إسرائيل

حزب حريدي يعلن انسحابه من حكومة نتنياهو ضمن أزمة التجنيد

احتجاجا على عدم التزام حزب الليكود (بزعامة نتنياهو) بتعهده إقرار قانون لإعفاء الحريديم من التجنيد بالجيش، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم"

Zein Khalil  | 14.07.2025 - محدث : 14.07.2025
حزب حريدي يعلن انسحابه من حكومة نتنياهو ضمن أزمة التجنيد

Quds

زين خليل/ الأناضول

أعلن حزب "ديغيل هتوراه" الإسرائيلي الحريدي، مساء الاثنين، انسحابه من حكومة بنيامين نتنياهو، احتجاجا على عدم سن قانون لإعفاء الحريديم من التجنيد في الجيش، وفق إعلام عبري.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم": "أعلن حزب "ديغيل هتوراه" هذا المساء (الاثنين) عن انسحاب فوري من الحكومة والائتلاف".

وأضافت أن إعلان الانسحاب جاء عقب رسالة "نادرة ودراماتكية" نشرها الأب الروحي لحركة "ديغيل هتوراه" (حركة وحزب) الحزب الحاخام دوف لاندو.

و"في رسالته المكتوبة بخط اليد وجّه الحاخام نداءً صارمًا إلى ممثّلي الحركة لإنهاء المشاركة الفوريّة في الائتلاف والتخلي عن جميع المناصب"، وفق الصحيفة.

وفسر الحاخام ندائه بـ"الاحتجاج على عدم التزام حزب الليكود (بزعامة نتنياهو) بتعهداته المتعلقة بإقرار قانون التجنيد الذي تم الاتفاق عليه مسبقا مع ممثلي الحريديم".

واعتبر أن السلطات الحاكمة "تكشف عن نيتها زيادة معاناة طلاب التوراة بطرق شتى، ومحاولة إذلالهم وسحقهم".

وتابع: "القيادة الإسرائيلية تفشل مجددًا في الوفاء بالتزاماتها بتنظيم وضع طلاب المدارس الدينية وطلاب التوراة، ولذلك أمر بإنهاء الشراكة في الحكومة فورا".

ويمتلك "ديغيل هتوراه" 4 مقاعد من أصل 120 في الكنيست (البرلمان)، ويشكل مع "أغودات إسرائيل" (3 مقاعد) تحالف "يهدوت هتوراه" اليميني الحريدي الشريك في الحكومة.

ولا يعني انسحاب "ديغيل هتوراه" سقوط الحكومة، إذ تمتلك 68 مقعدا بالكنيست، وتحتاج إلى ما لا يقل عن 61 مقعدا للبقاء في السلطة.

لكن في حال انسحاب حزب "شاس" الحريدي (11 مقعدا) من الحكومة، فسيسقط الائتلاف الذي يحكم منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022.

وتضغط الأحزاب الحريدية لسن قانون يعفي الحريديم (يهود متدينين) من الخدمة في الجيش، وهو ما يعارضه شركاء آخرون في الحكومة وقطاعات شعبية.

** تحركات نتنياهو

من جانبها، قالت القناة "14" العبرية (خاصة) إن نتنياهو التقى رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين، المكلف بإعداد مشروع قانون التجنيد، وأنهما "بصدد طباعة مشروع القانون".

ونقلا عن مصادر في الائتلاف الحكومي لم تسمها، ذكرت إذاعة الجيش أن "مشروع القانون سيصدر خلال الساعات القليلة المقبلة وستنتهي الأزمة السياسية".

فيما قال موقع "والا" العبري إن "ديغيل هتوراه نقل رسالة (لم يحدد إلى مَن) مفادها أنه إذا تم عرض مسوّدة القانون اليوم، على أن تكون مقبولة للحاخامات، فسيتراجع عن قراره الانسحاب من الحكومة".

ووفق الموقع، "من المتوقع عرض مسودة القانون الليلة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستلقى أم لا قبولا من الحاخامات الحريديم".

والاثنين، ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن رئيس حزب "شاس" الحريدي أرييه درعي أبلغ مسؤولين في حزبه أن الحركة تستعد للانسحاب من الحكومة خلال الأيام القريبة.

وأرجعت القناة "13" العبرية "تهديدات الأحزاب الحريدية إلى أن أدلشتاين لم يعرض بعد صيغة قانون الإعفاء من التجنيد، رغم وعود نتنياهو".

ويحتج الحريديم ضد الخدمة في الجيش، منذ قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) في 25 يونيو/ حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

ويدعو كبار الحاخامات، الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، إلى رفض التجنيد، بل و"تمزيق" أوامر الاستدعاء.

ويشكل "الحريديم" نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة.

وهؤلاء يرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، وأن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.

وعلى مدى عقود، تمكن حريديم من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة، والبالغ حاليا 26 عاما.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، شن حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى لمقتل 998 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın