السياسة, الدول العربية, التقارير

أطفال تونس يحيون عيد الفطر بالاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية (تقرير)

الأناضول ترصد أجواء العيد في أحد أكبر الأحياء الشعبية غرب العاصمة التونسية، رغم الحظر الصحي الشامل لمنع تفشي كورونا

13.05.2021 - محدث : 13.05.2021
أطفال تونس يحيون عيد الفطر بالاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية (تقرير)

Tunisia

تونس / علاء حمّودي / الأناضول

بدت الحركة بطيئة في أزقة "سيدي حسين" أحد الأحياء الشعبية غرب العاصمة التونسية، في أول أيام عيد الفطر المبارك، بعدما أرخى الحجر الصحي بثقله على الشوارع التي بدت شبه فارغة.

والجمعة الماضي، قررت الحكومة التونسية فرض حجر صحي شامل لمدة أسبوع بداية من الأحد.

واقتصرت الحركة في حي "سيدي حسين"، المتاخم للعاصمة تونس (5 كيلومترات غربا، يعد حوالي 200 ألف ساكنٍ)، على خروج بعض العائلات إلى دكاكين المصورين الذين ينتظرون فترة العيد لتزدهر تجارتهم بصور تذكارية لفرحة الأطفال والكبار.

وفي حيٍ آخر قريب (حي 25 يوليو)، كان الأطفال يحملون مسدسات أو بنادق بلاستيكية، وهم يحاولون محاكاة المقاومة الفلسطينية أمام المحتل الإسرائيلي.

** تهافت على منصات المصورين

أمام أحد منصات المُصورين الفوتوغرافيين، توافد الأطفال وعدد من العائلات تباعًا لالتقاط صور ستنتقل إلى ألبوم صور العائلة أو إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل التهاني.

يقول محمد البجاوي (مصور فوتوغرافي)، في حديثه لمراسل الأناضول، إن "يوم العيد ينتظره كل الأطفال، وهو فرصة لنا للعمل وتوفير دخل يغيب في بقية أيام السنة".

ويوضح أن "عملنا بات موسميا في المناسبات الدينية أو الأفراح، وبتنا نجهز أنفسنا مسبقا لرسم الفرحة على وجوه الأطفال".

ويتابع أن جائحة كورونا "أثرت كثيرا على عملنا، بسبب التخوف من التقاط العدوى أو تطبيقا لقرارات الحكومة بفرض حجر صحي شامل في البلاد".

حصان مسروج أو دراجة نارية صغيرة على المقاس، أو من على دفة سفينة صغيرة، انتظر الأطفال أدوارهم لنيل نصيب من الصور مقابل أسعار في المتناول لمتساكني المنطقة، ديناران ونصف (0.91 دولار)، مقابل تخليد لحظة الفرحة هذه.

متأنقين بملابسهم الجديدة وحلاقة تُحاكي صيحات الموضة، حضر الصبيان. أما البنات فـ "العروسة" (لعبة على شكل فتاة) أمر لا يختلف فيه والدان، ترافقها نظارات شمسية للوقاية من أشعة شمس صباح العيد الدافئ.

عبد القادر الجلاصي، أربعيني كان برفقة ابنتيه وزوجته، حضر إلى أحد محلات التصوير المنتصبة وسط الشارع الرئيسي بحي "سيدي حسين" تلبية لرغبة صغيرتيه في نيل صورة العيد التي يعتبرها "أمرا لا نقاش فيه".

ويقول للأناضول، إن انتشار كورونا "جعل الفرحة منقوصة، وأثر على الحركة والمعايدات، إذ مر شهر رمضان الكريم دون أن يتمكن الأطفال من اللهو والحركة كثيرا".

ويضيف: "اليوم قررت أن أمكن ابنتي من التعبير عن فرحتهما بالحصول على صورة للذكرى. ما يسعدهم لا أتأخر في تلبيته".

** ملاهي الأحياء الشعبية

على بعد أمتارٍ من المكان، انتقل فريق الأناضول إلى ساحة صغيرة، حيث "الملاهي" أو "المراجيح" التي تنتشر داخل الأحياء الشعبية في هذه المناسبات، وتكون ملاذا للبسطاء من الأطفال وحتى اليافعين.

الملاهي في الأحياء الشعبية، تختلف عن نظيرتها بالأحياء الراقية، أسعار في المتناول، وألعاب تُدار بالأيدي وفي حضرة الأولياء المراقبين، الأطفال أكثر عبثا وتوصيات متكررة بالالتزام بالمقعد وعدم الوقوف خشية السقوط أرضا.

أما الصغيرات فيبكين هلعا للحظات قبل الثقة بالنفس ومواصلة اللعب.

** محاكاة المقاومة الفلسطينية

في حي "25 يوليو"، كان الأطفال يحملون مسدسات أو بنادق بلاستيكية، وهم يحاولون محاكاة المقاومة الفلسطينية أمام المحتل الإسرائيلي.

وبالقرب من الأطفال "المسلحين" بألعابهم "الحربية" رسمٌ على الجدار (غرافيتي) يضم العلم الفلسطيني ومقاومًا تغطي وجهه الكوفية.

قبالة الحائط الأول ورسم الـ "غرافيتي" بابان لمحلين تجاريين مغلقين، رسمان آخران يؤكدان التأثر بأحداث الأيام الأخيرة ومتابعة أخبار فلسطين على الدوام، الأول علم تونس، والثاني العلم الفلسطيني.

بدا المشهد كأنما يجسد ثبات تونس، كبارا وصغارا، على موقفها من القضية الفلسطينية.

يأتي ذلك في ظل أوضاع متفجرة تشهدها الأراضي الفلسطينية كافة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لإسرائيليين.

كما تشن المقاتلات الإسرائيلية غارات عنيفة ومكثفة، منذ الاثنين، على مناطق متفرقة من قطاع غزة أسفرت حتى عصر الخميس، عن استشهاد 87 فلسطينيا، بينهم 18 طفلا و8 سيدات، وإصابة 530 بجروح.

فيما ترد الفصائل الفلسطينية في غزة على الغارات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ تجاه مدن ومواقع عسكرية للاحتلال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın