القدس / الأناضول

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، تأجيل جلسة محاكمته لمدة أسبوعين، كانت مقررة الاثنين المقبل لمحاكمته بتهم الفساد.

جاء ذلك وفق ما نقلته هيئة البث العبرية الرسمية عن طلب تقدم به طاقم الدفاع عن نتنياهو (75 عاما)، المطلوب للعدالة الدولية، إلى المحكمة المركزية.

وقال طاقم الدفاع: "عقب عملية الأسد الصاعد (العدوان على إيران) وغيرها من تطورات إقليمية وعالمية، فإن رئيس الوزراء مطالب بتخصيص كل وقته وطاقته لمعالجة القضايا السياسية والوطنية والأمنية على أعلى مستوى".

وأضاف أن هذه القضايا "تشمل من بين أمور أخرى إدارة القتال في غزة، والتعامل مع قضية الرهائن (الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية)".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 188 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

وطلب طاقم الدفاع من المحكمة المركزية في تل أبيب تأجيل الجلسات لمدة أسبوعين.

لكن هيئة البث استدركت: "عارض مسؤولون في النيابة العامة طلب نتنياهو وقالوا إنه سبق أن قدّم إفادات (أمام المحكمة) أثناء الحرب في غزة وبالتوازي مع المفاوضات بشأن قضية المختطفين".

ويتعين أن ترد المحكمة رسميا على الطلب.

ومنذ أشهر يمثل نتنياهو مرتين أسبوعيا أمام المحكمة، لكن الجلسات توقفت خلال العدوان على إيران الذي استمرت 12 يوما، ومن المتوقع أن تُستأنف الاثنين المقبل.

وفي وقت سابق الخميس، أعرب نتنياهو عن شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعوته إلى إلغاء محاكمته بتهم الفساد.

وأثارت دعوة ترامب جدلا وحالة استقطاب في إسرائيل، فبينما أيدها داعمو لنتنياهو، دعا المعارضون له ترامب إلى "عدم التدخل بعملية قانونية تجري في إسرائيل".

ويواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرت، ويمثل أمام المحكمة للرد على تلك التهم.

ويمكن إيقاف محاكمة نتنياهو حال التوصل إلى صفقة "إقرار بالذنب" مع النيابة العامة، يصادق عليها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بإعلان عفو.

و"يعتقد هرتسوغ أن محاكمة نتنياهو يجب أن تنتهي في هذا الوقت عبر اتفاق إقرار بالذنب، لأن إسرائيل، من وجهة نظره، دولة قانون ذات سيادة وديمقراطية، ونظام قضائي مستقل"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخميس.

وتابعت: "وعلى خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، يعتقد هرتسوغ أنه ينبغي على الأطراف الدخول في حوار مكثف في أقرب وقت ممكن، كما أوصت المحكمة".

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي بدأت جلسات استجواب نتنياهو، الذي ينفي صحة الاتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات "1000" و"2000" و"4000".

ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلفة.

فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

أما "الملف 4000" الأكثر خطورة فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

وإضافة إلى محاكمته داخليا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرة باعتقال نتنياهو، لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يواصل الحرب بقطاع غزة استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة.