بالجناة".

ووصف الاعتداء بـ "الإرهابي"، وقال مستنكرا "طفلة بعمر الـ 11 عاما، لا تأمن على نفسها الذهاب لبيت عمها، أو مدرستها؟".

ويضيف "يريدون (المستوطنون)، زرع الخوف في نفوس الأطفال والسيدات، لكنهم لن ينجحوا بذلك".

ويقع منزل القط في منطقة نائية من القرية، ويطمع المستوطنون بطرده من منزله للسيطرة على الأراضي الفلسطينية هناك.

لكنه يقول "لن نخرج من منازلنا وأراضينا، هم عليهم الرحيل".

والاثنين الماضي، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، القيادة السياسية في إسرائيل، المسؤولية عن دعم "ميليشيات المستوطنين الإرهابية"، تعقيبا على محاولة مستوطنين خطف الطفلة "حلا".

وقالت "الخارجية" في بيان صحفي وصل الأناضول "إن عقلية اختطاف حياة الفلسطينيين ومصادرة أرضهم تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال، وتتغذى وتنتشر من خلال أيديولوجيا يمينية ظلامية متطرفة باتت تسيطر على سياسة الاحتلال تجاه الفلسطينيين".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.