رفض عربي وإسلامي لاعتراف إسرائيل بإقليم انفصالي في الصومال (محصلة)
في مواقف رسمية منفصلة ومشتركة صادرة عن تركيا ومصر والعراق والأردن وفلسطين والسعودية والكويت وجيبوتي ومنظمات التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، إلى جانب رفض الصومال
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
لاقى إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم انفصالي في الصومال، رفضا عربيا وإسلاميا شدد على أن ذلك "يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
جاء ذلك في مواقف رسمية منفصلة ومشتركة صادرة عن تركيا ومصر والعراق والأردن وفلسطين والسعودية والكويت وقطر واليمن وجيبوتي، ومنظمات التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، بجانب رفض الصومال.
** تركيا
قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، الجمعة، إن إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال يُعد "انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة "إن سوسيال" التركية، شدد دوران على أن "هذا الموقف هو واحد من المواقف غير المسؤولة لحكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، التي تمتلك سجلا مظلما كالإبادة الجماعية والاحتلال، وتقوّض جهود السلام والاستقرار في المنطقة".
وعبّر دوران عن اعتقاده بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا مشتركا تجاه مثل هذه الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر وزيادة المخاطر الأمنية في منطقة القرن الإفريقي، مشددا على أن تركيا ستواصل بحزم دعمها لسيادة الصومال ووحدة أراضيه.
ووصف متحدث وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، عبر حسابه على منصة شركة "إكس" الأمريكية، إعلان إسرائيل اعترافها باستقلال إقليم أرض الصومال، بأنه "مثال جديد على الأعمال غير القانونية" التي تنتهجها حكومة تل أبيب.
وأشار إلى أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل، التي تواصل سياساتها التوسعية وتبذل كل جهد ممكن لمنع الاعتراف بدولة فلسطين، تمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصومال.
وبيّن أن القرارات المتعلقة بمستقبل جمهورية الصومال الفيدرالية وإقليم أرض الصومال يجب أن تُتخذ بما يعكس إرادة جميع الصوماليين، لافتا إلى أن تركيا "تدعم بحزم" وحدة أراضي الصومال، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي.
كذلك، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، محادثات هاتفية مع نظرائه المصري بدر عبد العاطي، والسعودي فيصل بن فرحان، والأردني أيمن الصفدي.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، بأن مباحثات الوزراء تناولت المستجدات الأخيرة في الصومال وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
كما هاتف فيدان كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون إفريقيا مسعد بولس، لمناقشة الوضع في الصومال.
** رفض مصري تركي جيبوتي
وتلقى عبد العاطي، الجمعة، اتصالات هاتفية من نظرائه بعدة دول أكد خلالها الوزراء إدانة اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال الانفصالي، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة الأراضي الصومالية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن عبد العاطي "تلقى اليوم اتصالات هاتفية من كل من وزير خارجية الصومال عبد السلام عبدي علي، ووزير خارجية تركيا، ووزير خارجية جيبوتي عبد القادر حسين عمر، تناولت تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الإفريقي".
وأضافت أن "الاتصالات تناولت التطورات المرتبطة باعتراف إسرائيل بإقليم صومالي لاند (أرض الصومال)، حيث أكد الوزراء على الرفض التام وإدانة اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية".
كما أكدوا "رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية وتقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية".
** السعودية
بدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن المملكة تعرب عن تأكيد "دعمها الكامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ووحدة وسلامة أراضيها".
وعبرت الخارجية السعودية عن رفضها "لإعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإقليم أرض الصومال، باعتباره يكرس إجراءات أحادية انفصالية تخالف القانون الدولي".
وتابعت: "المملكة إذ تؤكد رفضها لأي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الصومال، لتؤكد دعمها لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصها على الحفاظ على استقرار الصومال وشعبه".
** الكويت
كذلك، أعربت الكويت عن رفضها إعلان الاعتراف المتبادل بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يُعرف بإقليم "أرض الصومال".
وقالت عبر وزارة خارجيتها، في بيان، إن "دولة الكويت تؤكد الدعم التام لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة على كافة أراضيها".
واعتبرت الخارجية الكويتية هذا الإعلان "إجراء أحاديا مخالفا للقانون الدولي".
واختتمت بالقول: "نجدد رفضنا لهذا النهج المقوض لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة من جهة، ودعمنا التام للمؤسسات الشرعية التابعة للدولة من جهة أخرى".
** قطر
أما قطر فأكدت عبر وزارة خارجيتها، في بيان السبت، "رفضها لأي محاولات تهدف إلى إنشاء أو فرض كيانات موازية من شأنها تقويض وحدة الصومال".
واعتبرت الاعتراف المتبادل بين السلطات الإسرائيلية وإقليم أرض الصومال "سابقة خطيرة وإجراء أحاديا يتنافى مع مبادئ القانون الدولي، يشكل مساسا بسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ووحدتها وسلامة أراضيها".
وأشارت الخارجية القطرية إلى دعمها الكامل لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصها على حفظ أمن الصومال واستقراره، وصون مصالح شعبه الشقيق.
وأكدت أن "الأحرى بسلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بدولة فلسطين، التي أجمع المجتمع الدولي على حقها في إقامة دولتها المستقلة على ترابها الوطني، والعمل على إنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل مستدام، بدلًا من الاستمرار في تقويض الشرعية الدولية التي تسهم في تأجيج التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة والإقليم".
كما دعت إلى تضافر الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
** اليمن
وأعربت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان مساء الجمعة، عن موقفها الثابت والداعم بشكل كامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأكدت رفضها أي إجراءات أو ممارسات من شأنها المساس بوحدتها الوطنية أو محاولة فرض أمر واقع يتعارض مع سيادتها.
واختتمت بالقول: "نرفض أي إعلانات أو ترتيبات أو اعترافات متبادلة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإقليم أرض الصومال، باعتبار ذلك انتهاكا صريحا لمبادئ القانون الدولي".
** العراق
وفي بيان، أدانت وزارة الخارجية العراقية بشدة اعتراف إسرائيل بما يسمى "أرض الصومال"، معتبرة هذا الإجراء "تعديا سافرا على سيادة الدول ومخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت أن "العراق، بصفته رئيساً للدورة الحالية لجامعة الدول العربية، يؤكد أن إعلان كيان الاحتلال يُعد انتهاكا واضحا لسيادة جمهورية الصومال الشقيقة ووحدة أراضيها، وتقويضا لجهود الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".
ويرى العراق أن مثل هذه الخطوات غير المشروعة "تمثل تهديدا مباشرا لاستقرار منطقة القرن الإفريقي، وتسهم في تعقيد الأوضاع الإقليمية وزيادة حدة التوترات، بما ينعكس سلبا على السلم والأمن الدوليين"، حسب البيان نفسه.
ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى "تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح إزاء هذه الممارسات غير القانونية، بما يضمن احترام الشرعية الدولية".
** فلسطين
عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، مساء الجمعة، عن رفضها للاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، معتبرة أنه يمثل تهديدا للأمن الإقليمي والعربي.
وفي بيان، أعربت الوزارة عن دعم فلسطين المطلق لوحدة الصومال وسيادته واستقلاله السياسي، "بما يضمن لشعب الصومال الشقيق حقه في العيش الكريم والأمن والاستقرار، اتساقا مع القانون الدولي وقرارات الإجماع العربي والدولي، وقرارات منظمة التعاون الإسلامي".
ورفضت الخارجية الفلسطينية "اعتراف إسرائيل بإقليم صومالي لاند (أرض الصومال)، وأي خطوات تدعم الانفصال أو تضفي شرعية عليه، أو تمس بسيادة الصومال ووحدته، وتقوض استقراره".
وذكرت أن "هذا الاعتراف المرفوض يعتبر جزءا من محاولات إسرائيل، بوصفها قوة استعمارية تعمل على زعزعة الأمن والسلم الدوليين، وخاصة الأمن الإقليمي والعربي، والتي تصر على تهديد المنطقة وإبقائها في حالة من عدم الاستقرار".
ونبهت إلى أن "إسرائيل كانت قد استخدمت اسم ’صومالي لاند’ كوجهة لتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني، وخاصة من قطاع غزة".
وفي معرض تعليقه على الاعتراف الإسرائيلي، قال حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني: "نؤكد دعمنا الكامل لسيادة جمهورية الصومال الاتحادية ووحدة وسلامة أراضيها".
وأضاف: "نعبّر عن رفضنا لإعلان الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وإقليم ’أرض الصومال’ باعتباره يكرس إجراءات أحادية انفصالية تخالف القانون الدولي"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي السياق، رفضت حركة حماس "بشكل قاطع" جميع المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة قسرا، بما في ذلك ما وصفته بمحاولات استخدام الإقليم الصومالي الانفصالي وجهة محتملة لهذا التهجير.
وأكدت حماس، في بيان السبت، رفضها "تبادل الاعتراف بين أرض الصومال والكيان الصهيوني المجرم".
واعتبرت ذلك الاعتراف "سابقة خطيرة، ومحاولة مرفوضة لاكتساب شرعية زائفة من كيان فاشي محتل لأرض فلسطين، ومتورط بجرائم حرب وإبادة جماعية، ويواجه عزلة دولية متصاعدة".
** الأردن
وفي خطوة مماثلة، أكد الأردن "رفض المملكة المطلق أي محاولات لفرض كيانات موازية تهدد وحدة الصومال وسلامة أراضيه"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "بترا".
وأكد الأردن دعمه لمؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، وحرصه على حفظ استقرار الصومال وشعبه الشقيق، ورفضه أي إجراءات تستهدف وحدته والمساس بأمنه.
** منظمة التعاون الإسلامي
أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان، عن إدانتها ورفضها القاطع لاعتراف إسرائيل، قوة الاحتلال، بإقليم "أرض الصومال" كدولة مستقلة، معتبرة ذلك انتهاكاً لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.
وشددت الأمانة العامة مجددا على تضامنها الكامل مع جمهورية الصومال الفيدرالية ودعمها الثابت لسيادتها ووحدة أراضيها، وتأييدها المطلق لمؤسساتها الشرعية.
** مجلس التعاون الخليجي
أما مجلس التعاون الخليجي فرفض اعتراف إسرائيل باستقلالية إقليم "أرض الصومال"، واعتبر ذلك "تجاوزا خطيرا لمبادئ القانون الدولي وانتهاكا صريحا لسيادة الصومال".
جاء ذلك في بيان لأمين عام المجلس جاسم البديوي، مساء الجمعة، أعرب فيه عن "إدانته واستنكاره الشديدين لإعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية الاعتراف بما يسمى بإقليم أرض الصومال".
وأكد المجلس أن الإجراء الإسرائيلي يعد "تجاوزا خطيرا لمبادئ القانون الدولي، وانتهاكا صريحا لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها".
وشدد على أن "الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات، بما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة".
ودعا البديوي "المجتمع الدولي إلى رفض الإجراء الإسرائيلي الذي يستهدف المساس بالشرعية الدولية وفرض وقائع سياسية مخالفة للإجماع الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
** الجامعة العربية
أيضا، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الجمعة، الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي أرض الصومال، معتبرا أن خطوة تل أبيب "مستفزة ومرفوضة"، وقد تخل بأمن المنطقة.
وفي بيان، أكد أبو الغيط رفض الجامعة العربية لتلك الخطوة "باعتبارها انتهاكا صريحا لقواعد القانون الدولي، وتعديا سافرا على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول".
وشدد على أن "أي محاولة لفرض اعترافات أحادية الجانب ستشكل تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية للصومال"، و"سابقة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
واعتبر أن "إسرائيل التي ترتكب انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني ودول الجوار، تمارس اليوم أيضا اعتداء على سيادة دولة عربية وإفريقية (الصومال)، من خلال هذا الاعتراف".
واتهم الأمين العام للجامعة العربية، تل أبيب بالعمل مع "أطراف ثالثة لتقويض استقرار المنطقة بعيدا عن أي التزام بالقواعد المنظمة للاعتراف بالدول وفق القانون الدولي".
** اعتراف مرفوض
والجمعة، قال مكتب نتنياهو، في بيان، إن الأخير "أعلن اليوم الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة"، لافتا إلى أن هذا "الإعلان يأتي بروح اتفاقيات أبراهام التي وُقّعت بمبادرة من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب".
و"اتفاقات أبراهام" هي اتفاقيات لتطبيع العلاقات وُقّعت عام 2020 بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين برعاية الولايات المتحدة، ثم انضم إليها لاحقا السودان والمغرب.
ويتصرف إقليم "أرض الصومال"، الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.
وعقب اعتراف تل أبيب، أكد الصومال في بيان للحكومة نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، الجمعة، التزامه المطلق وغير القابل للتفاوض بسيادته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه، معلنا الرفض القاطع للخطوة غير القانونية التي اتخذتها إسرائيل بالاعتراف بمنطقة شمال الصومال.
وأكدت أن إدارة أرض الصومال جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية السيادية، ولا يمكن فصلها أو التصرف فيها بأي شكل من الأشكال.
وأوضح الصومال أنه لن يسمح بإنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية أو ترتيبات على أراضيه من شأنها جرّه إلى صراعات بالوكالة أو استيراد العداوات الإقليمية والدولية إلى هذه المنطقة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
