خبيران روسيان: وقف النار بين إسرائيل وإيران لن يحل جذور الصراع
رأى خبيران روسيان أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إزالة الأسباب الجذرية للصراعات في منطقة الشرق الأوسط، ولن يسهم في تحقيق حل سلمي دائم.

Moskova
موسكو/ ديميتري تشيرتشي/ الأناضول
**ماكسيم زينوفين خبير العلاقات الدولية بجامعة "رودن" الروسية:- رغم أهمية وقف إطلاق النار على المدى القصير للحد من الكارثة الإنسانية، إلا أنه لا يكفي لمعالجة الأسباب الجذرية للخلافات بين دول المنطقة
- حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار الإقليمي
** الخبير بنفس الجامعة ماكسيم نيكولين:
- اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لن يحقق حلاً سلميًا لقضية الشرق الأوسط
- احتمال اندلاع صراع جديد بين إسرائيل وإيران لا يزال قائمًا
رأى خبيران روسيان أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إزالة الأسباب الجذرية للصراعات في منطقة الشرق الأوسط، ولن يسهم في تحقيق حل سلمي دائم.
جاء ذلك في تقييم خاص أجراه الخبيران ماكسيم زينوفين وماكسيم نيكولين للأناضول، تناول الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران، إلى جانب وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح ماكسيم زينوفين، الخبير في مركز التحليل التطبيقي للتحولات الدولية التابع لجامعة الصداقة بين الشعوب الروسية (رودن)، أن الهجمات ضد إيران قد تؤدي إلى شرعنة ممارسة العنف ضد الدول خارج قرارات مجلس الأمن الدولي، مما قد يشجع دولًا أخرى على استخدام الأساليب ذاتها.
وحول وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب، قال زينوفين: "إذا تم تنفيذ الاتفاق بين إيران وإسرائيل، يمكن اعتباره خطوة أولى نحو خفض التوتر، لكن عدم مشاركة جميع الأطراف الأساسية في الأزمة، بما في ذلك فلسطين، وغياب الضمانات القانونية الدولية الموثوقة، يثيران شكوكًا كبيرة حول استدامة هذا الاتفاق".
وشدد زينوفين على أن استقرار الوضع في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل سياسي ودبلوماسي شامل قائم على مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
- حل القضية الفلسطينية شرط أساسي
وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مضيفًا: "رغم أهمية وقف إطلاق النار على المدى القصير للحد من الكارثة الإنسانية، إلا أنه لا يكفي لمعالجة الأسباب الجذرية للخلافات بين دول المنطقة. الحل المستدام لا يمكن أن يتحقق من خلال الإملاءات الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة، بل عبر حوار مباشر بين دول المنطقة بدعم من المجتمع الدولي".
وانتقد زينوفين السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، معتبرًا أن واشنطن تركز على مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية ولا تهدف لتحقيق السلام والاستقرار.
وقال: "الولايات المتحدة تستخدم أدوات الضغط العسكري والسياسي من أجل الحفاظ على نفوذها وتحقيق مكاسب أحادية، وهذا يتعارض مع الجهود المشتركة الرامية لبناء نظام أمن إقليمي عادل ومستدام".
ولفت زينوفين إلى أن إيران تحتل موقعًا بين أول خمس دول داعمة لنظام العملات الرقمية "بيتكوين"، معتبرًا أن الهجمات الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تهدف أيضًا إلى إضعاف قيمة البيتكوين.
وأكد زينوفين أن روسيا تدعم حل الأزمة الإيرانية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، مشيرًا إلى أن موسكو قامت بعدة مبادرات في هذا الصدد.
- احتمال اندلاع صراع جديد بين إيران وإسرائيل قائم
من جهته، قال الخبير الروسي ماكسيم نيكولين من مركز التحليل التطبيقي للتحولات الدولية إن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران ألحقت ضررًا كبيرًا بالقانون الدولي.
وأضاف: "هذا الوضع قد يتحول إلى قاعدة في العلاقات الدولية، مما قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدول، بل وقد يشجع بعض الدول على شن هجمات ضد المنشآت النووية لدول أخرى".
وأشار نيكولين إلى أن إسرائيل سبق أن نفذت هجمات مشابهة ضد العراق وسوريا، مضيفًا: "من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط لن تكون هادئة أو مستقرة في المستقبل القريب. احتمال اندلاع صراع جديد بين إسرائيل وإيران لا يزال قائمًا".
وتابع: "اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لن يحقق حلاً سلميًا لقضية الشرق الأوسط. هذه الأزمة جزء من صراع أوسع بدأ خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران. لذلك يمكن اعتبار هذا الاتفاق بمثابة هدنة مؤقتة أو نهاية لإحدى مراحل النزاع، مع احتمال انتقاله إلى مرحلة جديدة من التصعيد المسلح مستقبلاً".
وختم نيكولين بالتعبير عن أمله في حل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية، مؤكدًا أن روسيا تبذل جهودًا لمنع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واندلاع حرب شاملة.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 627 قتيلا بحسب أحدث حصيلة، و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 29 قتيلا و3 آلاف و345 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي ضد إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.