دولي, التقارير

السلام يعم منطقة "بانغسامورو" ذاتية الحكم بالفلبين (مقابلة)

قال عمر كيسمن، ممثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) في بانغسامورو، إن كل المجموعات العرقية والدينية في المنطقة تعلمت العيش جنبًا إلى جنب في سلام، منذ منح الحكم الذاتي الموسع لمسلمي مورو جنوبي الفلبين.

01.04.2020 - محدث : 01.04.2020
السلام يعم منطقة "بانغسامورو" ذاتية الحكم بالفلبين (مقابلة)

Philippines

بانغسامورو (الفلبين)/ محمد أوزتورك/ الأناضول

ممثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بالمنطقة للأناضول: 
- المسلمون والمسيحيون والأقليات تعلموا العيش معًا في سلام
- التعايش السلمي يعود إلى معرفة المسلمين بالتكوين النفسي للأقليات وحرص هاشم سلامات، الزعيم الراحل لجبهة تحرير مورو الإسلامية، على حياة كل المدنيين
- هيئة الإغاثة التركية تساعد سكان بانغسامورو منذ 1997 بتشجيع من الحكومة التركية بقيادة رئيس وزرائها آنذاك نجم الدين أربكان

قال عمر كيسمن، ممثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) في بانغسامورو، إن كل المجموعات العرقية والدينية في المنطقة تعلمت العيش جنبًا إلى جنب في سلام، منذ منح الحكم الذاتي الموسع لمسلمي مورو جنوبي الفلبين.

وحصل مسلمو مورو، الذين حُرموا طويلًا من الحرية، على الحكم الذاتي الموسع عقب استفتاء شعبي تاريخي على قانون "بانغسامورو"، أجري يومي 21 يناير/ كانون الثاني و6 فبراير/ شباط 2019، في جزيرة مينداناو الجنوبية.

وأضاف كيسمن، في مقابلة مع الأناضول، أنه "بعد صراع طويل من أجل الحرية، في منطقة بانغسامورو الفلبينية المتمتعة بالحكم الذاتي، بين المسلمين والمسيحيين والأقليات الأخرى، أظهرت هذه المنطقة للعالم كيف يمكن للناس العيش في سلام، رغم التجارب غير السارة في الماضي".

ولفترة طويلة، واجهت جزيرة ميندناو المستعمر الإسباني، ثم انسحبت إسبانيا في مطلع القرن العشرين، وحلت محلها الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت المنطقة تحت سيطرتها، قبل أن تصبح تابعة للفلبين.

وأوضح أنه "خلال الصراعات بين جبهة مورو والحكومة الفلبينية كان (زعيم الجبهة الراحل) هاشم سلامات يحذر مقاتليه دائمًا من إلحاق الأذى بالمدنيين".

وتابع: "إذا كانت جميع الفئات في المنطقة تعيش معًا في سلام حاليًا، فهذا بفضل أسلوب سلامات المراعي للمدنيين".

وتسلم "جبهة تحرير مورو الإسلامية" أسلحتها تدريجيًا، بالتزامن مع إنجاز خطوات اتفاق الحكم الذاتي، لتكتمل العملية في 2022، وتتحول الجبهة إلى كيان سياسي خاضع لقانون الأحزاب.

العلاقة بين الحكومة والأقليات

ردًا على سؤال بشأن العلاقة بين حكومة منطقة بانغسامورو ذاتية الحكم فى مينداناو المسلمة والأقليات، أجاب كيسمن بأن جميع الأطراف "راضية" عن العيش مع بعضها البعض.

وأردف: "الحاج مراد ابراهيم، رئيس وزراء حكومة بانغسامورو ذاتية الحكم، والمسلمون هناك يعرفون سيكولوجية (التكوين النفسي) الأقليات جيدًا؛ لأنهم عاشوا تحت حكم الحكومة الفلبينية كأقلية لسنوات عديدة".

وأشار إلى أنه بعد الاستفتاء، أكد إبراهيم للأقليات أن حقوقهم "ستُحترم"، وقد "أوفى بوعده تجاههم".

واستطرد أن "الأقليات تبذل قصارى جهدها للتخفيف من أعباء الحكومة الإقليمية.. الناس يدعمون الحكومة، حيث تسعي كل الجماعات إلى حل المشاكل بينها سلميًا".

وأرجع السلوك السلمي للجماعات والأقليات في بانغسامورو إلى "رغبتها في دعم الحكومة، باعتبارها مسؤولة عن إنهاء الفوضى والحرب عبر إحلال السلام".

واستدرك: "هم (الأقليات المختلفة) لا يريدون العودة إلى الأوقات الصعبة السابقة".

تغيرات اجتماعية

شدد كيسمن على أنه بعد استفتاء بانغسامورو، تمكن الناس من التمتع بـ"حياة اجتماعية طبيعية".

وأوضح أن "الناس كانوا يعانون من الكثير من التوتر بسبب الصراعات، بل إنهم كانوا محرومين من احتياجاتهم الأساسية. لكن الآن، يمكنهم الخروج بأمان، وفعل ما يريدون، بفضل حالة السلم القائمة.. وبدأوا ينتبهون إلى قطاعات التجارة والتعليم".

وعن مصادر الدخل في بانغسامورو، قال كيسمن إن المنطقة "غنية جدًا" بالموارد الطبيعية.

وأوضح أنه "وفقًا لاتفاقات (مع الحكومة المركزية)، ستحصل الحكومة الإقليمية على 5% من ميزانية الحكومة المركزية العام المقبل، وسيكون هذا المبلغ في المتوسط ملياري دولار أمريكي".

وأضاف أنه "من المتوقع أن يكون هناك ذهب وغاز طبيعي ونفط في المنطقة".

دور الهيئة التركية

قال كيسمن إن هيئة الإغاثة الإنسانية تساعد الناس فى منطقة بانغسامورو منذ عام 1997، بتشجيع من الحكومة التركية، بقيادة رئيس الوزراء حينذاك، نجم الدين أربكان.

وتابع: "قدمنا الغذاء والاحتياجات الأساسية لسكان المنطقة منذ 1997، وقررنا إقامة أعمال مستدامة في 2009. لذلك، وتماشيًا مع احتياجات السكان المحليين، بنينا أول دار للأيتام وافتتحناها في 2011".

ولفت إلى وجود قرابة عشرة آلاف طفل فقدوا ذويهم؛ بسبب الصراعات السابقة في المنطقة.

وأوضح أن هيئة الإغاثة استمرت، على مدار السنوات، في بناء دور الأيتام والمدارس والآبار والمساجد ومطابخ الحساء للسكان المحليين، منذ عام 2011.

واستطرد: "تعمل مؤسستنا أيضًا على تنمية (قدرات) السكان المحليين، عبر تدشين دورات مهنية، وتقديم منح دراسية لمن يرغبون بمواصلة تعليمهم الجامعي".

وشدد كيسمن على أن هيئة الإغاثة الإنسانية "ساهمت في تحقيق السلام في بانغسامورو، باعتبارها أحد الأعضاء الخمسة في عملية السلام المحايدة التي يتولاها فريق المراقبة الدولية".

وأوضح أن الحكومتين الإقليمية والمركزية تعربان دائمًا عن تقديرهما لجهود هيئة الإغاثة الإنسانية.

وأفاد بأن ظروف النقل والمواصلات من أهم المشكلات التي يوجهها السكان في مينداناو، ويحتاجون إلى المساعدة لحلها.

وأضاف أن السكان يرغبون فى الحصول على مساعدات مالية من المجتمع الدولي، لاسيما تركيا والدول الإسلامية الأخرى، لتحسين الظروف الاقتصادية للمنطقة ولتعليم سكانها.

وأثناء الحديث عن أنشطة هيئة الإغاثة الإنسانية في المنطقة، قام كيسمن بجولة في دار أيتام أوغور سليمان سويلميز، في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة كوتاباتو في مينداناو.

و"سويلميز" هو أحد الشهداء العشرة، الذين قتلوا خلال الغارة الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة"، بينما كانت متجهة لدعم أهالي قطاع غزة الفلسطيني المحاصرين، في مايو/ أيار 2010.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın