دولي, التقارير

تغير المناخ.. مسلمو بريطانيا يتحركون للتوعية بالمخاطر (تقرير)

- منظمة "الإغاثة الإسلامية عبر العالم" البريطانية تطلق سلسلة من الفعاليات التوعوية بهدف لفت الانتباه إلى المخاطر المتزايدة لتغير المناخ

Behlül Çetinkaya, Hişam Sabanlıoğlu  | 15.06.2025 - محدث : 15.06.2025
 تغير المناخ.. مسلمو بريطانيا يتحركون للتوعية بالمخاطر (تقرير)

Greater London

لندن/ بهلول جتين قايا/ الأناضول

- منظمة "الإغاثة الإسلامية عبر العالم" البريطانية تطلق سلسلة من الفعاليات التوعوية بهدف لفت الانتباه إلى المخاطر المتزايدة لتغير المناخ
- تتوّج فعاليات تلك المنظمة بما يطلق عليه "أسبوع العمل الإسلامي من أجل المناخ" والمقرر انعقاده في يوليو المقبل
- تركز الفعاليات على رفع مستوى الوعي لدى المسلمين في المملكة المتحدة بشأن تداعيات أزمة المناخ، لاسيما عندما ترتبط بأداء فريضة الحج
- رئيسة وحدة المناصرة العالمية في منظمة الإغاثة الإسلامية: الدول الأقل نموا اقتصاديا هي الأكثر تضررا من تغير المناخ
- منسقة الحملات والعلاقات العامة في منظمة الإغاثة الإسلامية: القرآن الكريم يحملنا مسؤولية رعاية البيئة، والتعامل برحمة مع الموارد الطبيعية والحيوانات

انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي والمسؤولية المجتمعية التي يتحملها كل فرد تجاه محيطه، يولي مسلمون في بريطانيا أهمية بالغة لقضية التغير المناخي وتأثيراتها على كافة مناحي الحياة، بدءا من الزراعة وإمدادات المياه وصولا إلى أداء الشعائر الدينية وعلى رأسها الحج والعمرة.

وفي هذا السياق، تطلق منظمة "الإغاثة الإسلامية" في بريطانيا، سلسلة من الفعاليات التوعوية بهدف لفت الانتباه إلى المخاطر المتزايدة لتغير المناخ، لا سيما تأثيره المباشر على مواسم الحج، والزراعة، وإمدادات المياه في الدول الإسلامية.

وتتوّج فعاليات تلك المنظمة والمعنية بقضية التغير المناخي بما يطلق عليه "أسبوع العمل الإسلامي من أجل المناخ"، المقرر انعقاده في الفترة بين 14 و20 يوليو/ تموز المقبل.

وتركّز تلك الفعاليات التي تُنظم في المساجد والمدارس والمراكز المجتمعية، على رفع مستوى الوعي لدى المسلمين في المملكة المتحدة بشأن تداعيات أزمة المناخ، لاسيما عندما ترتبط بأداء فريضة الحج، وهي أحد أهم الشعائر الدينية لدى المسلمين.

وتستند المبادرات الإسلامية المعنية بملف المناخ في بريطانيا إلى دراسة علمية بارزة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2019، تناولت بشكل مباشر تأثير التغير المناخي على مناسك الحج والعمرة.

- "وضع مأساوي" ومخاطر حقيقية

وفي حديث للأناضول، تطرقت شاهين أشرف، رئيسة وحدة المناصرة العالمية في منظمة "الإغاثة الإسلامية" عبر العالم، إلى أزمة المناخ باعتبارها مسألة تتفاقم بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.

وأوضحت :"رأينا درجات حرارة تصل إلى 51 مئوية في مكة المكرمة، وشهدنا تزايد في مستويات التصحر في دول مثل باكستان، بينما يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية إلى فيضانات مدمرة مع هطول الأمطار الموسمية".

وأشارت أشرف إلى أن الوضع في بعض المناطق مثل إقليم بلوشستان الباكستاني "أصبح مأساويا" حيث اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم نتيجة الفيضانات.

أما في بنغلاديش، فهناك "خطر حقيقي من غرق أجزاء كبيرة من البلاد بفعل ارتفاع منسوب المياه"، وفق قولها.

وحول الأوضاع البيئية في بريطانيا، فأوضحت أن البلاد تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة على نحو غير معتاد، حيث يمكن ملاحظة ثلاثة فصول فقط خلال السنة، ما يُنذر بتحول مناخي شبيه بكاليفورنيا (ولاية أمريكية)، ويزيد من احتمالية اندلاع حرائق الغابات.

ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، قالت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، إن المملكة المتحدة شهدت فصل الربيع الأكثر حرا على الإطلاق، إلى جانب معدلات مرتفعة من الجفاف، وهي معدلات قياسية تعكس الأزمات الناتجة عن المشكلات المناخية.

- الأقل نموا "الأكثر تضررا"

وفي سياق متصل، أكدت أشرف أن الدول الأقل نموا اقتصاديا هي "الأكثر تضررا".

وقالت للأناضول إن المزارعين في أفغانستان على سبيل المثال "لم يعودوا قادرين على إنتاج الحبوب، وهي من المحاصيل الأساسية في البلاد"، مبينة أن المشكلات المناجية جعلت "فترة ترك الأرض بورا أطول، ما يزيد من هشاشة الأمن الغذائي في دول مثل الصومال وأفغانستان".

وتطرقت أشرف أيضا إلى اختلال موازين الأمطار ودرجات الحرارة، ما يخلق أزمات إضافية، في مقدمتها موجات الهجرة القسرية، وصراعات داخلية حول مصادر المياه، كما يحصل في بعض مناطق القرن الإفريقي.

وأشارت إلى أن الصراعات حول الموارد تؤدي إلى نشوء موجات لجوء جديدة، ما يفاقم أعباء العمل الإنساني.

- الحج والعمرة.. بين التحديات المناخية والمخاطر الصحية

وبشأن تأثير التغير المناخي على أداء الشعائر الدينية وفي مقدمتها فريضة الحج لدى المسلمين، أوضحت أشرف أن ارتفاع درجات الحرارة "جعل أداء مناسك الحج أكثر صعوبة، خاصة عندما تتزامن مع فصل الصيف".

واستشهدت بنتائج دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، توقعت أن يؤثر التغير المناخي بشدة على ظروف أداء المناسك.

وقالت إن صعوبة أداء الحج في ظل هذه التغيرات المناخية الصعبة تكمن في أن " غالبية الحجاج من كبار السن، ما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد الحراري، ومشاكل الحركة في الزحام، وصعوبة الوصول إلى خدمات الطوارئ".

وتسجل المملكة العربية السعودية كل عام عدد من الوفيات خلال موسم الحج جراء الحر الشديد والإجهاد الذي يصاحبه.

وبدأ موسم الحج لعام 2025 في 4 يونيو الجاري وفق التقويم الفلكي، ويعد آخر موسم حج يتزامن مع فصل الصيف.

- المسلمون مسؤولون عن حماية الأرض

بدورها، قالت ثريا رحمن، منسقة الحملات والعلاقات العامة في منظمة "الإغاثة الإسلامية"، إن من بين أهم الفعاليات التي تنظم في بريطانيا للتوعية بمخاطر التغير "أسبوع العمل الإسلامي من أجل المناخ".

ويقام هذا الأسبوع لهذا العام بين 14 و20 يوليو المقبل، ويهدف إلى تحفيز المسلمين على التحرك داخل المؤسسات الدينية والتعليمية والمجتمعية والشركات.

وأكدت رحمن أن "لكل إنسان مسؤولية تجاه البيئة"، مشددة على أهمية توظيف خطب الجمعة للتوعية بقضايا المناخ، كما نوّهت إلى أن المبادرة تتضمن أنشطة تنظيف، وغرس للأشجار، وتدريبات حول تحقيق صفر نفايات.

وقالت للأناضول: "في الإسلام، نحن خلِقنا كخلفاء على هذه الأرض. القرآن الكريم يحملنا مسؤولية رعاية البيئة، والتعامل برحمة مع الموارد الطبيعية والحيوانات".

وبينت أن المجتمعات الإسلامية في باكستان وبنغلاديش وكينيا ونيجيريا تعاني بشدة من تغير المناخ، و"لهذا يتحمل المسلمون مسؤولية أخلاقية ودينية مضاعفة".

كما نوهت أن إقامة مثل هذه الفعاليات في بريطانيا تهدف أيضا إلى "حث الحكومة البريطانية على بذل المزيد من الجهود، وتقديم دعم مالي أكبر لسياسات المناخ، خاصة في ظل ازدياد المخاطر المحلية مثل الفيضانات والحرائق".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.